زاد الاردن الاخباري -
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن مساء اليوم الخميس، بعد زيارة عمل إلى بلجيكا، أجرى خلالها مباحثات مع جلالة الملك فيليب، ملك بلجيكا، ورئيس الوزراء إلي دي روبو، وعدد من كبار المسؤولين الأوروبيين، ركزت على علاقات التعاون الثنائي، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، إن زيارة جلالة الملك تكتسب أهمية خاصة لأنها تأخذ بعدين، العلاقات الثنائية مع مملكة بلجيكا التي تربطنا بها علاقات تاريخية، وهذه أول زيارة لزعيم من خارج إطار أوروبا لبلجيكا بعد تولي جلالة الملك فيليب العرش قبل أشهر، "ما يؤكد على العلاقة المميزة بين المملكتين".
وأضاف أن المباحثات التي أجراها جلالته خلال الزيارة مع المسؤولين البلجيكيين أكدت على ضرورة البناء على هذه العلاقة المميزة وتطويرها في مختلف المجالات في الفترة المقبلة.
وقال جودة إن البعد الثاني يتمثل في زيارة جلالة الملك إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تشمل المجلس الوزاري والتنفيذي والبرلمان الأوروبي، حيث كانت لقاءات جلالته مع المسؤولين فيها بمنتهى الأهمية ونتج عنها تصور حقيقي لمدى الاحترام الذي تكنه القيادات الأوروبية للمملكة ولجلالة الملك شخصيا، "والدعم الذي يحرص كل المسؤولين الأوروبيين لتقديمه للمملكة والتقدير الكبير للإنجازات التي حققها الأردن بقيادة جلالة الملك في مجالات الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة".
وقال وزير الخارجية أنه لمس خلال الزيارة تأكيد دعم بلجيكا والدول الأوروبية لتولي الأردن لمعقد غير دائم في مجلس الأمن، تقديرا للدور الذي يقوم به في المنطقة، والاحترام والتقدير الذي يحظى به جلالة الملك في العالم.
وبين، ردأ على سؤال، أن نتائج ايجابية تمخضت عن زيارة جلالة الملك إلى بلجيكا، ضمن مسارات ثلاثة، الأول هو شراكة التنقل والهجرة والأمن، التي كان هناك مفاوضات حولها لمدة سنتين بين الجانبين وصولا إلى الإعلان السياسي عنها، والذي سيتمخض بمفاوضات مباشرة، ما سيسهل على المملكة والمواطن الاردني في كثير من الاتجاهات.
ولفت جودة إلى أن المسار الثاني هو البدء في عملية مفاوضات جادة لتأسيس منطقة تجارة حرة ومعمقة وشاملة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، والثالث هو برنامج المساعدات المالية الكلي، الذي بدأ فعليا وسيستمر.
وأكد أن زيارة جلالة الملك كانت موفقة حيث تم البحث بكل القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وقضايا الإقليم من الملف السوري والعبء الذي يتحمله الأردن جراء استضافة اللاجئين السوريين، وقضية السلام في الشرق الأوسط والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، ودعم الاتحاد الأوروبي لمواقف الأردن.
بدوره، قال رئيس لجنة المشرق العربي في البرلمان الأوروبي ماريو ديفيد، في مقابلة مع (بترا)، "إن المباحثات مع جلالته أتاحت الفرصة للتعرف على وجهات نظر جلالته حيال التطورات التي تشهدها المنطقة لاسيما عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والأزمة في سوريا".
وأضاف: "نحن في البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي نتفهم الأعباء الناتجة عن استضافة اللاجئين السوريين، التي فرضت مصاعب عديدة على اقتصاد المملكة والمواطنين الأردنيين، ونحن ملتزمون بتقديم المساعدات لتمكين الأردن من القيام بدوره في هذه الجهود الانسانية".
وقال ديفيد "إننا في البرلمان الأوروبي ندعم الجهود التي يقوم بها جلالة الملك تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط، ونأمل أن يكون هناك سلام حقيقي ونهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
من جانبه، أكد مدير مركز دراسات العالم العربي المعاصر في جامعة لوفان في بلجيكا، الدكتور بشارة خضر، ردا على سؤال من وكالة الأنباء الأردنية، حول زيارة جلالة الملك إلى بلجيكا، إن هذا النوع من الزيارات يعد في غاية الأهمية، "نظرا لحكمة جلالة الملك وإلمامه واطلاعه على قضايا المنطقة كافة، والبلجيكيون والأوروبيون متعطشون لسماع رأي جلالته في هذه القضايا".
وقال "إن الأوروبيين ينظرون باهتمام إلى الأردن لمركزه الجيوسياسي وسط منطقة متأزمة، وأن ما يقوم به الأردن مهم جدا بالنسبة لأوروبا وعملية السلام في الشرق الأوسط".
ولفت إلى أنه مع استمرار المحنة السورية، فإن تدفق اللاجئين إلى الأردن سيستمر، "ما يستوجب الحصول على مساعدات أكبر ليس فقط لإغاثة اللاجئين وتقديم الخدمات الاساسية لهم، بل لتوفير التعليم والخدمات الاخرى، وهذا الأمر يتطلب دعما دوليا مستمرا من المجتمع الدولي ومن الدول العربية التي لديها إمكانيات للأردن".
بدورها، أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي في الأردن، يؤانا فرونيسكا، أن زيارة جلالة الملك إلى بروكسل تؤكد أهمية الشراكة بين المملكة والاتحاد الأوروبي "فالأردن شريك حقيقي لنا".
وقالت "في علاقاتنا الثنائية هناك الكثير من المشروعات والأفكار التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمساعدة المملكة".
وشددت على أن الأردن يعد "شريكا في المنطقة. فنحن في مجال السياسة الخارجية نستفيد من حكمة جلالة الملك ومن الخبرات الاردنية على مختلف المستويات".
وأضافت أنه ينبغي وتقديرا للأردن وجلالته دعم المملكة في مساعيها للفوز بمقعد غير دائم في مجلس الأمن.
وحول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية الأردنية مع بلجيكا ودول أوروبا، قال أمين عام غرفة التجارة العربية البلجيكية اللوكسمبوجية، قيصر حجازين في مقابلة مع (بترا)، "إننا نفكر في تنظيم منتدى اقتصادي أوروبي أردني بلجيكي العام المقبل لتعريف رجال الأعمال الأوروبيين بشكل عام والبلجيكيين بشكل خاص، بالمزايا والفرص الاستثمارية في الأردن، وتمكين رجال الأعمال من الجانبين من بناء شراكات لتطوير علاقات طويلة الأمد تنعكس إيجابا على التنمية الاقتصادية في المملكة".
وبين أن الغرفة، التي يرأسها وتم تأسيسها عام 1978، تعمل على تعريف المستثمرين الأوروبيين بالمزايا والمقومات الاستثمارية في الدول العربية، ومنها الأردن على وجه التحديد من حيث الموقع الجغرافي المميز، والاستقرار السياسي والأمني، والاستقرار التشريعي، والعمالة الأردنية المؤهلة، وارتباط المملكة بالعديد من اتفاقيات الشراكة وفي مقدمتها اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية، والشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركة، والتي تمكن المستثمر الأجنبي من الدخول بسهولة إلى الأسواق في المنطقة من خلال الأردن واعتماده بوابة استثمارية للمنطقة.
بترا