هل انتهت عاصفة التوجيهي عندنا بدون تبعات وارتدادات , هل انتهت ألازمه المرافقة لها , لقد أسميتها في مقال سابق( ثوره الغش) وكيف يمكن معالجه هذه المشكلة , كيف يمكن إصلاح المزاج العام المدافع عن الغش بالامتحانات , اقتحامات للقاعات , وضرب للمعلمين المشرفين واحتكاكات مع الأمن .....شغب وتكسير للممتلكات العامة وخاصة المدارس .
من أين أتتنا هذه الثقافة والعادات الجديدة الغريبة عن مجتمعنا ......المطالبة بالسماح بالغش العلني .... تلك هي المصيبة ....وعذر بعض المدافعين عن هذا هي المطالبة بالمسواه بالغش .....أي تحقيق العدالة بين الغشاشين ....لأنهم يشكون( الشك ) أن بعض المناطق والقاعات يسمح بها الغش .
هذه الظاهرة هي مرض أصاب المجتمع, ويجب البحث عن أسبابه, ومعالجتها..واعتقد أن الفساد والفاسدين كانوا هم من أهم أسبابه..... فالكثير من الفاسدين والغشاشين لا تتم محاسبتهم .....فيصبح فسادهم قدوه..... وقانون الصوت الواحد كان كذلك ....وشراء الأصوات الانتخابية والفوز بها هي من يشجع على أن الغش أهم وسيله للفوز والنجاح......
وغياب الوازع الديني والأخلاقي هو كذلك سبب لا يمكن تجاهله.
كنت مع المراقبين في البادية الشمالية الغربية في مدينه الخالديه مدرسه فاطمة الزهراء الثانوية برفقه الزميلين الفاضلين الطيبين الأخت خديجة السخني والأخ الدكتور محمد الهروش . وقد كانا مثالا رائعا للمربي الإنسان وحسن الاداره والتنظيم والقيادة ..... ولقد تشرفت بمعرفتهما أصدقاء أعزاء .... ولم تشهد قاعتنا أية مشاكل ولم تحرم أي طالبه من الامتحانات ......وأعجبني أيضا المجتمع المحلي حيث لم نشهد أي متطفل أو متفرج أو فضولي بالقرب من المدرسة طيلة فتره الامتحانات ....ولا احد اقترب من المدرسة بتاتا....وكانت الطالبات بمنتهى الأدب والطاعة والالتزام بالا نظمه والقوانين ....ويتمتعن بتربيه ممتازة ....يسودها الخجل والأدب والاحترام.....كانت القاعة مريحة ونموذجيه بكل المقاييس, ولا يفوتني أن اشكر مدير التربية والتعليم والمدير الفني والمدير الإداري ورئيس قسم الامتحانات بالمديرية من خلال تعاملنا معهم حين التواجد بالمديرية آو خلال زياراتهم الميدانية لنا...... حيث تبين لنا دماثة أخلاقهم من حسن تعاملهم معنا جميعا وكانوا جميعا مثالا للإداري الفذ والقائد الناجح......
وأخاطب أهالي الطلبة بأن لا يشجعوا أبنائهم على الغش بالامتحانات.....لأن ذلك يزرع به هذه العادة القبيحة ويصبح يعتمد عليها في مستقبل أيامه فيغش نفسه أولا....ثم يصبح مواطنا فاشلا يعتمد طوال حياته على هذه الوسيلة حتى انه سيغش بعمله وربما ستكون هذه الوسيلة سببا لانحرافه وتدميره مستقبلا ؟.
وأخر كلامي يجب على الدولة الأردنية أن تسعى لإصلاح الخلل الاجتماعي والتربوي الذي يتسبب بهذه الظاهرة المعيبة.....وليس العنف هو الحل ....وليس الحرمان من الامتحانات حلا مناسبا .....بل يجب مراجعه حالات الحرمان كلها.....وخاصة الحرمان سنه كاملة....وتخفيضها إلى النصف أي فصل واحد فقط.....فهؤلاء أبنائنا...ويجب أن نترفق بهم....وان لا نعاقبهم بهذه العقوبة القاسية, فهم ليسوا مجرمين......فقد تعلموا من التجربة ....وهذا يكفي .
واقترح أن تصبح امتحانات التوجيهي اليكترونية كما هي امتحانات ICDL.....وتكون المراقبة بالكاميرات, تستطيع الوزارة أن تستحدث مراكز لذلك, تكون محمية ويكون التقديم للتوجيهي على مدار العام....أي يحجز الطالب المادة التي يريد أن يمتحن بها ثم يتقدم للامتحان بالوقت المقرر له......وتحسب نتيجته بعد أن يستكمل كامل امتحاناته.
اللهم احمي هذا البلد الصامد المرابط من كل مكروه, واحمي إنسانه الذي هو أغلى ما نملك من كل شيء ضار, انك على كل شيء قدير