زاد الاردن الاخباري -
أكد الجيش الاسرائيلي يوم الثلاثاء ارتكاب أخطاء كبيرة في عملية الصعود على متن سفينة مساعدات متجهة الى غزة والتي أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء دوليين معللا ذلك بورود معلومات خاطئة واستخدام معدات خاطئة واتباع تكتيكات خاطئة.
وعلى الرغم من أن الاسرائيليين وقفوا وراء منفذي العملية في وجه الغضب الاجنبي فان الاتهامات التي وجهت على المستوى المحلي مثل " الاخفاق" و"الفشل الذريع" هيمنت على عناوين الصحف وأشارت الى تراجع في الثقة مما أعاد الى الاذهان الانتكاسات التي واكبت حرب لبنان عام 2006.
ودعا معلق اسرائيلي الى عزل وزير الدفاع ايهود باراك. وتعهد أعضاء في الحكومة باجراء تحقيق ولكن اصرارهم على أن استفزازات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين هي التي أدت الى اراقة دماء وجد من يؤيده بين الجمهور الاسرائيلي المتحفز.
وأشارت القوات الخاصة البحرية التي نفذت العملية الى مشاكل في المعلومات الواردة.
وقال قائد المجموعة التي صعدت على السفينة وهو ليفتنانت بحري طلب عدم الافصاح عن اسمه أثناء مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي "لم نكن نتوقع مثل هذه المقاومة من نشطاء المجموعة لاننا كنا نتحدث عن جماعة للمساعدة الانسانية."
وأضاف "كانت النتيجة مختلفة عما كنا نعتقده ولكن ينبغي أن أقول أن السبب الرئيسي في ذلك هو السلوك غير الملائم من جانب من واجهناهم."
وعلى الرغم من الحظر الذي فرضته الشرطة الاسرائيلية على نشطاء السفينة مافي مرمرة من اذاعة افادات مضادة فقد أظهرت لقطات مصورة لاحد الركاب اثنين من الجنود يتعرضان للضرب بالهراوات والطعن لدى نزولهما الى السفينة.
كما أصدر الجيش الاسرائيلي لقطات التقطت بكاميرات للرؤية الليلية لبضعة أفراد من القوات الخاصة يتعاركون مع نحو 30 نشطا.
وأثارت اللقطات حالة غير معلنة من عدم التصديق والعار في اسرائيل. فالمقاتلون الذين لهم سمعة بتحقيق انجازات في البحر بدوا عند صعودهم للسفينة التركية غير مؤهلين لهذا العمل وبدا عددهم قليلا في مواجهة النشطاء الذين كادوا يتغلبون عليهم على الرغم من أنهم أفضل تسليحا.
وحمل جيسون ألدريك خبير المواجهات العسكرية البحرية في معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية قوات البحرية مسؤولية عدم السيطرة على السفينة بصورة أكثر فاعلية.
وقال "النجاح يبدأ بالتخطيط ومن خلال المعلومات الدقيقة.. لقد صعدوا على مثل هذه السفن من قبل.. هذه المرة لم يتحركوا بالقوة الكافية وبالسرعة الكافية وبأعداد كافية من أجل السيطرة الكاسحة" على السفينة.
وحمل بعض الجنود بنادق تطلق كرات طلاء وهي غير فتاكة وتحدث اصابات وتستخدم للرد على الهجمات ووصم المشتبه بهم من أجل اعتقالهم في وقت لاحق. كما ارتدى الجنود أقنعة واقية من الغاز وسترات نجاة.
وقال اللفتنانت جنرال جابي أشكنازي قائد القوات المسلحة الاسرائيلية للصحفيين "من الواضح أن معدات تفريق الحشود التي زودوا بها لم تكن كافية."
ولم يكن من الممكن الغاء العملية بعد أن اشتبك أول جنود اسرائيليين مع النشطاء وبدا ضعفهم على الرغم من أن البحرية قالت ان بعض أفراد القوات الخاصة اختاروا الفرار من خلال القفز من السفينة.
وقالت اسرائيل ان سبعة من أفراد قوات البحرية أصيبوا. وجاءت اصابة أحدهم بعدما ألقاه أحد النشطاء فوق سياج معدني وأصيب اثنان بطلقات نارية قد تكون انطلقت من البنادق التي خطفت منهما.
وأضاف اللفتنانت البحري "غير عدد من المقاتلين الذين فهموا الوضع والتهديد على حياتهم من خطتهم واستخدموا الذخيرة الحية بمجرد انزالهم."
وتساءل بعض الخبراء عما اذا كان بمقدور وحدة لمكافحة الشغب تابعة للشرطة التعامل مع المقاومة بأقل قدر من اراقة الدماء.
ولكن مسؤولا دفاعيا اسرائيليا قال ان رجال البحرية وحدهم هم القادرون على السيطرة على السفن في العملية التي وقعت على بعد 120 كيلومترا في مياه البحر. ونفذوها في جنح الليل لمفاجأة النشطاء وحرمان الصحفيين من التقاط صور مذهلة.
وتجاهل ماتان فيلناي نائب باراك مطلب صحيفة يديعوت أحرنوت باستقالة وزير الدفاع. ولمح الى أن اسرائيل استنفدت الوسائل السرية لوقف السفينة التركية والسفن الخمس الاخرى في القافلة التي أبحرت بقصد التوجه الى غزة في تحد للحصار الاسرائيلي للقطاع.
وقال "كل شيء أخذ في الحسبان.. لا أريد أن أشرح أكثر من ذلك.. لانه في الحقيقة كان من المعتزم أن يكون هناك ما يصل الى عشر سفن." في تلميح الى شائعات بأن بعض السفن تعرضت لتخريب.
وفي عام 1988 وقع انفجار في هيكل سفينة كانت ستقل لاجئين فلسطينيين الى اسرائيل بينما كانت راسية في قبرص. ولم تعلق اسرائيل قط على اتهامات بأنها وراء ذلك التفجير.
واشار ألون بن دافيد مراسل الشؤون العسكرية في تلفزيون القناة العاشرة الاسرائيلي الى أن اللقطات المصورة تظهر فيما يبدو أن رجال القوات الخاصة أحبطوا محاولة من جانب النشطاء لربط أحد الحبال بالسفينة مما يهدد الهليكوبتر التي كانت تجري انزالا للجنود على ظهر السفينة.
وأضاف "نتيجة ذلك العمل كانت ستكون أسوأ بكثير."
من دان وليامز