زاد الاردن الاخباري -
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني "أننا انتهجنا في الأردن مسارا إصلاحيا متدرجا ومستمرون في البناء على ما تم إنجازه، وصولا إلى حالة إصلاحية متقدمة في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وقال جلالته، في لقاء مساء أمس الاثنين مع نخبة من القيادات الفكرية والسياسية والإعلامية والأكاديمية الأميركية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على هامش مشاركة جلالته في أعمال الدورة الثامنة والستين للأمم المتحدة في نيويورك، إن عملية الإصلاح في الأردن تستند إلى محطات إنجاز رئيسة، تم الانتهاء من بعضها، لكن هناك إنجازات أخرى "نسعى إلى تحقيقها في المرحلة المقبلة"، وبما يلبي تطلعات الأردنيين والأردنيات في غد أفضل.
وشدد جلالته على أن الإنسان الأردني قادر دوما على ضرب النموذج في القدرة على العطاء وبناء الوطن، بما يعزز من مكانته وإنجازاته على الصعيد الإقليمي والدولي، وهذا ما يميز الأردن.
وبين جلالة الملك خلال اللقاء أنه لن تكون التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مدعاة للتباطؤ في عملية الإصلاح "التي أردناها نهج حياة لبناء المستقبل".
وحول الربيع العربي، قال جلالة الملك: إنه شكل حافزا للإسراع في الإصلاح وفرصة على الجميع استثمارها بالطريقة الأنسب لتحقيق تطلعات الشعوب وآمالهم وتحقيق أحلامهم.
وبين جلالته أن الأردن شكل نموذجا في القدرة على تحويل التحديات إلى فرص، واستثمار الإمكانات المحدودة والبناء عليها لتعظيم المنجز الوطني لما فيه خير الوطن وأبنائه.
وحول تطورات الأوضاع في المنطقة، قال جلالة الملك: إن ما يحدث في سوريا اليوم ستكون له تبعات كبيرة على مستقبل المنطقة، وعلى جميع الأطراف العربية والدولية العمل وبسرعة لإنهاء مأساة الشعب السوري الشقيق، ومساعدته على تجاوز الآثار الكارثية التي خلفتها الأزمة المتفاقمة.
وأكد جلالته أن الأردن مستمر بالقيام بواجبه في تقديم الخدمات الإغاثية اللازمة للاجئين السوريين، إلا أن على المجتمع الدولي العمل على دعم إمكانيات المملكة المحدودة لتتمكن من الاستمرار بالقيام بهذا الدور الإنساني.
وفيما يتصل بجهود السلام في الشرق الاوسط، أوضح جلالته أن الأردن معني بالوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم، يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة هي مصلحة أردنية عليا مثلما هي مصلحة فلسطينية عليا أيضا، موضحا جلالته أن على إسرائيل أن تعي أن السلام وحده هو ما يضمن أمنها واستقرارها واندماجها في محيطها، وليس التمترس خلف عقلية القلعة.
وحول الأوضاع في مصرِ، أكد جلالة الملك أن الأردن سيبقى على الدوام مع خيارات الشعب المصري، التي تحفظ أمنه واستقراره، وتسهم في عودة مصر إلى لعب دورها الأساسي في محيطها الإقليمي في جميع القضايا وعلى مختلف الصعد.
وحضر اللقاء: رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وسمو الأمير زيد بن رعد، مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، والسفيرة الأردنية في واشنطن الدكتورة علياء بوران.
وبحث ممثلو القيادات الفكرية والسياسية والإعلامية والأكاديمية في مداخلاتهم مع جلالة الملك عددا من القضايا الإقليمية.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال رئيس ومؤسس فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، زياد العسلي، إن اللقاء مع جلالة الملك كان مراجعة "بانورامية" شاملة للوضع في الشرق الأوسط، وسط حضور مميز من نخبة من القيادات الفكرية الاميركية في عالم السياسة والإعلام، وترك لديهم انطباعا أن هناك فهم عميق لدى جلالة الملك عما يجري في المنطقة من صراعات وكيفية مواجهة التحديات.
وأضاف "من الواضح أن جلالة الملك لا يقف متفرجا، فهو منخرط في التصدي للصراعات في المنطقة، وعلاقات جلالته مع قادة العالم ومصداقيته جعلت للأردن منبرا مهما ودورا مميزا في الغرب الذي ينظر إليه كصديق مميز، وهذا ما يجعل الغرب يستمعون الى الصوت الأردني الذي يمثله جلالة الملك".
بترا