زاد الاردن الاخباري -
في ذِكرى الاستقلالِ تُطالِعُنا صفحاتٌ مشرقةٌ من المجدِ والحياةِ الفُضلَى الكريمةِ, التي يتلألأ ألقها في سماء الأردن فياضاً بكل سمات المجد والعزة والفخار، عنوانها آياتٌ رائعات من النهضة والازدهار جُسدتْ ورسمتْ بحروف من نور، وأحكمتْ صنعتها على كل شبر من تراب الوطن الغالي حتى ظهرت كبساط سندسي أحكمته يد فنان، ونفتحُ في هذِهِ الذكرى سِفرَ المَجدِ والعطاءِ لنقرأَ في صَفحَتِهِ الأُولى ملحمةَ الكِفاحِ والنضالِ ونحنُ نُدرِكُ أنَّ الاستقلالَ مَشروعَ حياةٍ مُفعماً بالعطاءِ الموصولِ، والنهوضِ الشاملِ والسيادةِ المطلقةِ على امتدادِ خريطةِ الوَطَنِ والأُمةِ ،لا يشوبُهُ أيةُ مُنَغَّصاتٍ أو يَنتَقِصُ من اكتمالِ معانيهِ أيةُ معيقات، فالهاشميون الأطهار ، شرفهم الله بجدهم الأعظم رسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) صاحب الخلق العظيم كما وصفه الله تعالــى
(( وإنك لعلى خلقً عظيم)) ، والنهج القويم المبلغ لرسالة الإسلام السمحة التي ملأت الدنيا عدلاً وإسعاداً ، وقد نهل الغر الميامين أبناء هاشم الأطهار من نبع جدهم رسول البشرية ( صلى الله عليه وسلم ) وساروا على نهجه بعزم وإباء فكان العطاء جزلاً والإنجاز كبيراً ، إنهم قادة عظام تميزوا بسمو الأخلاق والقلوب الرحيمة ، والعقول الكبيرة ، والفكر النير ، حملوا هموم الأمة ، وعملوا بكل تضحية وإيثار ونذروا أنفسهم لوطنهم وشعبهم وأمتهم فكان الاستقلال أول ثمرة لجهودهم الخيرة وقادوا مسيرة العطاء المتميز في أردن الوفاء بدءاً من عهد الملك المؤسس الشهيد عبد الله الأول ( طيب الله ثراه ) يتلوه واضع دستور الأردن الملك طلال ( يرحمه الله ) ليأتي بعده الملك الباني لنهضة الأردن الراحل العظيم المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال( طيب الله ثراه ) فهذه آثار النهضة الكبرى ماثلةً للعيان تخلد ذكراه العطرة وتسطر أسمه بمداد من نور في صفحات التاريخ الذي لا يمحى أبد الدهر .
ولأَن الاستقلال عهد ووَفاء وتجديد بيعةٍ نَصُوغُ فيهِ مِن كُلَ مُفرداتِ مسيرةِ الكفاحِ والعطاءِ مُنذُ أَولِ قَطرةِ دَم أُريقَت في سبيلِ حريةِ الأُمةِ أُنشودَةً نغفوا ونَصحوا على أَنغامِها ، تنتظمُ بِها صُفوفُنا خلفَ قائِدِنا الأَعلى الملكُ عبدُاللهِ الثاني معزز نهضة الأردن وصاحب الإنجازات الخالدة والتطلعات الواعدة والرؤى الثاقبة والمبادرات السامية التي طرحت ثمار البركة والخير العميم على بلدنا الأردن الذي غدا دوحة وارفة الظلال ينعم فيها المواطن والمقيم والزائر والسائح والمستثمر بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء بفضل الإرادة القوية والحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات التي أرست دعائمها القيادة الهاشمية الفذة ، بإمضاء جلالة قائدنا الأعلى بما تميز به من حكمة وحنكة وجرأة وآراء سديدة بوأته مكانه مرموقة بين زعماء العالم قاطبة ووضعت الأردن في مصاف الدول المتقدمة بما أصبح يتوفر لديه من سبل الحضارة والمدنية التي تواكب روح العصر والحداثة ، وما كان هذا ليتحقق لولا فضل الله وجلالة قائدنا الأعلى الذي يواصل العمل ليلاً ونهاراً بلا كلل أو ملل للإرتقاء بالوطن إلى مدارج الرفعة والكمال .
وإننا في الدفاع المدني ليشرفنا وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة – عيد الاستقلال – أن نرفع إلى مقام جلالة قائدنا الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه أسمى آيات المحبة والمودة والوفاء والإخلاص لعرشه الهاشمي المفدى وللأسرة الهاشمية الماجدة ، وحق علينا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لكل قادتنا من آل هاشم الأبطال الذين صنعوا الاستقلال وخلدوا ذكراهم بما حققوا من مجد وعلياء للوطن والأمة ، وإننا لنرفع أكف الضراعة للباري جلت قدرته بأن يحفظ للوطن الغالي قائده الأعز الأغلى ويبقيه رمز العطاء والخير فهو نبراسنا ومثلنا الأعلى الذي نترسم خطاه ونتعلم منه الهمة العالية .
وليبقى الأردن بقيادته الحكيمة رمز الوفاء والخير ومهوى أفئدة الشقيق والصديق وموئل عز ورخاء . وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.