يعتبرمؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين العرب الذي عقد في عمان الثلاثاء المنصرم اضاءة مشرقة في سماء الشرق الاوسط الذي يعيش تغيرات سياسية تعصف في اسس استقراره الراسخة،وكانت الرعاية الملكية له سبب مفخرة لنا جميعا وكان للخطاب الملكي نكهة خاصة تفوح منها رائحة العارف المستنير لما الت اليه احوال المسيحيين العرب في بلادهم رغم ان الجرح العربي النازف من خاصرة الامة جرح يشترك فيه المواطن العربي من شتى المنابت والاصول الدينية، الا ان المواطن العربي المسيحي هو الاسرع استجابة للوجع كونه يشكل في العدد النسبة الاقل فيلتجيء مسرعا للهجرة كلما داهمه الخطر,لقد نقل الملك الوجع المسيحي العربي الى عمان للعلاج كعادة عمان التي تحتضن اوجاع الاشقاء وفي ظل عدم الخوف من تفشي المرض لدينا هنا بالاردن فمناعة الاردن اقوى من انتشار العدوى ولكن الخوف من مرضى النفوس الذين يحاولون المزايدة والمتاجرة بوجع الاخرين اينما استطاعوا لذلك سبيل.
العيش الديني المشترك اصيل في قيم العروبة منذ زمن طويل وكل تحول نراه انما هو تحول دخيل على بناء الامة يصل الى اي مكان يساء فيه الى النظام ويقصد منه هز اسس استقراره. لذلك يجب المساعدة على الحفاظ على استقرار المنطقة وارساء مباديء السلام العادل والمشرف في المنطقة وخاصة في سوريا الجارة والشقيقة ونحن نعرف ان ايذاء وتشتت الفئة المسيحية فيها انما هو نعرة طائفية دخيله تسيء ايضا للفئات الدينية الاخرى.
واما الخطاب الاخر الذي ابهج القلوب فهو خطاب الامير غازي بن محمد فكان ذو اهمية كبرى لما حمل من معاني انسانية نبيلة يحملها معه سموه اينما حل ليظهر الاسلام بصورته الاصيلة ،واثبت سموه بالتاريخ والشواهد اصالة العرب المسيحيين في شرقهم هذا ،كما وابرز بخطابه الدور التاريخي الذي اضطلعوا به عبر التاريخ،فالف شكرا لكم جلالة الملك وسمو الامير ولكل القائمين على المؤتمر.
دائما يتكرر ذات السيناريو في الاردن فيما يخص متابعة التوجيهات الملكيةمن اصحاب العلاقة او من المسؤولين في المتابعة بحكم وظائفهم ولا يخرج المشهد الى ارض الواقع،فالاصلاح الفكري الثقافي الذي يعكس التعايش الديني في التجربة الاردنية الفريدة يحتاج لكل التوصيات البناءة التي خرج بها المؤتمر ولا يحتاج للمزيدمن الكلام الدعائي فالفكر الاصيل هو بذاته يعلن عن نفسه ولا يحتاج كما قرأت في الايام المنصرمة الماضية في الصحافة الرسمية بلغة المزايدة والمتاجرة بوجع المسيحيين والتهليل المبالغ به لنجاح المؤتمر وتحقيقه الاهداف المرجوه قبل ان ينتهي المؤتمر اصلا.