منذ زمن طويل والتوجيهي يعاني سكرات الموت.. ومع ان الجميع يعي هذا، من حكومة الى برلمان الى مواطنين مقهورين, الا أنه لا أحد يجرؤ على القيام بالخطوة الأولى لوقف مهزلة التوجيهي..
كل شيء في بلدنا يتغير ما عدا التوجيهي!.. الناس يولدون ويموتون, الوزارات تتغير, البرلمانات تروح ثم تعود,, ولكن امتحان التوجيهي يبقى من ثوابت الدهر..
دراسات أجريت, ولجان شكلت, وقرارات اتخذت.. ولكن، ومنذ الخمسينات، الثوابت هي اثنتان: اسرائيل والتوجيهي.
التوجيهي يعاني من المرض والهزال وكبر السن. وحذرنا وحذر غيرنا مراراً من أنه بلغ من العمر عتياً، وأن علينا أن نجد عنه بديلاً فقد "انكسر ظهره"، ولكن لا حياة لمن تنادي. فالحكومة، بل بالأحرى، جميع الحكومات تستطيع أن تزيد اسعار الكهرباء والماء والخبز وتستطيع ان تلغي وزارات وتستحدث وزارات, والبرلمان يناقش ميزانيات، ويناقش قانون المالكين والمستأجرين عشرات المرات وفي كل دورة، بل و يناقش قضية الحرب والسلام واتفاقيات "وادي عربة"، وقد يبحث في قضايا سوريا والعراق وبنما وهاييتي , ولكنه لا يستطيع مناقشة مهزلة التوجيهي في الأردن، فهي من المحرمات.
في السنوات الأخيرة بدأ التوجيهي يتهاوى تحث تاثير العجز والمرض وبلغ هذا الصيف أوجه فقضايا التزوير والغش " صارت على كل لسان " والقصص كثيرة ولا دخان من دون نار ومع هذا تحاول الوزارة اولا والحكومة بكاملها ثانيا أن تغطي على الموت السريري لهذا المسكين "التوجيهي" ولا تعترف بموته علنا و صراحة.
كان على الحكومات ان تجد بدائل منذ سنوات على ان يبدأ تطبيقها خلال السنوات التالية، ولكن الحكومات المتعاقبة لم تقم بذلك، ولهذا ستجد الحكومة واجباً ومفروضاً عليها أن تتخذ خطوات بل وخطوات متسرعة في السنة القادمة لتنهي مهزلة التوجيهي وما يحدث فيها في السنوات الأخيرة..
هل هناك اقتراحات ؟؟ لا بد وأن الكل يستطيع الإقتراح( فهو الأسهل للجميع )، ولا بد أن الوزارة لديها اكثر من خطة واكثر من اقتراح, ولا بد ان اللجان التي تم تشكيلها سابقاً قد وعت الكثير من البدائل, وكذلك فتجارب الدول الأخرى لا بد وان تكون نبراساً للمسؤلين في الوزارة عن الخطط المستقبلية والبدائل,,
المهم أن نبدا منذ الآن بالإعلان عن البدائل لتكون الأمور واضحة لطلبة السنة القادمة, ولا بد أن تكون العدالة والشفافية ورفعة القدرة العلمية لأبنائنا في الاردن هي الغاية والهدف من هذا التغيير , والله الموفق