أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يطلب من إدارة ترامب الضغط للإفراج عن أربيل يهود برلماني سوري أسبق: قصة سقوط الأسد ما تزال غامضة سانا: انقطاع الإنترنت عن العاصمة وريفها جراء أعمال تخريب على طريق دمشق – حمص الأمن يحقق في وفاة شاب عثر على جثته داخل حافلة في مادبا رئيس الديوان الملكي يفتتح ويتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا إعلام عبري: حماس أهانت الجيش الإسرائيلي بصور سلاح التافور حماس: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ الاتفاق مشاجرة في مرج الحمام تسفر عن إصابة شخصين الصفدي يلتقي القائم بأعمال منسق السلام في الشرق الأوسط الأحد الأمن يلقي القبض على مطلق عيار ناري بعد أن أصاب شخصين في مرج الحمام الاسير الاردني اللوزي يصل الى غزة الأسير الأردني حويطات يرفض الإفراج عنه لعدم إبعاده إلى المملكة الأمم المتحدة: 42 مليون طن من الركام في غزة الاردن .. نظر لزوجته فقتله الضريبة: الفوترة الإلكتروني نظام تنظيمي ولا يفرض ضرائب وزير الشباب يتفقد مركزي شباب وشابات في المفرق إصابة 3 جنود إسرائيليين في جنين منتخب الكرة يكشف عن طبيعة إصابة اللاعبين سمرين وحجبي وزارة الزراعة: تصدير 750 ألف رأس من الأغنام واستيراد مليون رأس في 2024 إسرائيل تصر على الافراج عن الأسيرة أربيل يهود
الصفحة الرئيسية أردنيات الأمير الحسن: مشروع التمكين القانوني حرب شاملة...

الأمير الحسن: مشروع التمكين القانوني حرب شاملة ضدّ الفقر والإقصاء والتهميش

26-05-2010 11:24 PM

زاد الاردن الاخباري -

أكّد سموّ الأمير الحسن بن طلال أنّ رأس المال البشريّ هو قوامُ الوطن والأمّةِ والمجتمع. فإذا قُيِّد واستُنزِف من أجل قُوتِ يوْمِه ولقمة عَيْشه تباطأ التّقدّم برمّتِهِ, وأصبحت التّنميةُ وَهْمًا في وَهْم.

جاء ذلك في كلمة سموّه بمناسبة إشهار النسخة العربيّة من كتاب  من أجل قانون في خدمة الجميع (تقرير لجنة التّمكين القانونيّ للفقراء) , في حفل نظّمه منتدى الفكر العربيّ وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ UNDP , وأُقيم بالتزامن مع انعقاد مؤتمر منتدى شرق آسيا وشمال إفريقيا  WANA, مساء الأحد الماضي.

وقال سموّه: إنّ الفقرَ لا يَعْني الفقرَ المادّيّ. فكلّ ما يَحِدّ الطّاقةَ البشريّةَ ويُقزّمُ الإنسانَ نفسيًّا أو مادّيًّا أو روحيًّا أو وجدانيًّا هو فَقْر; وكلّ ما يستلِبُ حقًّا من حقوقِ الإنسان أو يَكبحُهُ أو يَقمعُهُ هو فَقْر. فالمفهومُ أوسع من مجرّد الجوعِ أو العطشِ أو الضَّنَك تحت سيْفِ المجاعاتِ والأوبئةِ والتصحّر, وما إلى ذلك, مؤكّدًا أنّه  آن الأوان لأنْ ننظر إلى الموارد الطبيعيّة والإنسانيّة بعيدًا عن الإقصاء والتّهميش والعنصريّة.

وأشار سموّه إلى الّلاجئين, والمهجّرين, والمهاجِرين, والمقتلَعين من أرضهم - أيًّا كانت مصادرُ الهجرةِ والتّهجير, كتغيُّرِ المُناخِ والحروبِ والنّزاعات وضروبِ الاستبداد, وما إلى ذلك - عادًّا إيّاهم في صُلب قضيّةِ الفَقْرِ والفقراء. وتساءل:  كيف نُساعد هذا الحَشْدَ من الفقراء بالمعنى الواسع العريض الذي أسلفت?

وقال:  إنّ ذاك الحَشْدَ من الفقراء هو - للأسف - خارجَ الزّمان والمكان, وعلى الأخصّ خارجَ خُططِ التّنميةِ والاقتصاد فلن يُساهمَ, إذًا, في أيّةِ تنميةٍ شاملةٍ أو مستدامة. ويا له من هَدْرٍ على كلّ صعيد! ولفت سموّه الانتباه إلى أنّ إيحاءاتِ ذلك وتداعِيَاتِهِ واضحةٌ فيما يتعلّقُ باستقرارِ المجتمعِ وأمانِه. فالكلّ يخسرُ إذا استمرّ الوضعُ على حالِه.

وأكّد أنّه  لا يُمكنُ أنْ يتقدّمَ المجتمعُ وأنْ يُنتِجَ حقًّا من دون أنْ يكونَ الجميعُ أصحابَ أسهمٍ فعليّة. فهذا مبدأ إنسانيّ عام سَرَى ويَسْري منذ القِدَم. وإلاّ, فكيف ينمو الانتماءُ والولاءُ للوطن? أفلا يتعلّقُ ذلك بمفهومِ المواطَنةِ في أُسّ أساسِه?

وركّز سموّه على أنّ الاعتباراتِ العمليّة هي التي تُخرجُنا من دائرةِ القوْل إلى دائرةِ الفعلِ المؤثّر. وهنا يأتي مبدأ أو مفهوم القانون في خدمة الجميع ومفهوم التّمكين القانونيّ للفقراء.

وأوضح أنّ ما احتواه تقرير لجنة التّمكين القانوني للفقر  مُتجذّرٌ من أَلفِهِ إلى يائِه في هذه الاعتبارات من آليّاتٍ وجداولِ أعمال ومشروعاتٍ واستراتيجيّاتٍ للتنفيذ. فهنالك أُطُرٌ عمليّة للوصول إلى العدالة, وحقوقِ المِلكيّة, وحقوقِ العمل, وحقوقِ ممارسةِ الأعمالِ التّجاريّة. وأردف: إنّ المُلاحَظ فيما يتعلّق بحقوق التعليم أنّ المساعدات الخارجيّة لا تشمل التعّليم; كأنّ التّعليم الرّقميّ موجّه إلى الأرقام لا إلى الإنسان.

ودعا سموّه إلى التحرّك  من القاعدةِ إلى القمّة, وليس العكس. فالفقراء أدرى بِشِعابِهم وهمومِهم واحتياجاتِهم داعيا سموّه القطاعيْن العام والخاصّ, والمجتمع المدنيّ, أي الفضاء الثّالث, إلى التّكافلِ والتّعاونِ والتّضافرِ بين جميع القطاعات.

واختتم سموّه كلمته بالقول  إنّ مشروعَ التّمكين القانونيّ للفقراء يَهدفُ إلى شنِّ حربٍ شاملة ليس فقط ضدّ الفقر, وإنّما أيضًا ضدّ الإقصاء والتّهميش من كلّ نوعٍ ولون. فهي البدايةُ لسيْرورةٍ لنْ تتوقّفَ بإذنِهِ تعالى للإصلاحِ الشّامل . وأعرب عن أمله في إنشاء مجلس اقتصاديّ وآخر اجتماعيّ في الأمم المتّحدة لتعزيز النظرة الجديدة إلى هذا العالم.

عضو لجنة التمكين القانونيّ للفقراء ووزير الماليّة المصري سابقًا وأستاذ الماليّة والعلوم المصرفيّة بالجامعة الأمريكيّة في القاهرة د. مدحت حسنين قدَّم في حفل الإشهار عرضًا لمحتويات المجلّد الأوّل من تقرير اللجنة  من أجل قانون في خدمة الجميع . وقال: لقد توافرت في عصرنا هذا السُّبُل كافة لإتاحة فرص النّموّ الاقتصاديّ للجميع; إذ تولَّد من الثّروة خلال السنوات الماضية ما يفوق ما وجد منها في تاريخ البشريّة بأسره.

وأضاف: إنّ الإحصاءات زاخرة بأعداد البشر الذين يعيشون في ظلّ فقر حادّ في الدّخل, من دون اعتبار لحجم الجهد الذي يبذلونه في العمل. وعلينا أنْ ندرك أنّ نقص الدّخل ليس سوى بُعد واحد لمشكلة الفقر.

وأشار د. حسنين إلى أنّ ما لدى لجنة التّمكين القانوني من بيانات يوضح بأنّ هنالك أربعة بلايين إنسان حول العالم محرومون من أية فرصة لتحسين ظروفهم المعيشيّة والخروج من أسر الفقر; إذ تم إقصاؤهم خارج نطاق سيادة القانون. وسواء أكان هؤلاء يعيشون تحت خطّ الفقر أم أعلاه بعض الشيء, فإنّهم رجلاً ونساءً وأطفالاً يفتقرون إلى أية حقوق أو أوجه حماية تحت مظلّة القانون. وعلى الرغم من أنّهم يُعدّون من المواطنين في بلدانهم, إلاّ أنّ مواردهم المتواضعة - على أفضل تقدير - لا يمكن حمايتها أو زيادتها بشكلٍ ملائم.

ويحمّل التّقرير المجتمع نفسه المسؤوليّة عن تفشّي الفقر, ويورد أنّ القوانين والمؤسّسات والسّياسات الحاكمة للشؤون الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة في بلدانٍ كثيرة تحول دون حصول قسم كبير من المجتمع على فرصة المشاركة بندّيّة. فقواعد اللعبة نفسها غير عادلة. وهو أمر ليس مرفوض أخلاقيًّا فحسب; بل إنّه يعوق التنمية الاقتصاديّة, ويمكن أن يؤدّي إلى تقويض الاستقرار والأمان في المجتمع. ولن تتغيّر نتائج الحوكمة; أي الأثر التراكميّ للسياسات والمؤسّسات على حياة الناس, ما لم تتغيّر عمليّات الحوكمة نفسها بصورةٍ جوهريّة.

يرتكز التمكين القانونيّ للفقراء على ركائزَ أربع هي: الوصول إلى العدالة وسيادة القانون; حقوق الملكيّة; حقوق العمل; حقوق ممارسة الأعمال التجاريّة. ويوضح التقرير أنّه يمكن للمواطنين والمنظّمات الشعبيّة إيجاد قوّة دفع لا يُستهان بها لإحداث التغيير, من خلال توعية العامّة وحشدهم لدعم الموضوعات الرئيسيّة في عمليّة التمكين القانونيّ. لذلك يجب أن يكون اتجاه هذه العمليّة من القاعدة إلى القمّة.

كما يوضح أنّه من المهمّ الوعي بالسياق والإصلاحات السياسيّة التي تستند إلى الفهم العميق والمشترك للظروف المحليّة للاقتصاد الرسميّ وغير الرسميّ, والاتّساق مع هذا كلّه, مع التركيز على البُعد الجنسويّ. فالإصلاح يجب أن يقوم على أساسٍ من الحقائق الموجودة والاحتياجات الفعليّة للفقراء.

وقد شارك عدد من الشخصيّات المعنية بالعمل الاجتماعيّ وحقوق الإنسان في الوطن العربيّ في التعقيب على ما ورد في تقرير لجنة التمكين القانونيّ للفقراء. فأشار أ.د. عدنان بدران, رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان ورئيس لجنة الإدارة في منتدى الفكر العربيّ, إلى أنّ مفهوم الفضاء الثّالث, أي القطاعين العام والخاصّ والمجتمع المدنيّ, هو طرح جديد تفتقده المنطقة العربيّة. وحين نتحدَّث عن إعلان حقوق الإنسان, فإننا نجد أنّ هذه الحقوق التي ينصّ عليها الإعلان ما زالت بحاجة إلى التمكين على ساحتنا العربيّة. والفضاء الثالث مهم للحقوق المدنيّة والسياسيّة, كما هو مهم لخلق بيئة إبداعيّة للتفكير والاختراع والإبداع في ظلّ أجواء حريّة سقفها السماء. ودعا إلى أن يكون التمكين القانونيّ رافدًا من روافد نظام إنسانيّ عالميّ جديد.

وتحدّثت نهى المكّاوي, من المكتب الإقليميّ للدول العربيّة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ  UNDP /مصر, عن ضرورة مشاركة المجتمع المدنيّ في تحقيق أولويّات الألفيّة الثالثة, بما في ذلك الحركات الدينيّة. وقالت: إنّ المنطقة العربيّة بحلول عام 2015 تكون قد حقّقت بعض أهداف الألفيّة. لكنّ التنمية الإنسانيّة عمليّة طويلة المدى, ونحن حاليًّا في مرحلة ساخنة; إذ علينا أن نوازن بين الطموح الإنسانيّ واستخدام موارد البيئة الطبيعيّة

وتناولت خديجة حسين, الرئيسة المؤسِّسة لجمعيّة الأمّهات السودانيّات من أجل السلام/السودان, أثر الحروب والنزاعات على الأمّهات والأطفال; داعيةً إلى العمل الحثيث لإيجاد الحلول السلميّة من أجل إنقاذ ضحايا النزاعات المسلّحة والمهجّرين بسببها من عذاباتهم وعزلتهم, ومؤكّدةً صواب النظرة في البدء من القاعدة إلى القمّة تجاه الفقراء والمعذّبين. وقالت: إذا تحقّق مشروع التمكين القانونيّ للفقراء, فإنّ اللجنة القائمة عليه - وعلى رأسها سموّ الأمير الحسن بن طلال - تكون قد أعادت العالم إلى رشده.

من جهتها, ركّزت أمل باشا, رئيسة منتدى الشقائق العربيّات لحقوق الإنسان/اليمن, على قضية المرأة في مجتمع الأعراف القبليّة; موضحةً أنّ القوانين المطبّقة حاليًّا هي الأخرى بحاجة إلى إعادة نظر, حتى لا تُسحَق المرأة بين الأعراف والقوانين.

واقترح أ.د. هُمام غَصِيب, أمين عام المنتدى, نشر محتوى تقرير  من أجل قانون في خدمة الجميع  على نطاق واسع, لا سيّما بين الشّباب, بعد تبسيطه بشكلٍ غير مخلّ, بمختلِف الوسائط الإعلاميّة, بما في ذلك الكرّاسات المطبوعة وبالصوت والصورة.

 

العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع