اخذت مريانا بيد جمانا.. حيث تعارفتا من خلال جمعية المرأة الأردنية الصماء... أصبحتا صديقتين...وبلغة الجسد والاشارة تتفاهمان وتتحدثان.. تترافقان في كثير من الأوقات فحال مريانا احسن بعض الشيء من جمانا...
جمانا البسطامي ربة منزل تبلغ من العمر 54 عاماً من فئة الصم... حُرمت من فرص التعليم المناسبة لها نظرا لحالتها السمعية, ونظرا للظروف الاسرية واجهت الصعاب... لم تحصل في حياتها على شهادة.. وكان املها بالله كبيرا.. تحلم بأن تتعلم وتساعد غيرها من فئة الصم والبكم..
مريانا 27 عاما فتاة صماء.. تسمع طيف كلمة باذن واحدة وتستطيع التعبير ببعض الكلمات (بثقل كبير في اللسان).. تحمل شهادة البكالوريوس في التأهيل الرياضي... عضو في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين... ممثلة الصم في اللجنة الرياضية البارالومبية التابعة للاتحاد الرياضي... أمينة صندوق جمعية تنمية المرأة الأردنية الصماء... ناشطة في مجال حقوق المرأة وحقوق المعاقين.... مريانا كذلك تعمل معلمة للمرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الأمل للطلاب الصم.
تقوم مريانا خانويان بمساعدة والدتها في المنزل وخارجه وتقدر والدتها جدا... وتقول: قليل هو الشكر لامي على حسن التربية والتشجيع, تلك الأم التي قامت بنحت الصخر لتربية ابنائها الأربعة بمن فيهم انا في غياب الأب.
لم تكتف مريانا بأخذ ثلاث ورشات تدريبية مقدمة من مركز البيداء لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية وحدها بل دعت جمانا معها, فاستجابت وحضرت بفرحة الطفلة واخيرا ستصنع شيئا في حياتها وتحقق حلمها بالحصول على الشهادة بعد انتظار دام 54 عاما.... حيث تقول: تعلمت كيف اخرج طاقاتي الكامنة.... كيف اكون إيجابية ومتفائلة... كيف اجذب السعادة لي ولمن حولي... كيف استغل طاقاتي في خدمة نفسي والآخرين.... واخيرا حصلت على ثلاث شهادات معتمدة واشعر بالفخر ففي كل مكان اقابل أحدا لأول مرة اعرف على نفسي اخبره بأني ولدت من جديد... وحصلت على ثلاث شهادات معتمدة من المركز الكندي للتنمية البشرية-كندا ومركز سمارت مايند للتنمية البشرية-مصر, أهمها شهادة ممارس البرمجة اللغوية العصبية... وذلك هو اكبر حلم بالنسبة لي حيث شاركتني ابنتي هيفين وحفيدتي فيان فرحة التخرج.
جمانا تقدم رسالة للمجتمع بأنه يجب التخلص من الذكريات المؤلمة وتحمل المشاق والتقدم للحياة بكل تفاؤل وامل... ومساعدة الآخرين.. اما مريانا فتسعى للحصول على (بعثة) شهاداة الدكتوراة لتتعلم وتقدم الافضل للطلاب الصم اذ تبحث دائما عن التطوير فتقول: بداية اقوم بتقويم نفسي حتى اتمكن من مساعدة الآخرين لاحقا.
وفي النهاية: لغة الاشارة والجسد.. لا يفهمها الا جمانا ومريانا ومن يعرف لغة الصم.
العرب اليوم - احكام الدجاني