عندما يخوض أي فريق كرة قدم مباراة رياضية ضد فريق آخر , يحاول مدربي الفريقين الإحتفاظ بتكتيكهما سرا , ويجعلان اسماء اللاعبين الذين سيخوضون المباراة من أسرار الفريق بحيث لا يتم الإعلان عن هذه الأسماء إلا قبل بداية الصراع بدقائق فكلا المدربين يعتبر المباراة وكأنها معركة حربية ..
هذا في مباراة كرة قدم , فكيف بحرب فعلية , واعتداء من دولة على دولة أخرى .. الغريب أن معظم الحروب التي خاضتها الأمة العربية ( أو بالأحرى زعماء الأمة ) في العصر الحديث ضد إسرائيل أو أمريكا , كانت أوراق الطرف الآخر "المعتدي "مكشوفة تماما , فقد كانت إسرائيل تصدر الكثير من المنشورات والكتب عن خططها في الحروب القادمة وكان وزير دفاعهم يقول دائما " أن العرب لا يقرأؤن " , ولم يتوان الأمريكان عن اتباع نفس النهج , فاسرائيل وأمريكا يستهزئون بنا وبقدراتنا بحيث يشرحون لنا قبل أن يبدأوا عن الأهداف التي سيضربونها وعن موعد ومكان الهجوم وعن عدد السفن والطائرات التي ستشارك في الهجوم وحتى عن الهدف الإستراتيجي من الهجوم , ويتركوا لنا " الجعجعة " في أننا سنرد ونضرب ونقاوم وأنهم سيندمون وأن بداية الحرب لهم ولكن نهايتها لنا وأننا لسنا مثل الآخرين ( العرب الآخرين ) .. وكلام كثير في الإنشاء معظمه مخزي ويدل على فشلنا في كل المجالات ...
وهذا بالطبع حصل سابقا في جميع "حروبنا "بلا استثناء , والنهايات معروفة وتصريحات وزراء الإعلام في جميع تلك الدول لا تزال ترن في آذاننا , وتكرار نفس السيناريو ما زال هو طريقنا .
ضرب سوريا قادم , والمسؤول الأول في ذلك هو جميع الأطراف المتصارعة هناك بدء من النظام المدعوم من أمريكا منذ الستينات وانتهاء بالمعارضة التي كانت تتملق لأمريكا منذ حرب العراق .. واسرائيل تخطط " وتتفرج" على هذه المهزلة .. والشعب دمائه تسيل ...