لا يسمح بالعبور إلا إذا أصبحت خضراء .. قرية فلسطينية تعاني من إشارة ضوئية إسرائيلية لا يتغير لونها الأحمر

زاد الاردن الاخباري -

على مدخل قرية الشيخ سعد في القدس الشرقية يطالعك مشهد عبثي بقدر ما هو مأساوي، حيث نصبت إشارة مرور ضوئية على الحاجز العسكري الإسرائيلي ويافطة تقول أن السفر مسموح باللون الأخضر لكن اللون أحمر دائما.

يقول مواطن من القرية تعلو شفتيه ابتسامة بأن اللون الأحمر حاضر على الدوام بينما تفيد زوجته بأن الحقيقة "حقيقة حياتنتا ظلم وذل وهوان" و تشير بأصبعها على الطرف الآخر من الحاجز موضحة: "ها هو الجيش لا يسمح لأحد بالعبور, ولا المرضى وحتى الموتى لا يعبروا للدفن بدون إبراز شهادة وفاة.

ولا تقتصر قصة القرية على الإشارة الضوئية التي لا تبدل لونا ولا تغير حالا، فقبل 3 أشهر أبقت المحكمة الإسرائيلية العليا الجدار العازل الذي سلخهاعن محيطها الطبيعي مع قرية جبل المكبر المجاورة, وأصبحت عالقة بين الجدار العازل غربا وواد سحيق شرقا لا يسمح بخروج أو دخول السكان بواسطة المركبات من الحاجز العسكري، ولا يسمح للمشاة إلا من حملة هوية القدس الزرقاء بالتنقل مشيا على الأقدام, خلافا لقرار المحكمة العليا الذي نص على السماح للسكان بالدخول والخروج.

ويصف مواطن فلسطيني -أوقفه الحاجز- الوضع ببالغ الصعوبة، قائلا لـ"العربية": ها هم أولادي يعيشون في جبل المكبر ولا أستطيع زيارتهم، ولدي ابن في المستشفى لم أتمكن من زيارته. لقد قطعوا أوصالنا ولم يتركوا لنا خيارا .. لسنا مع الشرق أو الغرب".

ويعيش في هذا المكان المحاصر نحو 3 آلاف نسمة يحمل نصفهم بطاقات هوية الضفة الغربية ونصفهم الآخر هويات القدس الزرقاء, ويدفعون ضريبة أملاك لبلدية القدس.

وكان ربع سكان القرية قد رحلوا عنها منذ عام 2005بسبب عزلها بالجدار وخنقها اقتصاديا واجتماعيا وحتى عمال شبكة الكهرباء يضطرون للانتقال مشيا على الأقدام لإصلاح الأعطال الكهربائية في قرية تعطلت الحياة فيها منذ سنوات.

وكما في البداية كذلك في النهاية أيضا، بقيت الإشارة الضوئية حمراء لأن الدخول والخروج إلى هذه الجزيرة المعزولة ممنوع تماماوقد يلخص الأمر طبيعة السياسة الإسرائيلية الاستيطانية في القدس.

القدس المحتلة (العربية)- زياد حلبي