أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مذكرة تعاون بين النيابة العامة ونظيرتها السعودية رئيس الوزراء الفنلندي: روسيا تهديد "دائم" للاتحاد الأوروبي مفوض الأونروا عن غزة: لكل الحروب قواعد وكل تلك القواعد انتُهكت حملة في العقبة لزراعة الأشجار الحرجية وفاة الفنان الأردني القدير هشام يانس ساعات عمل جسر الملك حسين خلال الأسبوع الجاري جلسة حوارية حول فض الخلافات في المشاريع الهندسية الهواري: وزارة الصحة تواصل تطوير الخدمات الصحية من خلال التحول الرقمي البرامج التدريبية في مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: بوابة الشباب في جميع المحافظات على مستقبل أفضل الخلايلة: 28500 أردني وأردنية سجلوا لأداء فريضة الحج إنجاز الطريق السياحي النافذ لموقع شلالات مجهود في الطفيلة سريع: نجحنا في إفشال الهجوم الأميركي والبريطاني على اليمن وزير العدل يلتقي سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في الأردن "المتقاعدين العسكريين" تفتح باب التقديم لطلبات تمويل المشاريع الصغيرة. لجنة العمل في الأعيان تناقش الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية بني مصطفى: مشاريع جديدة للتخفيف من آثار الفقر وزير الأوقاف: وادي موسى ومعان والجفر .. لا يوجد في مخزون ديوان الخدمة من يحمل شهادة الشريعة الاسلامية أونروا: الأردن سبّاق في إدخال المساعدات لغزة ومساندة الوكالة الشرع يلتقي وزير الخارجية التركي ووفدا لبنانيا برئاسة جنبلاط ولي العهد يترأس اجتماعا للقطاع السياحي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إلى المعلم في عيده

إلى المعلم في عيده

04-10-2013 10:29 PM

في يومك في الخامس من تشرين الأول تنحني لك الهاماتُ تحية إجلالٍ وإكبارٍ يا معلمنا الأبجدية ... يا حامل مِشعل النور والهداية ... أيها البحار في ليل الظلمات والجهل ... أيها الغواص في بحر الأشواك والخذلان والجحود!!
إنَّ غبار الطباشير الذي يلوث يديك وملابسك، هو وسام معركة النور التي تقودها ضد جيوش الظلام والإظلام. وإنَّ آثار الحبر على يديك وشم يؤكد أنَّك ما تراجعت ولا نكصت. وملابسك المجعلكة، وشعرك الأشعث في نهاية يومك دليل أنّك أديت الأمانة، وما تكاسلت أو ركنت إلى الدعة، في حين يخرج أقوام كما يدخلون، بل يغدون خماصاً ويروحون بطاناً!
قد لا تكون المطالب المادية هي هاجس المعلمين الأول، ولا كل همهم، فإنَّهم يدركون أنَّ حُسن المعاملة، والتقدير، واحترام إنسانية المعلم، خيرٌ من كل أموال الدنيا. وعندما يجتمع حرمان وحرمان، فإنَّ الحمل يكون ثقيلاً، والمصيبة عظمى، والطامة كبرى!!
ما زالت أنصبة المعلمين لا تراعي أي أسس تربوية أو علمية أو حضارية؛ فكل المباحث سواء، وكل المراحل سواء، وكل الظروف سواء. وأعباء المعلم تزداد يوماً بعد يوم، والممنوعات والمحظورات تلتف حول عنقه تكبله وتقيد يده، والتعليمات والأنظمة تقعده كسيحاً بلا حول ولا قوة، يلقونه مغلولاً في اليم، ويحذرونه من البلل!
نَصَّبوا عليه مسؤولين، منهم من لا يعرفون كوعاً من بوع، فيهرفون بما لا يعرفون، ويتعرقلون بأرجلهم في رابعة النهار. يحسبون أنَّهم يفهمون وهم أبعد الناس وأجهل الناس، يستحقون الشفقة، ويستدرون الدمعة، ومع ذلك يكابرون ويعاندون ويتبجحون. تسلطوا عليك سدَّاً لنقائصهم، واستأسدوا عليك وهم أجبنُ من نعامة، وأضعفُ من بعوضة!!
إنَّ من أبسط حقوقك أن تُحترم وتُقدر في مدرستك ومديريتك ووزارتك، ولكنهم أمعنوا في ظلمهم، فعاملوك كالأغراب، وما كانوا لولاك، ولا وجود لهم إلا بك. يرفعون أصواتهم في حضرتك، ولو أنصفوا لخشعوا. وجلسوا وتركوك واقفاً، ولو كان عندهم بعض حياء لأجلسوك ووقفوا في حضرتك. يأمروك ولو اتبعوا الحق لأتمروا بأمرك، وما خرجوا عن طوعك!!
وإنَّي لأستنكر علي أي مسؤول تربوي مهما كان منصبه؛ ابتداءً بأقلّ موظف وإنتهاءً بوزير التربية والتعليم أنْ يهنأ بمكتب، أو أنْ يجلس على مقعد، أو ينعم بمكيف أو مروحة صيفاً، ومدفأة أو تدفئة شتاءً، وهناك معلم في أي مدرسة مهما شَطَّتْ أو نَأتْ لا يجد مقعداً يجلس عليه في استراحته، ولا يجد مكتباً يركن إليه أوراقه وكتبه ودفاتر تلاميذه، يَسُحُ عرقه صيفاً، ويتجمد وجهه شتاءً. فإنَّ عظمة المسؤول تتبدى في هكذا مواقف، وتتجلى نفاسة المعادن في مثل هذه الظروف!
وإذا كان الحديث ذو شجون، والألم يذكر بالألم، فإنَّ همَّ المواصلات يُثقل كاهل المعلمين، ويؤرق كاهلهم، وينكد عليهم عيشهم، خاصة وأنَّ بعضهم يتنقل يومياً ما لا يقل عن مئة كيلو متر داخل اللواء نفسه، وغيره لا تبعد مدرسته أو مكان عمله سوى أمتار معدودة. ومما يزيدهم رهقاً أنَّ من يأخذون بدل مواصلات لا يغادرون مكاتبهم، وإنْ فعلوا وتواضعوا فبسيارات الحكومة، أما المعلم فينتظر المواصلة تلو المواصلة، وقد تمرُّ به سيارات التربية ولا تُلقي له بالاً. أغلب موظفي الدولة يأخذون بدل مواصلات أو تقلهم سيارات حكومية، أما المعلمون فلا يأبه بهم أحد، ولا يحسب حسابهم أحد، بل إنَّ البعض يحملهم عبء عجز الميزانية لاسترجاعهم حقوقاً لم تكن في حسبان هؤلاء يوماً!
الحقوق ستبقى منقوصة مهما بُذلت من جهود، وقُدمت من تضحيات، لأنَّ العدالة لا توجد إلا عند رب العالمين، فلا تبتئس ولا تقنط من رحمة الله، واقطع أملك من كل مسؤول، وصل حبلك بحبل الله، ولا تركن إلى أحد منهم، ولا تثق بأحد فيهم، فإنَّهم أقلّ شأناً مما تظن، وأضعف أن يكون في يدهم حول أو طول، لأنَّهم سراب وإنْ تَبَدَّى وتَجَسَّد، وَهُم وَهْمٌ وإنْ تحرك، وهم خُرافة وإنْ حدثوك ووعدوك!
ولا يحزنك تجاهل وزارتك ليومك والإحتفاء بك، فما تعودتَ منهم غير الجحود، وما نِلتَ سوى الوعود. فلا تأملنَّ أن تتغير بين ليلة أو ضحاها، وتأخذك بالأحضان بعد جفاها. فكن أنت أنت، فأنت الأعلى شأناً، والأعزُّ مكانة، والأغنى بقناعتك رغم فقرك، والأقوى بعلمك وإخلاصك، والأجدر بكل إجلال وإكبار!
mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع