زاد الاردن الاخباري -
صادقت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل على استقبال عدد محدود من السجناء العرب المحتجزين في قاعدة غوانتانامو الامريكية في كوبا لتنهي بذلك جدلا حادا استمر لاشهر طويلة بين أوساط الساسة الالمان المعارضين والمؤيدين لهذه الخطوة، وذلك رغم معارضة ساسة من التحالف الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي اليه ميركل.
وذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية في تقرير تنشره في عددها اليوم الاثنين أن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير يدرس مع ولايتي هامبورج وبراندنبورج إجراءات لإعادة تأهيل المعتقلين ومساعدتهم للاندماج مجددا في الحياة اليومية بعد قضائهم سنوات عديدة في السجن.
وتم تقديم ملفي المعتقلين الى وزارة الخارجية، لكن الاخيرة رأت ان المعلومات الواردة فيهما لا تكفي لتحديد ما اذا كان هذان المعتقلان يمثلان خطرا في حال استقبالهما في المانيا.
مجلة فوكوس الألمانية أكدت بدورها الخبر حيث قالت إن المستشارة الألمانية أبدت استعدادها لاستقبال عدد من معتقلي غوانتانامو.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن كانت الحكومة الألمانية قد رفضت العام الماضي تلبية مطالب أمريكية بهذا الخصوص.
وأوردت المجلة أن وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير قال في اجتماع عقد هذا الشهر في برلين مع مسؤولين من الحزب المسيحي الديمقراطي إن المستشارة ميركل تأمل "في تقديم مساعدة إلى الأمريكيين".
وهذا يعني أنه يتعين على ألمانيا استقبال واحد على الأقل من ثلاثة معتقلين اقترحتهم الولايات المتحدة، حسبما ذكرت المجلة.
ونشرت صحيفة دي فيلت الالمانية بأن من ضمن المعتقلون المرشح استقبالهم في ألمانيا ، السوري محمود سالم العلي والفلسطيني محمد عبد الله طه مطاعن والأردني أحمد محمد الشرفا. حيث قالت الصحيفة انه من نشطاء حماس وتلقى تدريبا مكثفا على السلاح في أفغانستان ومن النقاط التي لم تتضح بعد، ما إذا كان سيسمح للشرفا بإحضار زوجته وطفله المقيمين في السعودية معه إلى ألمانيا، حال الموافقة على استقباله. وجاء في تقرير الصحيفة أن المشروع يتضمن توفير فرص تعليم، وعمل للمعتقلين السابقين عقب استقبالهم في ألمانيا.
يذكر أن دي ميزير، الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل، اتفق من قبل مع وزيري داخلية ولايتي هامبورج وبراندنبورج على أن تستقبل كل ولاية منهما معتقلا من غوانتانامو.
ولاقت خطط دي ميزير معارضة شديدة من وزراء داخلية ولايات يقودها التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) ، حيث رفض وزيرا داخلية ولايتي سكسونيا السفلى وبافاريا استقبال معتقلين من غوانتانامو ، وطالبا خلال مؤتمر وزراء الداخلية ، الذي اختتمت فعالياته أمس الجمعة ، الحكومة الاتحادية برفض طلب الولايات المتحدة بهذا الشأن طالما أن الحكومة الأمريكية غير مستعدة للسماح لهؤلاء المعتقلين بدخول أراضيها. وفي حزيران/يونيو رفضت برلين استقبال معتقلين اثنين سابقين بعد ان رفضت طلبا يقضي بان تأخذ على عاتقها صينيين من اقلية الايغور المسلمة.
ولدى تسلم مهامه، حدد الرئيس الامريكي باراك اوباما كانون الثاني/يناير 2010 موعدا نهائيا لاقفال معتقل غوانتانامو المثير للجدل، لكنه تراجع عن هذا الاستحقاق فيما بعد، بعد معارضة برلمانية انطلقت ضد مخططه وكانت الولايات المتحدة قد أكدت بأنها تبذل جهودا لافراغ هذا السجن الذي فتح في 2002، من نزلائه، ولا يزال في مركز الاحتجاز 181 معتقلا مقابل 240 اثناء تولي اوباما مهامه في بداية 2009.
القدس العربي