ما يُضحكني ولا يُعجبني موقف ذلك المؤذن من انتظار بعض كبار السن الذين توافدوا إلى براد الماء مع أول "طقة" على المايكروفون في إشارة منه للبدء بآذان الفجر، فقد قام ذلك المؤذن بانتظار كل من قام لشرب الماء رأفةً منه بحالهم قبل الدخول في وقت الإمساك، برغم المساحة الكافية من الوقت والتي كانت متاحة لأولئك المصلّين إلا أنهم لم يتذكروا الشرب إلا في حين وقت الآذان. وما يجعل الأمر أكثر ظرافةً هو أن ذلك المؤذن تأخر في رفع آذان المغرب لذلك اليوم، فلاندري بأن هذا التأخير هو تعويضاً لتأخير آذان الفجر أم لم يلحق به الجوع والعطش ولربما حقداً على من أحرجوه بتوافدهم على براد الماء.
الحكومة اليوم تقتدي بذلك المؤذن ففي قرارها تأجيل رفع أسعار الكهرباء رأفةً بذلك المواطن إلى ما بعد شهر رمضان سواء شمل ذلك القرار القطاعات المنزلية أم لم يشملها فقد قررت أن تشن حرباً جائرة كإضاعة وقت منها إلى حين انتهاء شهر الخير ولكن هذه الحرب لن تنتهي إلا بإحالة 80% ممن يمثلون الطبقة الكادحة إلى أمراض نفسية وجسدية وزيادة الإعاقات المالية والتحديات الاقتصادية. رافق هذه الحرب رفع أسعار المشتقات النفطية و زيادة الضريبة المترتبة على بطاقات الشحن الخلوية ولا سيما ارتفاع أكثر من سبعة سلع بحسب دراسة أجرتها جمعية حماية المستهلك والتي تشير إلى أن هناك برمجة مسبقة ومتعمدة من بعض التجار وتحت رعاية وحماية الأجهزة الحكومية ذات العلاقة وخاصة تجار السلع الأساسية لرفع الأسعار لتحقيق اقصى هوامش ربح باعتبار أنه ليس هناك جهة حكومية تستطيع منعهم أو ردعهم. وذلك بسبب سيطرة أصحاب المصالح والمحتكرين على مختلف مفاصل القرار الاقتصادي ونجاحهم المستمر في انتهاك حقوق المستهلكين.
أؤكد لكم في المرات القادمة سأمنع ذلك المؤذن من انتظار أي ختيار لشرب الماء حتى لو مات عطشاً حتى لا يتأخر علينا في رفع آذان المغرب.
بدر بني إسماعيل