انشغل الشعب الأردني والصحفيين على وجه الخصوص بتصريحات وزير التربية الأردني أمام مجلس النواب, والذي أكد أن ابناء الشعب الأردني الذين يتلقون التعليم في وزارته في الصفوف الثلاثة الأولى هم أميون لا يحسنون القراءة , لكن الوزير لم يوضح سبب المشكلة ولا كيفية علاجها!! كما انه لم يوضح من هو المسؤول عن هذا التسيب؟
الموضوع ليس فقط في مشكلة الأمية في الصفوف الإلزامية الأولى ولا المتقدمة منها, ولا حتى في المرحلة الثانوية, المشكلة تكمن في كثير من المعلمين الذين يتلقى أبناءنا الدروس على أيديهم فكثير منهم , يحملون شهادات ولا يحملون علما, يحملون مؤهل علمي وهم غير مؤهلين, فكيف حصل هؤلاء على الثانوية العامة؟ وكيف تخرجوا من الجامعات؟.
الجامعات أصبحت بزنس ولم تعد أماكن لنهل العلم منها, فالطلبة هم الزبائن وإدارة المؤسسات التعليمية تبيع لهم الخدمة وتطلب رضاء زبائنها الطلبة, فإذا غضب الطالب سعت إدارة الجامعة بكل طاقتها لإرضائه, فوضع الجامعات مزري من الناحية الأكاديمية, وتجديد عقود أعضاء الهيئة التدريسية يعتمد على مدى رضا الزبائن(الطلبة) عليهم.
أما عن الواسطات فحدث ولا حرج فالطالب السقيطة والذي لم يحضر معظم المحاضرات لا يطلب النجاح فحسب والواسطة تلح على استاذ الجامعة ليضع له النتيجة (A), ثم يصبح بعد ذلك معلم الأجيال قد الدنيا.
المشكلة بدأت منذ عام 1997م عندما تم تغيير المناهج التعليمية نحو الأسوأ وتسلم وزارة التربية وزراء غريبين عن الشعب الأردني وعن عاداته , ومدارسه وطلابه , وزير استمر في وزارة التربية حتى أكمل مشروعه في تدمير التعليم في الأردن, دمر التعليم واليوم يريد أن يبني لكم مفاعل نووي حتى يدمر الركن الثاني وهو الصحة. ثم يتهم كل من يعارض مشروعه التدميري بالزبالين والحمير.
وزير التربية الحالي لم يأتي بجديد ولكن ربما هناك مخطط لإلهاء الناس بموضوع معين ليكون مادة يتناولها الكتاب في مقالتهم والناس في أحاديثهم ويبعدوا عن السياسة.
عندما رفض النسور تغيير الوقت لم يكن الوقت هو المهم في الموضوع وانما كان الأهم هو كسر إرادة الناس, وتدمير معنوياتهم , ليقول لهم أنتم لم تستطيعوا تغيير التوقيت وهو أمر ليس ذا قيمة فماذا انتم فاعلون في غيرها من المسائل؟ عندما يخرج علينا وزير الصحة ليقول لنا إن غذائنا ودوائنا فاسد , فما هو الهدف من ذلك أليست الحكومة هي من يشرف على استيراد المواد الغذائية ومدى صلاحيتها ؟ فماذا صنعت بالمخالفين؟
القضية ليست تعليم ولا صحة ولا يوجد مسؤول قلبه على البلد كل منهم يغني على مصالحه. والله المستعان