سوريا يا حبيبتي. بقلم الاب محمد جورج شرايحة مسؤول وسائل الاتصال الحديثة في مطرانية الروم الكاثوليك بعمان ورئيس تحرير نور سايت الاخباري.
الويل لكم ايها القتلة ،الويل لكم يا من تسرقون خبز الجياع، الويل لكم يا من تسرقون شعب سوريا من الحياة.
بهذه الكلمات اصرخ كلما ودعت عائلة سورية الاصل والمنبت تهاجر من تراب ارضها عبر الاردن نحو مغامرة المجهول، لاجل ان تبقى على قيد الحياة.
رغم ان الوضع الراهن وحسب الانباء المتواترة والقادمة من ارض سوريا الحبيبة تفيد بأن الجيش العربي السوري يتقدم على فلول الارهاب والجيش المسمى بالحر وهو حر بمعنى (المرتفع درجة حرارته وليس المطالب بالحرية)، كما ان النظام السوري يتقدم شعبيا بين الناس كما كان اصلا قبل الحرب الاسراخليجية عليه المدعومة من امريكيا منذ ما يزيد عن عامين.
جميع افراد الشعب السوري بلا استئناء يدفع اليوم ثمن الارهاب المنظم وكل الذين كانوا من المتحمسين لما سموه وقتئذ ثورة هم اليوم يبكون ندما على تأيدهم ذلك الفلول الخائب والذي لم يستطع حتى الساعة تحقيق الانتصار على النظام المتأصل في كيان المنظومة الحقيقية لكيان الدولة السورية، فسوريا السلام والوئام وسوريا الاستقرار والهدوء هي سوريا البعث فلم تعرف سوريا الهدوء والاستقرار والسلام الا بعدما ثبت الرئيس الراحل حافظ الاسد اركان الدولة وتابع سيادة الدكتور بشار الاسد مشوار سلفه الراحل حتى اليوم وبعون الله ورعايته.
قلت ان كل الشعب يدفع ثمن الهمجية والفوضى ولكن هناك فئة من مكونات الشعب السوري دفعت الثمن باهظا بشكل او بأخر وهي فئة المسيحيين بكافة طوائفهم
حيث نشرت قبل ايام احصائيات تقول بأن نسبة الذين هاجروا من سوريا خلال الازمة الحالية تقدر بي
نصف المسيحيين خاصة من مدينة حلب ومناطق شمال سوريا ومن دمشق وريفها.
وقد جاء في البداية حوالى مئتي الف الى لبنان, ثم جاء حوالى 300 الف حيث بلغ عددهم نصف مليون. منهم من سافر الى الاردن ومنهم من ذهب عبر تركيا ووجهة اكثريتهم هي المانيا وبلجيكا والدانمارك والسويد والنروج.
كذلك اسبانيا التي لا تريد استقبال لاجئين من المغرب وتونس والجزائر وتفضل ان يأتي اليها مسيحيون من المشرق من السوريين، فقد اعطت اكثر من 21 الف تأشيرة دخول الى اسبانيا الى المسيحيين من سوريا.
وقد بقي في المنطقة المسيحية في لبنان حوالى 150 مسيحي حيث تدرس المدارس الكاثوليكية احتمال زيادة ساعات التدريس لاعطاء الطلاب والاطفال السوريين المسيحيين ساعات تدريس مساءً من الساعة الثالثة حتى الساعة الثامنة ليلا لان امكانية الاستيعاب خلال النهار غير موجودة.كما ان الكثيرين من المسيحيين السوريين استأجروا منازل في المناطق المسيحية في جبل لبنان ومنهم اشترى مساكن ومنازل لهم ويفتشون عن فرص استثمار وعمل لكن الوضع الاقتصادي اللبناني لا يشجعهم على البقاء ولذلك يفضلون السفر الى دول اوروبا.بحسب ما نشرته مؤخرا مواقع مسيحية على الشبكة العنكبوتية.