زاد الاردن الاخباري -
تؤكد أخر الإحصاءات الصادرة عن المحاكم الشرعية في عمان للعام 2009، أن إجمالي حالات الطلاق في الأردن بلغت خلال العام المنصرم 3650 حالة، منها 2850 حالة طلاق قبل الدخول. الباحثة الاجتماعية عائشة جمعة تؤكد ان ارتفاع نسب الطلاق قبل الدخول في المملكة باتت ظاهرة مقلقة تحتاج الى معالجة. واشارت الى أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق قبل الدخول في الأردن التسرع في الاختيار من قبل الشاب أو الفتاة دون تفكير أو فهم كل منهما للآخر ونظرته للحياة، وتدخل الأهل في الاختيار دون رغبة من الزوجين، فضلا عن الظروف الاقتصادية السيئة، ما يجعل الشاب غير قادر على الإيفاء بالالتزامات فيفضل الطلاق قبل إتمام الزواج. وترى جمعة أنه لا بد من التأكيد على أهمية المصارحة بين الشاب والفتاة قبل الخطوبة، ليتمكن كل واحد منهما أن يُكوّن فكرة جيدة عن الآخر، بعيداً عن تقمص الشخصيات والصور الخيالية البعيدة عن الواقع. وتلفت إلى أن الأسرة هي اللبنة الأساسية الأولى في بناء المجتمع، وقد اهتم الإسلام كثيراً بها، وجعل الزواج الطريق الشرعي الوحيد لبنائها، وتقول: "يجب الحرص على تحقيق معاني المودة والرحمة في الزواج، وهذا الحرص يبدأ عند اختيار الزوجة إدراكاً لأهمية الأسرة". وتشير إلى أن غياب ثقافة الحوار بين الزوجين يجعلهما غير قادرين على فهم بعضهما بعضاً ليتجاوزا المشكلات، فالحوار بحسب جمعة "من أهم مقومات نجاح الحياة الزوجية، ومن الضروري أن يدرك الزوج والزوجة أهمية الأسرة وضرورة المحافظة عليها، كونها رباطاً مقدّساً ينبغي المحافظة عليه". وليس غريبا أن يتمهل الشاب أحمد معتوق(32 عاماً) ويتريث كثيرا ويفكر مليا فيما يخص ارتباطه بفتاة الأحلام، فسبق أن عقد قرانه على إحدى الفتيات لكنه ما لبث أن فسخ القران بعد شهرين من عقده، ويقول": غرني مظهرها وتوقعت أنها الفتاة التي كنت أبحث عنها لكنني كنت مخطئا. في بداية المطاف أظهرت لي حبها وإخلاصها حتى تعلقت بحبال عشقها.. عندها كانت الطامة"، ويضيف: "بعد أسبوعين من الخطوبة بدأت تحملني ما لا أطيق، وباتت تكثر من الطلبات الكمالية وتختلق المشاكل، مع العلم أنها تقدر جيدا الظروف المادية السيئة التي أمر بها وهو ما دفعني للانفصال عنها". ويقول الشاب زكريا الأخرس (29 عاماً): "أجبرتني أمي على الزواج من إحدى الفتيات ولم أكن أريدها، لكنني خضعت لرغبة والدتي وياليتني لم أفعل، أثناء فترة الخطوبة تبين لي أن الفتاة التي أعطتني العهود والمواثيق بأن تكون لي الأم والأب والزوجة وكل شيء في حياتي، تربطها علاقة عشق وهيام بأحد الأشخاص وهو ما دفعني فورا إلى الانفصال عنها". وتقدم دراسة سابقة أعدتها جمعية العفاف في العام 2007، مقترحات عديدة للتقليل من ظاهرة الطلاق قبل الزواج منها:غرس المفاهيم الصحيحة لأهمية الزواج، وبناء الأسرة من خلال وسائل الإعلام الهادفة والمؤسسات الاجتماعية، وعدم التسرع في الاختيار والحرص على فهم الآخر بالقدر الذي يُمكِّن الشاب أو الفتاة من تكوين صورة صحيحة عن شريكه وطريقة تفكيره، إضافة إلى التقليل من تكاليف الزواج وعدم إرهاق الزوج بالديون،. وتضمين المناهج الدراسية - وخصوصاً في المراحل العليا من الدراسة- مواضيع تؤكد أهمية الأسرة، وأسس اختيار الزوج والزوجة، وكيفية إدارة المنزل، وطريقة التعامل مع المشكلات الاجتماعية بصورة علمية صحيحة. كما تدعو الدراسة إلى تنظيم دورات خاصة للمقبلين على الزواج من الشباب والفتيات، وعدم إغفال دور الأهل والوالدين في إنجاح الزواج أو إفشاله، والعمل على توعيتهم الدائمة لخلق الأدوار الإيجابية بينهم. المصدر:البوصلة