ما ستفعله أمريكا في "تمرينها الحربي " في سوريا لا يحتاج إلى محلل عسكري , فهي ليست المرة الأولى التي تقوم فيها أمريكا بضرب بلد آخر , من أجل تسهيل مصالحها وتنفيذ خططها بغض النظر عن خسائر الطرف الآخر .
أمريكا تعلم أن ضربتها " المحدودة " في سوريا لن تكلفها أي قتيل سببه الطرف الآخر , فليس في مقدور سوريا أن ترد على هذا الإعتداء , ولن تقوم بأي رد فعل غير " الكلام " .. أما ماذا ستضرب أمريكا داخل سوريا .. فأمريكا وسوريا أيضا يعلمان ذلك , وأمريكا تعلم أن الأهداف التي ترغب هي بضربها لا تستطيع سوريا الهرب بها حتى لو تأخرت الضربة أسابيع .. وسوريا أيضا تعلم ذلك , وتفريغ بعض القواعد ما هو إلا إجراء للإستهلاك المحلي والإعلام السخيف ..
امريكا ستركز بالطبع على ضرب الرادارات السورية الثابتة والتي يستغرق بناؤها عادة أشهر وسنوات وليس من الممكن تهريبها , وكذلك ستركز أمريكا على قصف وتدمير جميع وسائل الإتصالات في الجيش لتجعله عاجزا عن التواصل , وستقصف المطارات من أجل أن تجعل استعمالها غير ممكن حتى لو كانت الطائرات موجودة ومخفية عن الأنظار وستقصف قواعد إطلاق الصواريخ .. وستقصف مباني وزارات الدفاع من أجل الأثر النفسي في الجيش , وستدمر أي منشأت جديدة استراتيجية للجيش السوري أي أن أمريكا ستحاول تدمير قواعد الجيش ولن يهمها حتى لو لم تدمر أي صاروخ أو طائرة أو أي جندي سوري .. وقواعد الجيش لا يستطيع أحد تهريبها أو إخفائها .
أمريكا تعتبر ضرب أي دولة عربية من الجو تمرين لها ولجيوشها بدون تكلفة " بشرية " وقد جربت ذلك في ليبيا من قبل بدون قتل أي جندي لها .. وبالطبع فالأمر في سوريا يختلف فالقوات السورية هي أكبر وأشد قوة من الجيش الليبي ولكن القيادة في كلا البلدين تتصف بالعمالة والخيانة ولهذا فالنتيجة واحدة ولا مفر من هذه الهزائم المتتالية إلا الرجوع إلى الله والإيمان بالوطن والشعب والله الموفق ..
5 - 9 - 2013