لم تأتي زيارة البطريرك بشارة بطرس الراعي بطريرك الموارنة لدولة قطر الاسبوع الماضي تحت باب الطلب من قطرممارسة نفوذها لإطلاق سراح المطرانَين الارثوذكسيين المخطوفَين في سوريا " ابراهيم اليازجي ويوحنا ابراهيم" فقط، بل اكثر من ذلك بكثير حيث إنها جزء من خطة- بدأت بوصول الراعي سدة البطريركية- اعتمدتها سياسة البطريركية المارونية بتوجيه من الدبلوماسية الفاتيكانية لفتح ملف المسيحيين في المشرق العربي مع كلّ الانظمة الحاكمة على الارض العربية والتعاطي مع المستجدات اللوجستية وخاصة مخلافات ما سمي خطأ "الربيع العربي" والذي كان في حقيقته برد قارص وصقيع لاذع ،وفتح ذلك الملف مع الجماعات التي اصبحت تسيطر على بعض مقدرات دول الجوار فكان لابد من الاتصال مع الجهات ذات النفوذ لدى الجماعات الاسلامية المتشدّدة والتي تعتبر قطر الدولة الممولة الاولى لتك الجماعات بالاضافة للسعودية وغيرها من دول الجوار الخليجي.وبحسب صحيفة "الجمهورية اللبنانية"، فانه لدى الراعي من المعطيات والمعلومات ما يشير الى ان هناك مخططاً يستهدف الوجود المسيحي في الشرق، ولا يخفي أسفه الكبير لأن هذا المخطط الذي بدأه الاسرائيليون بتهجير العدد الاكبر من المسيحيين القاطنين في مهد السيد المسيح، واستكملوه في جبل لبنان عام 1982 بحيث اداروا النزاع الدموي بين مكونات الجبل ما ادى الى تهجير الغالبية المسيحية منه، إنما يُستكمل اليوم على يد جهات يُفترض أن تكون على نقيض عقائدي مع المشروع الصهيوني، وأن تدرك انّ عيش المسيحيين في سلام في محيط اسلامي هو قوة كبرى للإسلام في وجه إسرائيل.ولكن المسألة غير ذلك والاسلام الذي تعتنقه تلك الجماعات التكفيرية لا يمت للاسلام الذي عايشناه نحن مسيحيون المشرق منذ فجر الدولة العربية المستقلة والمشروع الاستقلالي العروبي الذي بزغ فجره اوائل القرن الماضي وانبثق عنه تعريب الجيوش العربية وطرد المستعمر الغربي الذي يعود اليوم بأشكال مختلفة راكب دبابته تارة وتارة اخر يركب الاعراب على ذات الدبابات القديمة التي صنعتها امريكيا واعادة تركيبها اسرائيل على ارض عربية وبأيدي الخونة والعملاء العرب.
البطريرك الراعي بطريرك العرب المسيحيين بأمتياز كيف لاوهو الذي تجاوز طائفته نحو المسيحية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية وفتح ابواب الوحدة على مصراعيها يسير على خطى بابا الفاتيكان فرنسيس الاول الذي اختاره الله ليجدد به الروح القدس وجه الارض، ويذكر بلادنا العربية على سلم اولويات الكرسي الرسولي الذي يعمل بصمت لخير مسيحي المشرق وان لم نكن نرى نتاج ذلك بشكل مباشر ولكن تظهر رويدا رويدا ولا ننسى دور قداسته في وقف الحرب على سوريا فأنك لن ترى الثمار يانعة الافي اوانها.
الاب محمد جورج شرايحة المسؤول عن وسائل الاتصال الحديثة في مطرانية الروم الكاثوليك بعمان ورئيس تحرير نورسايت