أصدرت المحمة بالأمس قرارها ببراءة الرئيس مبارك من آخر التهم التي كانت قد وجهت إليه وهي هدايا مؤسسة الأهرام بعد التسوية وهكذا انتهت جميع التهم للرئيس بالبراءة ,ما عدا قضية قتل المتظاهرين والتي جاءت أصلا بعد المظاهرات ضده ,فإذا كان شريفا فلماذا تقوم المظاهرات ضده وإذا كان هو المتسبب بقتل المتظاهرين وتسبب "افتراضا " في قتل 850 شخصا فالنظام الحالي قتل أضعاف هذا الرقم وما زال يحكم وكثير من الشعب يؤيده
وعلى افتراض أن القضاء في مصر عادل ولا تشوبه شائبة , فهذا يعني أن الشعب المصري عليه تقديم الإعتذار للرئيس عما سببه له من إهانات شخصية وتقييد لحريته وسجنه وتشويه سمعته واتهامات باطلة بالفساد .. وكان يجب على القضاء إعادته رأسا لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية مع الإعتذار وعلى الشعب الإعتراف أيضا بخطأه الفادح في " ثورة 25 يناير " فقد كانت هذه " الثورة " ضد رئيس شرعي لم يقم باي خطأ وتصرفاته شرعية وصحيحة بكافة المعايير ولم يكن هناك سبب لها , أي أن الملايين التي خرجت في ذلك اليوم خرجت بدون سبب وأن إجماع معظم الشعب المصري على أن يرحل الرئيس لم يكن له أي تبرير , ولكن هل يمكن أن يجمع الشعب على خطأ ؟؟ يظهر أن ذلك ممكن ما دام الرئيس بريء إلا إذا كان القضاء فاسد ومرتشي وهذا يزيد من المشكلة ويفاقمها , فالعدل هو أساس الحكم وإذا كان القضاء فاسدا فهذا يعني أن كل شيئ في ذلك البلد فاسد .
ماذا يعني أن الرئيس بريء ؟؟؟؟؟ولماذا نفرض على الرئيس البريء الإقامة الجبرية ؟؟؟؟ ولماذا يكون هناك رئيس مؤقت بينما الرئيس الشرعي الشريف والمنتخب شرعيا موجود ؟؟؟؟
لماذا هذه الدماء تسال منذ سنتان في شوارع مصر العربية ولماذا يتصارعون من هو الرئيس الشرعي مرسي أو الجيش أو من يسمونه عدلي بينما الرئيس الشريف والشرعي والذي لم يستقل رسميا حتى الآن بل قام فقط بالتخلي عن المنصب موجود وحي يرزق ؟؟؟؟؟؟؟
إذا كانت مصر تعيش في مشكلة مستعصية فقد جاء قرار براءة مبارك بجعل هذا الوضع غير قابل للحل الطبيعي .. فقد أوجد القرار أرضا خصبة لأن يطالب " الفلول" بشرعيتهم وحقوقهم السياسية والقانونية والمدنية
مصر كانت وما زالت مثل كل البلاد المستعمرة ليس لها حل سوى تدخل الشرفاء من الجيش ليضعوا حدا لهذا " العبث " الذي مضى عليه سنتان ولن ينتهي إلا بخطوات جريئة من قائد مصري عاشق لوطنه ولا يقضي جل وقته مع السفير الأمريكي في عاصمته
متناقضات كثيرة وضعتها براءة الرئيس أمام الجميع الآن , ويجب أن يجد لها الشعب المصري إجابات ولا يختبئ وراء إصبعه .. والله الموفق .