تطلعات نحو حكومات برلمانية.....!!
رد على مقال عطوفة الباشا سليمان النصيرات .
صايل الخليفات.
بعد دراسة المقال المعنون ب"الحكومات البرلمانية -وجهة نظر"وجدت أن عطوفة الباشا قد تعرض لما يجول في الذهن جملة وتفصيلا ، وأشترك معه في كل ما ذهب إليه، وأود التعليق على قضية "البعد العشائري" الذي يقف حقيقة عائقا أمام التقدم نحو الديمقراطية التي حتما ستنطلق من البرلمانات المنتخبة.
لا يمكن التغاضي عن تعاظم دور العشائرية في الواقع الحالي لدينا ، ولم يأت هذا إلا نتاجا لتراكمات من التعامل الرسمي في تغذيتها لعقود خلت ، إضافة إلى تجذرها في ثقافة الفرد على الأصل الذي نشأنا عليه،ولا مجال لإسقاطها - حسب ما أرى - من واقع المجتمعات العربية التي تأخذ الطابع البدوي تقريبا ،والقفز إلى ما يعيشه المجتمع الغربي المتحلل من هذا البعد بالمرة !
ولقد ورد ذكر العشيرة ومكانتها في القرآن الكريم ، لكنه كان لمقتضى النصح والإصلاح وإرادة الخير ، فقال تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين ".
وفي ما يتعلق بدور الأحزاب والحياة الحزبية ،فإن المطلوب وصولا إلى المراد ، معالجة ثقافة فئات المجتمع على اختلاف تنوعها ،وما يرافق ذلك من تغيير في القوانين والأنظمة التي ينبغي أن تأخذ دورا رئيسا في توجيه الثقة بالحياة الحزبية، وتحديد شكلها ،ولعلنا نجد هنا أن بعض الأحزاب التي نشأت مؤخرا وانهارت تبعا ،لم تقم على أساس الاختيار والانتقاء ، إذ كان المقصود "الكم" على حساب أي اعتبار منفعي آخر ،فيجد الصالح نفسه جنبا إلى جنب مع الطالح ، أو من لا تتوافر فيه الكفاءة للإنخراط في مسمى الحزب الذي انتمى إليه ، وهذا ما سمعته من بعض الزملاء الذين تاقوا إلى الانتساب إلى بعض ما طرح من أحزاب ،ليجد في تشكيلته كماً من الذين يشار إليهم بالفساد ، أو من الذين كانوا في مرحلة ما في ركب الحكومات التي تعثرت في إدارة شؤون البلاد ،ومن هنا يجب -إذا ما أردنا تفعيل دور الأحزاب - تعديل القوانين التي تنظم عملها وشكلها وبنيتها ، وصلاحياتها ،ومن ثم تقع المسؤولية على المؤسسين لانتقاء من يرون فيه النزاهة والصلاح والفكر البناء ، وبذا قد تنجذب إليه النخبة ، ويحقق وجودا فاعلا في توجيه مسيرة الدولة ، ويأخذ مكانه في مسيرة الإصلاح ، ثم يقع التنافس بين الأحزاب في السيطرة على أساس تحقيق المنافع وتحصيلها.