زاد الاردن الاخباري -
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن عملية الإصلاح في الأردن مستمرة وفق نهج متدرج ومتوازن وشامل على مختلف المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال جلالته، في مداخلة له في حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي الصيني الأردني الأول في العاصمة بكين اليوم الثلاثاء، "إن الأردن حافظ، وبالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية وما تمر به منطقة الشرق الأوسط من تحديات كبيرة، على مناخ جاذب وآمن ومستقر للمستثمرين".
وشدد جلالة الملك على أن القطاع الخاص في الأردن يعد شريكا في عملية التنمية والتحديث والتطوير، عبر مساهمته في تعزيز بيئة الاستثمار، وتأهيل الكوادر، وإيجاد فرص عمل جديدة.
وقال جلالته إن الأردن، الذي يتميز بموقع استراتيجي مهم، يشكل حلقة وصل ما بين آسيا وأفريقيا وأوروبا ومنها إلى الولايات المتحدة، ما يجعله منطلقا للأعمال والاستثمارات الاقليمية والعالمية، لا سيما وأنه يرتبط باتفاقيات تجارية حرة إقليمية ودولية مهمة، إلى جانب احتضانه لعدد من المناطق الاقتصادية،
والتنموية، والحرة، والصناعية، ومجمعات الأعمال، بما يؤهله لأن يكون بوابة لما يزيد على مليار مستهلك في العالم، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الأسواق وحركة التجارة الصينية.
وأكد جلالة الملك في مداخلته أن المملكة تفتح أبوابها للاستثمارات الصينية ورجال الأعمال الصينيين، للمساهمة في مشاريع حيوية في مجالات الطاقة والمياه والنقل وغيرها.
ودعا جلالته المشاركين في المنتدى، الذين يمثلون كبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية الصينية، إلى زيارة الأردن والبناء على توصيات المنتدى بما يصب في جهة تعزيز الشراكة بين القطاع الصناعي والتجاري في البلدين.
وقال جلالته إن الأردن يعمل دوما على تذليل جميع العقبات التي تعترض تطوير العلاقات الأردنية الصينية في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية والتجارية منها.
من جهته، أعرب مدير المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية وان جيفي، خلال الحفل، عن تقديره للدعم الذي يقدمه جلالة الملك لتشجيع جذب الاستثمارات الصينية إلى الأردن، الذي يتمتع بمناخ جاذب وفرص وتسهيلات للمستثمرين.
وأشار جيفي إلى مجالات التعاون الاقتصادي وآفاق الاستثمار التي عززتها العلاقة المتينة بين الأردن والصين والاتفاقيات الموقعة بينهما، متطلعا إلى ضرورة العمل على تعزيز التبادل التجاري في مختلف المجالات.
وعبر عن إعجابه بالجهود الكبيرة للأردن بقيادة جلالة الملك لاستقطاب الاستثمارات الصينية، وتحويل المملكة إلى بوابة للأسواق الاقليمية والعالمية، مؤكدا أن العلاقة الاستراتيجية بين الأردن والصين هي نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول.
وقال جيفي إن افتتاح جلالة الملك للمنتدى شخصيا يعبر عن الحرص الخاص الذي يوليه جلالته نحو تطوير العلاقات الأردنية الصينية، مشيدا بالتنافسية العالمية التي تتمتع بها بيئة الأعمال في الأردن.
وأضاف ان المملكة، وعلى مر العصور، تعد محطة استثمارية آمنة نظرا للاستقرار الذي تتمتع به، وهو الأمر الذي لم يأت بالصدفة بل بالعمل الجاد لشعب الأردن الصديق.
وقال إن زيارة جلالته لأحد أهم المدن الصناعية الصينية، شنغهاي، دلالة على أن النموذج الصيني يحظى باهتمام عالمي متميز.
ويسعى المنتدى، الذي يشارك الأردن فيه بوفد يضم 40 شخصية يمثلون فعاليات اقتصادية ورجال أعمال، ويركز على قطاعات الطاقة المتجددة، والبديلة، والصناعات الدوائية، والصناعات الإنتاجية، إلى إتاحة الفرصة أمام القطاعين العام والخاص في كلا البلدين لتقديم فرص اقتصادية ذات جدوى في الأردن بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفتح آفاق جديدة لإقامة شراكات واستثمارات يستفيد منها البلدان والشعبان الصديقان.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني التقى، على هامش المنتدى، مدير المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، الذي يعد أحد أكبر المنظمات العالمية في مجال الترويج للتعاون التجاري والاستثماري في العالم، وان جيفي، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الأردن والصين، عبر إقامة شراكات في مختلف المجالات.
وقال جلالته خلال اللقاء "إن العلاقات الاقتصادية الأردنية الصينية قوية، ونسعى لتطويرها أكثر، خصوصا في مجال الاستفادة من قطاع التكنولوجيا الصيني".
من جهته، أشاد جيفي بالعلاقات بين البلدين والآخذة بالتطور باستمرار، مستذكرا الزيارة التي قام بها إلى الأردن عام 2007، واللقاءات التي أجراها لتعزيز التعاون الأردني الصيني في المجالات الاقتصادية.
وشكر المسؤول الصيني جلالة الملك على الجهود الشخصية التي يبذلها لتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.
وحضر حفل افتتاح المنتدى رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ووزير الصناعة والتجارة حاتم الحلواني، والسفير الأردني في الصين يحيى القرالة، وعدد من ممثلي المؤسسات الاستثمارية ورجال الأعمال الأردنيين والصينيين.
وفي تصريحٍ لوكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، وصف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، العلاقات الأردنية الصينية بالمتميزة، وقال "إن الصين هي شريك استراتيجي للمملكة".
وبين أن حضور جلالة الملك لافتتاح المنتدى شكل دفعة نوعية نحو ترسيخ علاقات التعاون والتشاركية بين رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في البلدين، والتي هي في صلب أهداف المنتدى.
وقال الكباريتي "إننا وجدنا رغبة من قبل رجال الأعمال وممثلي الشركات الصينية في الاستثمار بمجالات حيوية في الأردن كالطاقة، والطاقة البديلة، والفوسفات، والبوتاس، والصخر الزيتي".
وعبر عن شكره لجلالة الملك على رعايته وتشجعيه للقطاع الخاص في الأردن، واعتباره شريكا أساسيا في التنمية والبناء.
بدورها، قالت رئيسة مجموعة مورينت السياحية الصينية، جو هاو، والمشاركة في المنتدى، إن حضور جلالة الملك لافتتاح المنتدى أسهم بشكل مباشر في توسيع دائرة الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين مجتمع الأعمال في البلدين.
وأَضافت ان انعقاد المنتدى يعد فرصة ثمينة لتعريف القطاع الخاص الصيني بالفرص الاستثمارية في الأردن.
وقالت هاو إن الاردن يعد مركزا آمنا لتطوير التجارة والاستثمار، "والأهم هو التفاعل الذي نراه لدى القطاع الخاص في كلا البلدين نحو إيجاد فرص حقيقية للشراكة".
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين الأردن والصين تطورا مستمرا، خاصة في المجال التجاري، حيث بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى الصين خلال العام الماضي 132 مليون دينار، في حين بلغت الواردات الأردنية من الصين للفترة ذاتها أكثر من مليار دينار، وتقدر قيمة المشاريع الصينية في الأردن والمستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار بحوالي 93 مليون دولار حتى العام الماضي، ومعظمها في قطاع الصناعة ومجال الألبسة والأجهزة الإلكترونية والكهربائية.
ويرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات تأتي في مقدمتها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات، واتفاقية إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، واتفاقية التعاون الفني والثقافي والعلمي.
من جانب آخر، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته مقر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين، والتي تأسست عام 1977، وتعد من أهم المؤسسات الفكرية في قارة آسيا والعالم، نخبة من القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية الصينية، حيث استعرض جلالته علاقات الصداقة التاريخية، والتعاون الاستراتيجي الذي يربط الأردن والصين وسبل توطيدها في شتى المجالات.
وتناول اللقاء أبرز التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة جهود تحقيق السلام ومستجدات الأزمة السورية.
وشدد جلالة الملك على أن حل الدولتين، الذي يحظى بالتوافق الدولي، هو السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.
واستعرض جلالته الجهود التي يبذلها الأردن لاستضافة اللاجئين السوريين، وما يفرضه ذلك من ضغط كبير على موارده المحدودة، مؤكدا أن المجتمع الدولي معني بمساعدة الأردن وتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية للاجئين السوريين.
وحذر جلالة الملك خلال اللقاء من الخطورة التي تحملها الصراعات ذات الصبغة الطائفية والمذهبية على مستقبل الشرق الأوسط، مشيرا في هذا الصدد إلى المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، الذي عقد نهاية الشهر الماضي في عمان، والذي خرج بتوصيات تركز على التوافق ونبذ العنف الطائفي والمذهبي، وما تبع ذلك من عقد لمؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين العرب، والذي جاء للتأكيد على أن الصعاب المشتركة التي يواجهها المسلمون والمسيحيون، تستدعي منهم جميعا تضافر الجهود، والتعاون الكامل لتجاوزها، والتوافق على منظومة سلوك تجمع ولا تفرق.
وتناول جلالته، في رده على سؤال، مآلات الربيع العربي، إنه شكل فرصة للأردن للإسراع في الإصلاح بخطوات عملية مدروسة متدرجة ونابعة من الداخل، ما يشكل نموذجا على مستوى المنطقة، وعرض جلالته لما قامت به المملكة في هذا المجال حتى الآن ومنها التعديلات الدستورية، التي رسخت مبدأ الفصل والتوازن بين السلطات، واستحداث مجموعة من المؤسسات الدستورية والرقابية مثل المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب، وإجراء انتخابات نيابية وبلدية ناجحة بشهادة المراقبين.
وتحدث جلالة الملك خلال اللقاء عما يمكن للأردن والصين القيام به لتعزيز جسور الحوار والتعاون والتفاهم والتقارب بين الشرق والعالم العربي، والبناء على العلاقات التاريخية التي تجمع الطرفين.
من جانبه، أشاد رئيس الأكاديمية وانغ وي قوانغ برؤية جلالة الملك وحكمته في التعامل مع التحديات التي يشهدها الشرق الأوسط، وبقيادة جلالته لمسيرة الإصلاح في الأردن، والتي تعد نموذجا في المنطقة.
وقال إن الأردن كان وما يزال مثار إعجاب بقدرته على التعامل مع مختلف قضايا الشرق الاوسط، وجهوده لتحقيق السلام وبناء مستقبل افضل لشعوب الشرق الاوسط.
من جهتهم، قدر عدد من القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية خلال اللقاء عاليا المساهمة الكبيرة للأردن في تحقيق السلام والأمن العالميين، ودور جلالة الملك في التعامل بحكمة مع التحديات التي تواجه الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، التقى جلالة الملك مستشار الدولة في الصين يانغ جيتشي، حيث جرى بحث علاقات التعاون الثنائي، وسبل البناء عليها، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لا سيما تداعيات الأزمة السورية، وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وحصر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في الصين يحيى القرالة.