أتذكر في إحدى المقرات الانتخابية عندما انتهى المرشح من إلقاء بيانه الانتخابي بعد أن طال به الحديث عن البرنامج المصادق عليه من قبل أقاربه وأقرانه والمسيطرين على كلمته، فقد وقف أحد الحضور وقال "الله يعطيك العافيه وين ديموقراطيتك يا مرشحنا؟؟" في إشاره منه إلى الكنافة. ضحك الجميع بنية الفرج فبعض الحضور يعجبه الديموقراطية الخشنة والبعض الآخر يعجبه الديموقراطية الناعمة وآخر يفضل بيان انتخابي سبيشال مع بيبسي. لقد بدأ المرشح بيانه الانتخابي قبل التحلايه حتى يتسنى للجميع الاستماع والتحلي بالجَلد والتفكير بما يقوله المرشح وهذه سياسة إقليمية عربية وبالأخص محلية. واستهل هذا المرشح كلمته بالآية الكريمة ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا))، صدق الله العظيم.
فما أجمل أن نسترشد بآياتٍ من القرآن الحكيم في مناسباتنا واجتماعاتنا حتى لو كانت هذه المناسبات غير دينية، فالجميع يعرف بأن القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صالح في كل زمانٍ ومكان لكن المشكلة تكمن بمن ليس لديه القدرة على تحليل وتدبر الآية الكريمة ومعرفة المضمون الذي تهدف إليه. فأنا أتذكر منذ الصغر وجود هذه الآية بالخط العريض في جميع بيانات وبروشرات وبوسترات المرشحين في الدورات الانتخابية المتعاقبة البرلمانية منها و البلدية، حتى أصبحت تتوارث في الاستدلال دون معرفة المضمون الكامل والهدف الشامل ولا سيما البيانات والبرامج الانتخابية بأكملها لدى كثير من الناس فقد أصبحت موروثه بسند ملكية لا حصر له لكل من يريد أن يغير من مكانته الاجتماعية وينضمّ إلى قائمة النفاق السياسي بالرغم من أنّ هذا الشخص لا يعرف معنى السياسة. والبعض القليل يريد أن يصل إلى احتياجات المجتمع بكافة أطيافه وفئاته فيما يسعى إليه من مواقع لها التأثير في صنع القرار وليس صنع القرار وهنا نستطيع حصر هذه الفئه بالأشخاص الذين تغلبوا على الأنا واهتموا بكل من له حاجه سواء كانت علمية أو ثقافية أو خدمية أو تنموية أو رسم سياسة تقضي نوعاً ما على التهميش.
وبالرجوع إلى الآية الكريمة يكون التكاتف والاتحاد والتحالف من أجل التقوى لا يكون ضد فئه أخرى بهدف التنازع على المناصب وخلق الفتن والتحيز لمن يقف معك ضد الغير، فيجب أن تسعى للوقوف إلى جانب من لدية عقلية اجتماعية ثقافية ولا أريد أن أقرن العلم بالثقافة المجتمعية فقد يكون المرشح إنسان ذو عقلية تمتلك الثقافة المجتمعية دون توفر الشهادة العلمية فهذا الانسان قادر على النهوض بالمجتمع وقادر على التخطيط والتنظيم والتفكير والتأثير في صنع القرار بكافة جوانبه.
بالنهاية أدعو كل من يمتلك حق الترشح أن يكون قادراً على النهوض والتطوير وتمثيل المجتمع وأن لا يعتقد بأن الاتحاد يكون "بالكنافة والمناسف" كما وأدعو كل من له حق الانتخاب في كافة مناطق المملكة أن يغير في قرارة نفسه كل ما يستطيع وأن يختار الأصلح والأنسب فهذا حق للجميع وإنّ اختيار من يمثلك يأتي من الحرية التي تمتلكها أنت. وأدعو الله لنا ولكم أن ننال من الخير بقدر ما نريد و أن تتوحد الكلمة في سبيل إرضاء الله تعالى.
بدر بني إسماعيل