أخطأ من ظن أن هيبة الأمن لا زالت كما عهدناها سابقا وأخطأ أكثر من ظن أن افراد الامن لا زالوا محتفظين بقوتهم وعزيمتهم فالأمن للأسف قد بدأ يفقد هيبته وعزيمته وقوته رويدا رويدا والسبب " نحن " على اختلاف مواقعنا بدءا بكل من خرج للشارع معارضا او موالي مرورا بالاحتفالات على اختلافها والمهرجانات الخطابية على تنوع اسبابها انتهاء ببعض القيادات الأمنية التي اجحفت بحق منتسبيها .
ثلاث سنوات وافراد الامن العام كمن يلعب بهم لعبة شد الحبل , موالي يشده لناحيته من هنا ومعارض لناحيته من هناك الى ان اُنهكت قواه وترك واجباته الاهم فإنتشرت الفوضى وعمت الجريمة وبدأ الجميع يلوم جهاز الامن لتقصيره في مهامه ولا يعلمون أننا نحن الذين أذنبنا بحقهم حيث حرمناهم ايام راحتهم واجبرناهم على ترك اعمالهم المهمة في تتبع الجرائم والمشاكل وانشغلوا فقط في حماية من يخرج للشارع هذا يؤيد وهذا يعارض ولا نعلم اننا ان فقدنا الامن بسبب افعالنا فإنه لن ينفعنا لا تسحيج للوطن ولا معارضة لاجل الوطن .
أنهكنا قواهم وبعثرناها أيضا في مباراة هنا ومشاجرة هناك ومواكب افراح هنا ومواكب تخريج هناك فأصبح رجل الامن يكره اليوم الذي انتسب به لهذا الجهاز بعد ان كنا نفاخر به العالم وبعدها نأتي ونقول ضاعت هيبة الامن..وننسى اننا سبب هذا التردي الذي يشهده الجهاز حيث نظر البعض لافراد الامن على انهم مجرد اعمده توضع هنا وهناك ومهمتهم فقط حماية من خرج لاعتصام او مسيرة ولاء واستكتروا عليهم حتى علاوة خطورة بحجة ان هذا عملهم .
نسي البعض ان بعض رجال الامن قد نسوا ملامح اطفالهم لانهم لم يعودوا ينعموا بأيام العطل كباقي الموطنين الذي ظنوا ان رجل الامن أيضا مستورد لا حس له ولا مشاعر وعليه فقط واجب الطاعه لا غير ومُحرم عليه الراحة..
تحملوا برد الشتاء وحر الصيف ووقفوا صابرين لاجلنا حتى وصل بهم الامر ان يضيقوا ذرعا من ايام الدوام فاصبحوا مجبرين على الوظيفة ولكنهم يقومون بها بملل وضيق وينتظرون وقت ساعة الفرج وهي انتهاء الدوام , فاصبحوا لا مبالين بحادث هنا ولا جريمة هناك .لانهم حُملوا فوق طاقتهم
ولم يقف الحد عند هذا فجاء بعض من في نفس الجهاز ليكملوا مشوار انهاك رجل الامن حيث يؤسفنا ان أحد الافراد إن وصلت بحقه شكوى حتى لو كان مظلوما فإنه سيتحمل المسؤولية من باب راحة المواطن الذي حتى راحته تصله على حساب هذا المكلوم واصبح الجميع مُصدق الا هو , فجنوا عليه وتحمل وزر غيره وهو صامت لا يقوَ على الكلام لانه الحلقة الاضعف فاستقوى عليه المواطن وحمله فوق طاقته لذا نراه لا مبال ويتجاهل مسؤولياته حفاظا على نفسه لأن بعضهم عوقب بدون سبب والآخر فقد وظيفته لسبب قلا شأن له به بعد أن أصبح كبش الفدا لاي حدث ..
ألم يدرك البعض أن أحد أهم اعمدة الوطن هو الامن فإن نخره التعب واللامبالاة من افراده فقد اهتز الوطن وآل للسقوط وها هنا أوشكنا أن نرى سقوطه أمام أعيننا فلندرك قيمة النعمة قبل زوالها ولنره سندا لنا لا عدوا لنا كما يراه البعض ويتمنى هلاكه فليحفظ الله وطننا ويدم علينا نعمة الأمن والامان وان تعود له هيبته كما كانت ...