زاد الاردن الاخباري -
التقى جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس مجلس النواب الحالي سعد هايل السرور ورئيسي مجلس النواب السابقين عبد الهادي المجالي وعبدالكريم الدغمي، وأعضاء المكتب الدائم في المجلس، ورؤساء اللجان والكتل النيابية؛ وذلك في منزل النائب المهندس عاطف الطراونة ظهر أمس.
اللقاء؛ الذي تجاوز الوقت المحدد له برغبة من جلالته؛ وتخللته مأدبة غداء، تطرق إلى عدة ملفات محلية وإقليمية، وجرى خلاله توجيه انتقادات نيابية للأداء الحكومي.
“معزب” اللقاء الطراونة؛ استهل حديثه بالترحيب بجلالته، مثمنا ما جاء في خطاب جلالة الملك خلال حفل تخريج طلبة مؤتة الجناح العسكري أول من أمس، ووصفه بالخطاب “التاريخي والتوجيهي، الذي شكل خريطة طريق للسلطات الدستورية”.
وبحسب مصادر نيابية حضرت اللقاء؛ فإن جلالة الملك، أيد مقترحا بعقد لقاءات دورية مع النواب، ووضعهم في صورة آخر المستجدات الإقليمية.
وبحسب المصادر ذاتها؛ فإن جلالته، شدد في اللقاء على ضرورة تجاوز التحديات المحلية والإقليمية بـ”العمل الجاد وعزيمة الأردنيين”، وطالب الجميع؛ بتحمل المسؤولية الوطنية، موضحا أن “الأردن يواجه ظروفا غير مسبوقة”.
ووجه جلالة الملك الحكومة والنواب معا، إلى أن يكللا انجازهما بالعمل المشترك، والارتقاء بأدائهم الى مستوى التحديات في مختلف القضايا التي تواجه السلطتين.
وقال جلالته إن “المصلحة العامة لا تحتمل عدم تعاون النواب مع الحكومة”؛ مشيرا إلى حساسية الظرف الاستثنائي الذي نعيشه، وأن المواطنين يراقبون أداء الحكومة والنواب.
وعن الوضع الاقتصادي للمملكة؛ أوضح جلالته حراجة الوضع الاقتصادي، لافتا الى أن الدول المانحة، غيرت شروط دعمها ومنهجيتها في تقديم المساعدات، واشترطت توجيه الدعم الحكومي لمستحقيه فقط، وهو ما يضغط على الموازنة، ما أثر على إيراداتها التقديرية، وسبب تنامي أزمة عجزها.
كما أوضح جلالة الملك؛ أن قرار رفع أسعار الكهرباء مرتبط بمدى القدرة في الضغط على صندوق النقد الدولي، لتأجيل موعد اتخاذ القرار، مشيرا إلى أن القرار تم تأجيله حتى مطلع آب (اغسطس) المقبل.
وتمنى أن تنجح الجهود في تأجيل القرار الى أبعد من ذلك، معربا عن تمنياته في أن تقدم الدول المانحة الدعم لاقتصاد المملكة، الذي يواجه ضغوطا غير مسبوقة نتيجة الظروف الإقليمية.
ووجه جلالة الملك إلى ضرورة تكامل الأدوار بين السلطات من دون تغول سلطة على أخرى، داعيا النواب الى أخذ مكانهم في قيادة وصناعة الرأي العام، بحكم شراكتهم في العملية السياسية.
وعن التحديات التي تفرضها الأزمة السورية على المملكة؛ أكد جلالته قدرة الأردن على التصدي لأي تحد أمني قادم من الحدود الشمالية، موضحا أن الفوضى السورية ودخول دول اقليمية وأحزاب على خط الأزمة السورية، يضاعف من جهود أجهزتنا الأمنية على الحدود الشمالية.
وأكد جلالته التزام المملكة بالدعوة لحل سياسي للأزمة السورية، على نحو يحفظ وحدة الأراضي السورية من التقسيم، ويضمن وقف نزيف الدماء، والحفاظ على المؤسسات.
وعن الطاقة وسبل استخدام البدائل للتعامل مع تحدي فاتورتها المتزايدة، والتي تسببت بعجز غير مسبوق في الموازنة العامة، بين جلالته ضرورة التوجه لاستخدام الطاقة النووية، وهو الخيار الذي ينقل الأردن من مرحلة استيراد الطاقة إلى مرحلة تصديرها لدول الجوار في العام 2030.
وعلى الرغم من كل التحديات؛ أعرب جلالة الملك عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة اقتصادياً، ملمحا إلى احتمالية “وصول ودائع خليجية في القريب العاجل واستثمارات”.
وعلى صعيد دعم السلطة التشريعية؛ تعهد جلالة الملك بدعم المجلس وقال إن “مجلس النواب القوي، هو الذي يدعم الاصلاح”، حاثا النواب على ضرورة الإسراع بإقرار النظام الداخلي للمجلس، لكي يصب في مصلحة الاصلاحات الشاملة التي ننشدها.
من جهتهم؛ أكد النواب على محاور ومضامين خطاب جلالته خلال حفل تخريج جامعة مؤتة الجناح العسكري، مشددين على أن التحديات التي تحدث عنها جلالته، تتطلب من الجميع العمل في المرحلة المقبلة بروح الفريق الواحد.
واستغل نواب اللقاء بانتقاد الحكومة ورئيسها وفرديتها وغيابها عن التشاور مع المجلس، اذ اعتبر المجالي، أن الحكومة تسعى لـ “تأجيج” الشارع من جديد، منتقدا غياب الشراكة الحقيقية بين السلطتين.
من جهته؛ أكد الدغمي، ضرورة تمسك الأردن بموقفه السياسي “المعتدل” من الأزمة السورية، ودعم جهود جلالته في التحشيد الدبلوماسي الدولي لمبادرة حل الأزمة السورية سياسيا.
رئيس لجنة التوجيه الوطني في المجلس النائب خالد البكار، أكد أهمية الشفافية الحكومية، داعيا لتبني منظومة حوار بين الحكومة والنواب والمواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبموازاة ذلك، إبقاء قناة الحوار بين السلطات الدستورية وجلالة الملك مفتوحة، لضمان مشاركة الجميع في المسؤوليات الوطنية بوعي وإدراك لطبيعة التحديات وحجمها.
كما أكد نواب؛ ضرورة تطبيق القانون على الجميع وفرض هيبة الدولة، بما يعزز منظومة الأمن والأمان ويكرس أجواء الاستقرار.
الغد