أصبح اتخاذ قرار بالتوجه في نهاية الأسبوع إلى سوريا قرارا سهلا ويستطيع معظم أفراد البيت اتخاذه منفردين أو مجتمعين ، وهذا إن دل على شيئ فهو يدل فقط على رسوبنا في امتحان السياحة وبامتياز ......
وأظن أن ما يحدث على الحدود الأردنية السورية ومغادرة حوالي ربع مليون مواطن إلى سوريا للسياحة شهريا يجب أن يستدعي الوزير والمدراء في وزارة السياحة إلى اجتماع عاجل لبحث الوضع المتدهور في السياحة الداخلية ، كما أن احتمال اتخاذ قرار بفرض خمسة دنانير على المغادرين إلى سوريا ما هو إلا اعتراف بفشل وزارة السياحة خصوصا والحكومة والإدارات المعنية عموما في قبول التحدي وزيادة أعداد السياحة الداخلية وبسرعة .
من المؤكد أن نجاح تطوير السياحة الداخلية لا يعتمد على وزارة السياحة لوحدها ، فوزارة السياحة ليست سوى الجهة المخططة والدافعة لتطوير هذه الصناعة وعلى الجميع أن يشارك بإنجاحها ،فأمانة عمان والبلديات ووزارة التربية والأشغال العامة والبيئة ووزارة الزراعة ، كلها جهات متداخلة وعليها مسؤولية في تطوير السياحة ، وعدم مشاركة أي جهة سيكون له أثر سلبي على التطوير .....
ليس عيبا أن ندرس التجربة السورية في السياحة الداخلية ، وليس عذرا أن نردد باستمرار أن سوريا رخيصة في أثمانها مما يدفع الجميع للذهاب للتسوق ، فالبضائع السورية تملأ أسواق عمان ، والحياة ليس بها كبير اختلاف في ظروفها في هذين البلدين الشقيقين ، وربما كان الاختلاف في بناء الفرد نفسه وفي قبوله لنوعية العمل وفي عدد ساعات العمل التي يتفوق فيها الفرد هناك عنا هنا ....
إن إنجاح مشروع السياحة الداخلية لا بد له من رصد ميزانية وأموال خاصة لدعم هذه السياحة ، ونحن نعلم أن هناك تطورا كبيرا قد حصل في الأعوام الأخيرة ، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا للمنافسة مع دول شقيقة أخرى .
لم يفت الوقت حتى الان على خوض التحدي والنجاح فيه ، ولكن من المؤكد أن الوقت قد فات على بقاء أي مسؤول لا يرغب في خوض المعركه في مركزه ....