في التفسير العام للجريمة هناك عدة عوامل تشمل الدافع الرئيسي لارتكابها فيؤخذ بالأسباب والظروف والتحريض والتنفيذ وتبقى الصفة العامة والرسمية بوصفها خروج عن القواعد والقيم المتعارف عليها فوضعت قوانين عديدة للحد من ارتكاب الجرائم بما فيها الجرائم المنظمة والتي تقودها عصابات او دول لردعها عن ارتكابها , ويخضع أيضا القانون الذي طرحته الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول إلى إجماع عالمي .
ما حصل خلال الأيام الماضية في مدينة فولغا غراد الروسية يبعث على الاستنكار الشديد ويؤكد على عدم التزام دول ورجالات سياسه ورجالات دين بالقوانين الدولية
وقد شاهدنا خلال الأعوام المنصرمة كيف لدول فاعلة في الهيئات الدولية فتحت ذراعيها للمجموعات الإرهابية ودعمتها بكل ما هو متناقض مع القوانين والأنظمة المتفق عليها عالميا .
هنا أريد أن أتساءل ما هو المانع من دولة عظمى مثل روسيا أن تتخذ إجرأت حاسمة بحق هؤلاء المحرضين والداعمين للإرهابيين مثلما تفعل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى وخصوصا أن العديد من التصريحات التي صدرت عن زعماء دول ووزراء ومرجعيات دينية منذ فترة هددت فيها روسيا الاتحادية مباشرة من خلال وسائل الإعلام او من خلال التهديد المباشر بنقل الصراع إلى الداخل الروسي وتوعدوها بتفجيرات وعمليات إرهابية بسبب الموقف الروسي الداعم لدول ترفض الانصياع للهيمنة الاستعمارية , وها هم قد نفذوا وعودهم و تهديداتهم كما حصل في مدينة فولغا غراد من تفجيرات ثلاثة خلال شهر واحد مما أدى بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء وكانوا قد استهدفوا أيضا في افغازيا قاعدة عسكرية والذي ذهب ضحيتها عد من الجنود الروس .
لو كنت صاحب قرار مثل الرئيس الروسي بوتين لطلبت تسليم من صدرت عنهم التهديدات وممن تتفاخروا بدعمهم للإرهابيين وجلبهم لمحاكمتهم في روسيا ووضعهم في سجون سبيريا على الأعمال الإرهابية التي نفذت ضد الشعب الروسي وضد الشعوب الأخرى فكل خيوط الجريمة التي ارتكبوها أصبحت دلائلها واضحة فهم مدانين قضائيا وإنسانيا ويجب محاكمتهم وعدم تركهم والاكتفاء بعزل بعضهم عن منصبه او نقلهم للمحاكم الدولية المختصة بمجرمي الحرب وكنت أتمنى كلما تم تفجير ان تدك عواصم داعمي هؤلاء الإرهابيين لأنه إذا توقف الدعم لن تجد إرهابي واحد على قيد الحياة ,نقدر موقف الروس وغيرهم من الدول الشريفة التي تمتنع عن مهاجمة هؤلاء إكراما لشعوبها لكن على شعوبها أن تنهض وتتخلص من هذه الزمر التي تلعب دورا قذرا وتساهم في قتل الناس الأبرياء .
ستالين غراد الاسم القديم لمدينة فولغا غراد والتي تحطم على أبوابها الحلم النازي فقد انهزم الجيش الألماني واستسلم بعد الصمود التاريخي الذي سطره أهلها فهل نحن ألان مع موعد للان يسطر أهلها من جديد أسطورة في الخلاص من الإرهابيين وداعميهم .