بعد أسابيع قليلة يبدأ المغتربين الأردنيين بالتوافد إلى الأردن لقضاء إجازة الصيف في ربوع بلادهم ، وهم يتوقون لكل حجر ولكل حفنة تراب ، ولشم كل نسمة هواء من نسيمها العليل ، وهو من المفترض أن يكون فرصة كبيرة لقضاء أجمل الأوقات بين الأهل والأحباء ، ولطول مدة النهار في فترة الصيف فهناك رغبة في السهر والتمتع بإجازة تبدد سهر سنة كاملة في الغربة ، وما يرافقها من عمل وتعب وإرهاق وشوق وحنين .
ولكن في كل سنة نتطلع لأن يكون الصيف أحلى أو أن يختلف في وقعه عن سابقه ، ولكن للأسف وأقولها بكل حرقة ، صيف بلا أحداث وبلا نشاط ملل ورتابة في كل شيء ، غلاء في الأسعار سواء في المطاعم أو المواقع السياحية أو في الفنادق والشقق السياحية ، أسواق تعج بفئة الشباب والمراهقين من الجنسين بشكل لا يمكنك من مرافقة عائلتك للتسوق في أحد هذه الأماكن إن أردت تجنب المشاكل – جيل متعطش للضياع وهدر الوقت دون توجيه ودون حسيب أو رقيب لا يحمل هماً سوى البنطال الساحل والجوال وتسريحة الشعر - محلات فارغة من كل زبون إلا من بضاعتها وعمالتها، ويرافق كل ذلك ضعف واضح في مستوى الخدمات المقدمة في أي منها .
ما من مغترب إلا وتعود على شراء الكثير من الحاجيات التي اعتاد على استهلاكها منذ صغره والتي يفتقدها في موطن غربته ، وهو يتطلع إلى شراءها والاحتفاظ بها ولكن الأسعار تجعله متحفظاً على ممارسة عادة الشراء في بلده ، وفي هذا نقطة مهمة أن المغترب الأردني يحجم الإنفاق كثيراً على شراء الكثير من السلع والحاجيات عند قدومه للأردن بسبب غلاء الأسعار إلى حد لا يطاق ، أو أنه قد يلجأ إلى التسوق في بعض الدول القريبة ويضرب عصفوران بحجر واحد هما : السياحة والتسوق .
شاهدنا في السنة السابقة مالم نشاهده في أي سنة أخرى وهو تدخل واضح من سيارات الشرطة المنتشرة على طول الطريق الرابط بين عمان والسلط مثلاً ، وفي أحد الأيام أوقفتني الدورية 5 مرات والمشكلة لا يوجد أي سبب واضح لذلك ، سوى تعطيل السائق ، وعند سؤالهم عن سبب الإيقاف لا يوجد سبب واضح سوى محاولة البحث عن سبب يرميه إليك ليقنعك بأنك مخالف . نحن ليس فوق القانون ونحن نحترمه ولكن صدقوني إن قلت لكم أننا لم نسجل أي مخالفة في موطن غربتنا طيلة 7 سنوات من العمل ونحترم القانون ، لذلك فإن ما نطلبه أن يكون هناك نوع من الحرص في التعامل مع سيارات المغتربين سواء الأردنيين أو غيرهم من الزوار الأشقاء ، فقد تكسب الحكومة 20 دينار جراء مخالفة السائق لا تكفي لوجبة غداء لمدير عام في أحد مطاعم عمان ، ولكنها على المدى الطويل قد تخسر 2000 دينار ، ناهيك عن عدم مهنية أو احترام من بعض رجال السير في التعامل مع بعض السائقين الذين هم من فئات مختلفة متعلمة ومثقفة تحترم القانون ومن يمثله .
يبرز أيضاً جانب ضعف النشاطات الترويحية التي تقوم بها الحكومة ممثلة بهيئة تنشيط السياحة – ما عدا مهرجان الأردن - ، وهنا لا بد أن أشير مثلاً في دبي و في معظم المدن السعودية تنتشر اللوحات الإعلانية الكبيرة على مدخل المدن ، والتي يمكن الاستفادة منها في ترويج السياحة الأردنية بأقل ما يمكن من التكاليف والوقت والجهد التسويقي ، ومن خلاله يمكن إيجاد أو خلق سوق سياحي يلاءم المنتج السياحي الأردني .
سالت أحد الزملاء المصريين في السعودية عن العجيبة السياحية التي توجد في الأردن ، فرد علي بسؤال وهو عدد سكان الأردن كام ؟ .
الدكتور إياد عبد الفتاح النسور
جامعة الخرج
Nsour_2005@yahoo.com