زاد الاردن الاخباري -
يواجه المسجد الأقصى المبارك هذه الأيام، واحدة من أقسى مخططات الإحتلال لتحويله إلى "معبد يهودي" وبناء هيكل مزعوم، فمع الحفريات التي بلغت نقطة العمق تحت المسجد الأقصى، بدأت جحافل المتطرفون اليهود بإقتحام منتظم للمسجد منذ حوالي الشهر، ولم تتوقف حتى هذه اللحظة، بل أخذت شكلا غريبا هذه المرة ، فهي برعاية رسمية من سلطات الإحتلال وشرطتها وقواتها المشتركة التي تضم كافة الوحدات الأمنية بأنواعها المختلفة مستخدمة كل ما لديها من أسلحة من رصاص حي وقنابل مسيلة للدموع وقنابل صوت ورصاص مطاطي، والهدف الذي كان سريا حين وضع المخطط؛ أصبح اليوم علنيا وهو إجبار الجميع على الموافقة على التقاسم الزمني للمسجد الأقصى، بحيث سنسمع قريبا بتشريع يهودي يوزع الوقت بين المسلمين واليهود للصلاة في مسجد إسلامي مقدس ومبارك (!!).
ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن الإقتحام الحالي المتكرر مع إستمرار أعمال الحفر تحت المسجد، وبعد التقسيم الزماني، ووجود اليهود المتطرفين الدائم، هو منظومة مخططات منفصلة تهدف إلى إنتظار إنهيار المسجد الأقصى مع أول هزة أرضية بمقدار 5 ريختر أو أكثر ويأمل "سادة الصهاينة" أن يكون هناك مجموعات من اليهود داخل المسجد، حتى تتحرك أجهزة إعلامهم حول العالم لتصوير أن المصيبة قد وقعت عليهم وأنهم ضحايا ذلك الزلزال ! وفي ذلك الوقت سينشغل العالم بالحديث عن تلك الضحايا ولن يرى أحد آثار الجريمة التي تم التخطيط لها قبل عشرات السنين، ولن يتم فتح ملف الحفريات الحالية، وبالتأكيد، لن يسمع أحد صراخ البقية الباقية من حماة المسجد الأقصى الذين يحاولون لفت إنتباه الناس منذ زمن للمخططات اليهودية، ولا شك أن الصهاينة يراهنون على ظهور من يتعاطف مع ضحاياهم من العرب والمسلمين، سواء الحكام الذين سيتسابقون لإعلان الأسف والحزن أو العملاء الذين ينتظرون تلك الساعة لحظة بلحظة.
للعلم، الشعوب العربية الآن مُتهمة بالتقصير مثل حكامها، فقد كانت الشعوب العربية في الماضي تتذرع أن الأنظمة هي التي تمنعها من الدفاع عن فلسطين والقدس، ولكن الآن، وبعد أن أصبح كل شيء مباحا ومتاحا، وأصبح كل مواطن عربي يمتلك عدة وسائل إعلام خاصة، فيسبوك وتويتر ويوتيوب ومدونات وغيرها، ولا تجد نسبة واحد في الألف من الشباب العربي يذكر فلسطين، أو يهاجم الإحتلال، أو يراسل المؤسسات الدولية والرأي العام العالمي ويخاطبها، وينبه إلى المخاطر، فقد بات واضحا أن الشعوب العربية مشتركة في جريمة هدم المسجد الأقصى، بصمتهم وتخاذلهم.
صحيح أننا أمة مهزومة في كل شيء، ولكن (القدس) مسألة مختلفة كليا وجذريا، فهدم المسجد الأقصى، سوف يصيبنا بصدمة سوف تمتد لأجيال، لا نرفع بعدها رأسنا أبدا، ونهائيا، وإذا لم يتحرك الهاشميون أولا، أصحاب الوصاية على المسجد الأقصى، وخلفهم يتحرك النظام الأردني والشعبين الأردني والفلسطيني، والأنظمة والشعوب العربية والمسلمة، وتتحرك منظمة المؤتمر الإسلامي بشكل جدي وحقيقي، فإننا لن نخسر المسجد الأقصى مع أول زلزال فحسب، بل سنخسر أنفسنا إلى الأبد...!!
اللهم فاشهد، اللهم فاشهد.