زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - تبكي لأجله وتراه منسابا في حياته بصبره وإيمانه ، لا يملك إلا نظراته المتشعبة في أركان المكان الذي يمشي فيه، لا يتكلم ولا يسمع جيدا ، وتراه بمشيته متبعثر بهذا الزمن.
جاء طالبا العون ، لم يتكلم فهو "أخرس" ولكن نظراته كانت تتكلم، لم أر في عينيه إلا الألم والحزن واليأس، متزوج من فتاة تعاني الأمر ذاته إلا أنها تتكلم بكلمات غير مفهومة إلا أنها أفضل حال منه، لديه (3) أبناء وابنه (محمد) في صراع مع الزمن حيث المرض ، لم أتمكن من أخذ تفاصيل وضعه الصحي والمادي ،من خلال حروف أو كلمات لأتابع من خلالها مادتي الصحفية الإنسانية ، إلا أنني حاولت أن أدرس حركاته ولجأت إلى القلم والورقة لأستفسر عن حالته، وقد أسعفني أنه يستطيع القراءة والكتابة.
وبالرغم من عدم وضوح الخط ، إلا أن إصراري على مساعدته حدا بي أن أترجم حروفه لأجعلها رسالة إلى كل مسؤول ، ورسالة عاجلة للجهات المعنية ، فهو من سكان جرش ولا يتكلم أو يسمع جيدا ، ولا يرى بعينه اليسرى ، ولديه إعاقة واضحة في يديه اليمين ، ولا يملك إلا جهازا خلويا يعمل بـ"الاهتزاز" ، تدق زوجته عليه ويعلم أنها هي فيعطيها "مشغول" فهو لا يتكلم ...أي أنه يطمئنها على حاله وأنه على مايرام.
هذا المشهد "التراجيدي" كان أمامي ، فقد اهتز هاتفه وقام بالضغط على "زر الإنشعال" ، فبهرت من هذا المشهد، فضحك وكأنه نفض غبار الزمن والقدر عندما نظرت إليه.
الشاب - حيث نحتفظ عن ذكر اسمه- ما زال في ريعان شبابه ، ولا يملك درهما واحدا ومنزله المتواضع شاهد على معاناته ، وأولاده ما زالوا ينتظرون من يرأف بحالهم ، فوالدهم ووالدتهم عاجزان ، والوضع الصحي والمادي سيء للغاية ، وهذا نداء للتنمية الاجتماعية ، وصندوق المعونة الوطنية ، وأهل الخير الذين يريدون رفع معنويات تلك العائلة التي لا تجد إلا النظر إلى السماء ليدعوا الله للنظر بحالهم.
"زاد الأردن" تتحفظ بكافة المعلومات عن هذا الشاب وكلنا أمل بأهل الخير أن يجددوا الأمل لتك العائلة من منطلق " ما نقص مال من صدقة".