زاد الاردن الاخباري -
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال محاضرة ألقاها اليوم الخميس في الكلية الملكية البريطانية للدراسات الدفاعية في لندن ان الأردن سيستمر بالعمل مع جميع الجهات إقليميا ودوليا لإيجاد حل انتقالي شامل للازمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري ويضع حدا لتفاقم الأزمة، التي ينذر استمرارها بتفجر الأوضاع في المنطقة.
وشدد جلالته، في المحاضرة التي ألقاها أمام نخبة من أساتذة وطلبة الكلية التي تحظى بسمعة عالمية كونها تعنى بإعداد قادة المستقبل وتزويدهم بقدرات معرفية وتحليلية عالية في مجالات الدفاع والأمن الدولي والتخطيط العسكري الاستراتيجي، على ان الأردن لن يدخر جهدا لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، وبما يحفظ وحدة وتماسك سوريا ويجنبها خطر الانقسام والتفكك.
وتناول جلالته الأعباء المتزايدة، والتي فاقت كل التوقعات، مما يتحمله الأردن نتيجة استمرار تدفق اللاجئين السوريين، داعيا المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته، وعدم ترك الأردن وحيدا في التعامل مع تبعات هذا الأمر.
وطالب جلالة الملك المجتمع الدولي والقوى الإقليمية المؤثرة بتغليب صوت الحكمة والعقل والمنطق على صوت الحرب والقتل والدمار، مؤكدا ان مستقبل شعوب المنطقة يجب ان لا يكون رهينة للمصالح الضيقة.
وتناول جلالته في المحاضرة جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيدا في هذا السياق بالمساعي التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الأمريكي باراك أوباما في ولايته الثانية، ومؤكدا ضرورة عدم إضاعة فرص تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعزيز إجراءات بناء الثقة بينهما وصولا إلى إحياء حقيقي لعملية السلام.
وأوضح جلالته ان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني هو حق مشروع للشعب الفلسطيني، والأردن لن يدخر جهدا في مساندة الأشقاء الفلسطينيين لتحقيق ذلك.
وقال جلالته ان حل الدولتين سيبقى الحل الأمثل لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يشكل حله مفتاحا لمختلف النزاعات في المنطقة، فيما سيؤدي استمراره بدون حل إلى تفاقم التوتر وتوسع دوامة العنف فيها.
وأشار جلالته إلى ان القدس وحماية عروبتها ومقدساتها ستبقى أولوية هاشمية، سيبذل الأردن كل جهد ممكن للدفاع عنها.
وحول الربيع العربي ومآلاته، قال جلالته إنه شكل فرصة للأردن للمضي قدما في إصلاحاته وتسريع وتيرتها، ما يحقق تطلعات وآمال الأردنيين في مستقبل أفضل من خلال تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، وتمكين الشباب الذين يشكلون غالبية المجتمع الأردني.
وفي هذا الصدد، استعرض جلالته الخطوات الإصلاحية التي اتخذها الأردن بدءا من تعديل الدستور وإقرار القوانين الناظمة للحياة السياسية، وإنشاء المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب، وما تلا ذلك من إجراء انتخابات نيابية مطلع هذا العام حظيت بإشادة دولية ومحلية عكست مدى الشفافية والنزاهة التي جرت فيها.
وأشار جلالته إلى الأوراق النقاشية التي طرحها مؤخرا والتي تعرض رؤية جلالته للإصلاح بمختلف جوانبه.
وأكد جلالته في المحاضرة ان عزيمة وصدق الأردنيين في الدفاع عن مصالح وطنهم على مدار التاريخ كان دوما الصمام الذي حمى الوطن من مختلف الصعاب والأزمات التي واجهته.
والتقى جلالته خلال الزيارة بعدد من التلاميذ الدارسين في الكلية من بينهم أردنيين وعرب.
وتعد الكلية التي أنشئت عام 1927من أشهر الكليات على مستوى الدراسات الدفاعية في العالم.
واستمع إلى المحاضرة رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود.
بترا