زاد الاردن الاخباري -
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في باكو اليوم الأحد محادثات مع الرئيس الأذربيجاني الهام علييف ركزت على سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي والبناء عليها في مختلف المجالات خصوصا في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
واستعرض الزعيمان الفرص والإمكانيات المتاحة لتوسيع وزيادة التعاون بين البلدين في قطاعات الزراعة والطاقة والنقل بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص الأردني والأذربيجاني، مؤكدين الحرص على تطوير علاقات التعاون بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
ولفت جلالته في هذا السياق إلى الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص الأذربيجاني للمساهمة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى التي يعمل الأردن على تنفيذها في عدد من القطاعات الحيوية.
وأكّد الزعيمان، في اللقاء الموسّع الذي تلا مباحثاتهما الثنائيّة، ارتياحهما لمستوى التنسيق والتواصل الدائم بين البلدين إزاء جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تطرقت المباحثات إلى التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا الجهود المستهدفة حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق سلام إقليمي شامل يمكن دول وشعوب المنطقة من العيش بأمن واستقرار.
وفي تصريحات صحافيّة تلت مباحثات الزعيمين في قصر زغلبا الرئاسي أكّد جلالة الملك "وجود فرص واعدة لبناء آفاق جديدة للتعاون المشترك وتحقيق الفائدة المشتركة".
وأضاف جلالته أن "المباحثات أسهمت في تحديد مجالات واضحة للتعاون في قطاعات النقل والزراعة والطاقة وقطاع الخدمات، بالإضافة إلى العديد من الفرص المشتركة التي تم تطويرها على مدى السنوات السابقة"، لافتا إلى ارتياحه للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات التعاون بين البلدين.
كما أعرب جلالته عن ارتياحه للمباحثات التي تناولت القضايا الإقليمية، خصوصا الجهود المرتبطة بتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
وقال جلالته "ان من المهم لنا جميعا الوصول إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش إلى جانب إسرائيل بأمن واستقرار"،مشيرا جلالته الى أن حل الصراع جوهري لاستقرار المنطقة.
وأكّد جلالته أن هناك دعما متبادلا حول القضايا المشتركة في المحافل الدولية، ما يدل على مستوى التعاون المتقدم بين البلدين، معتبرا أن العلاقات الودية بين قيادتي البلدين انعكست على مستوى العلاقة بين حكومتي الأردن وأذربيجان وشعبيهما.
من جهته، أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن العلاقات الأردنية -الأذربيجانية المتميزة تعود إلى سنوات من التعاون والحوار السياسي النشط والفاعل.
وأوضح أن مستقبل العلاقات سيشهد تطوراً باتجاه التعاون الاقتصادي عن طريق دعم التواصل بين ممثلي القطاع الخاص والمستثمرين في البلدين.
وبيّن الرئيس علييف أن المباحثات تناولت وبالتفصيل العديد من المشروعات الاستثمارية بين البلدين وكيفية تنفيذها في المستقبل القريب، مشيرا الى ان البلدين يتمتعان بروابط ثقافية قوية.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الأذربيجاني حرص بلاده على تسوية النزاع القائم في إقليم ناغورنو كرباخ بالسبل السلمية وفي ضوء قرارات الأمم المتحدة.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومبعوث جلالة الملك لشؤون آسيا الوسطى عبدالله وريكات، والسفير الأردني في أذربيجان الدكتور عادل العضايلة.
كما حضرها عن الجانب الأذربيجاني رئيس الإدارة في رئاسة الجمهورية رامز مهدييف، ووزير الخارجية المر مامالديروف، وسفير أذربيجان في الأردن الدكتور ايلمان اراسلي.
وكانت جرت لجلالة الملك مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر زغلبا، حيث كان الرئيس الأذربيجاني الهام علييف في مقدمة مستقبلي جلالته.
واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني الأذربيجاني.
وعلى هامش زيارة جلالة الملك، وقع وزيرا خارجية الأردن وأذربيجان، ناصر جودة والمر مامالديروف، اتفاقيةً للتعاون الدولي بين حكومتي البلدين، واتفاقية للتعاون في مجال العمل الشبابي بين وزارة الشباب والثقافة الأذربيجانية والمجلس الأعلى للشباب وقعها وزير الخارجية ناصر جودة ووزير الشباب الاذربيجاني آزاد رحيموف.
وتشهد العلاقات الأردنية الأذربيجانية تطوراً ملحوظاُ يتمثّل في تبادل الزيارات على أعلى المستويات السياسية خلال الأعوام الأخيرة، وزيادة التنسيق والتعاون في مختلف المجالات.
وقد نما التبادل التجاري بين البلدين خلال عامين بنسبة 43% ليناهز 10 ملايين دينار، وهو نموّ لصالح الصادرات الأردنية في السوق الأذربيجانية، بالإضافة إلى زيادة حجم الاستثمار بين البلدين، حيث تعمل 15 شركة أردنية في أذربيجان، و7 شركات أذربيجانية في المملكة.
ويرتبط الأردن وأذربيجان بـ 30 اتفاقية في مجالات التعاون الاقتصادي والفني والسياسي أبرزها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وبرتوكول التجارة والتعاون الاقتصادي والتقني، ومذكرة تفاهم للتعاون وتبادل الآراء السياسية.
بترا