زاد الاردن الاخباري -
رفع طلاب أوكرانيون قضية ضد رئيس الوزراء نيكولاي آزاروف للمطالبة بالنظر في مشروعية توليه ذلك المنصب دون إتقانه لغة البلاد الرسمية الأوكرانية، واستخدامه الدائم للروسية رغم تعهده بتعلم واستخدام الأوكرانية عند توليه المنصب قبل أسابيع.
واستند الطلاب في إحدى الجامعات في العاصمة الأوكرانية كييف في دعواهم إلى المادة العاشرة من القانون الأوكراني، التي تحتم معرفة واستخدام الأوكرانية من قبل جميع الشخصيات في المناصب الحكومية.
وتعد دعوى الطلاب هذه استمرارا لجدل كبير بدأ مع رفع صفة الرسمية عن اللغة الروسية من قبل نظام الحكم البرتقالي الموالي للغرب في عام 2005، واعتماد الأوكرانية لغة رسمية وحيدة في جميع مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية وغيرها.
وبقي الجدل قائما رغم وصول الموالين لروسيا إلى الحكم مجددا قبل أشهر، وعزمهم تعزيز حضور الروسية من جديد، وكذلك إعلان وزارة التربية والتعليم مؤخرا أن لغة الدراسة ستكون اختيارية في المدارس والجامعات والمعاهد.
ارتباط بالثقافة
ويقسم جدل اللغة المجتمع الأوكراني إلى قسمين، أولهما يضم إقليم شبه جزيرة القرم جنوبا ومعظم المناطق الشرقية، التي ترى أن ثمة ارتباطا تاريخيا وثيقا يجمع بين شعب وثقافة أوكرانيا من جهة، واللغة الروسية من جهة أخرى.
وحسب رئيس جامعة علوم اللغات الوطنية يوري بيزخوتري فإن سكان مناطق جنوب وشرق أوكرانيا يشكلون أغلبية تقدر بنحو 70% من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 46 مليونا، وهم يتحدثون الروسية لغة أم، لأن معظمهم ينحدرون من أصول روسية.
وأوضح بيزخوتري في حديث للجزيرة نت أن الروسية كانت لغة تلك المناطق عندما كانت تابعة للقيصرية الروسية في القرون الوسطى، وكذلك عندما أصبحت أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفياتي، حيث كانت الروسية لغة الاتحاد الرسمية، وهذا سبب ارتباطا وثيقا بين جزء كبير من التراث والثقافة الأوكرانية باللغة الروسية.
اندثار الهوية
أما القسم الثاني من البلاد فيضم معظم المناطق الوسطى والغربية، التي ترى أن الروسية مظهر من مظاهر التبعية لروسيا، وأنها تؤثر سلبا على الخصوصية الأوكرانية.
وفي حديث مع الجزيرة نت قال فياتشيسلاف كوفال النائب عن حزب الحركة الشعبية القومي إنه يعتبر أن اللغة الروسية سلاح غزو فكري أدى إلى اندثار جزء كبير من الهوية الأوكرانية، مشيرا إلى أن جميع المواد التعليمية وحتى التاريخ والأدب الأوكراني كانت تدرس باللغة الروسية قبل عام 2005.
وفي هذا السياق أشار كوفال إلى أن دولا سوفياتية سابقة كبولندا استطاعت بعد الاستقلال مباشرة تدارك خطر الروسية على هويتها، فمنعتها واعتمدت لغتها الأصلية لغة رسمية.
وأكد أن إتقان وتداول الأوكرانية في أوكرانيا مسألة وقت لا يعكره استخدام الروسية على نطاق واسع جنوبا وشرقا، لكن عودة الروسية للحضور مجددا في أوكرانيا ستكون كارثية على الهوية، وخاصة بالنسبة للأجيال الجديدة.
محمد صفوان جولاق-كييف