الكل منا يتمنى بان يفضي مؤتمر جنيف إلى تحقيق سلام في سوريا وان يتوقف القتال الدائر وسفك الدماء وان يتوقف الدعم للمسلحين وان يعودوا من حيث اتو لكي يتسنى للدولة فرض سيطرتها على كامل التراب السوري وإعادة الأمن والأمان لسابق عهده وان تصل المساعدات بأسرع وقت للمدنيين الذين هم من دفعوا أثمانا باهظة من حياتهم ودمائهم .
افتتح المؤتمر والكل في جعبته خطابه الذي يسعى لتحقيقه باستثناء المعارضة السورية بكل أطيافها التي لم يكن لها حضور بتاتا والتي كان حراكها سلميا ومازال وطالبت منذ البداية لإيجاد حوار بين كل أطياف المجتمع السوري المتعدد القوميات والطوائف لتوصل الى حل سلمي يضمن وحدة الأراضي السورية والثوابت الشعبية التي تؤمن بالعيش المشترك كما رفضت اي تدخل خارجي لازمتهم الداخلية لكن تدخل الدول الإقليمية والعالمية ابعد الغايات الحقيقية للمعارضة السلمية واختلطت الأوراق فكان مصيرها الاستبعاد وعدم تمثيلها في جنيف عقابا لها من الدول الداعمة للمسلحين بعدم انخراطهم في مشروعهم الهادف إلى تدمير سوريا
استبعدت إيران أيضا التي عملت جاهدة منذ بداية الأزمة إلى إيجاد حل سلمي بين المعارضة والنظام وعقدت العديد من الاجتماعات لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف وأدى هذا الجهد إلى التوصل لخطة عمل لإنهاء الصراع فكان مصيرها الاستبعاد
وكلما تعمقنا أكثر نكتشف ونتأكد بان ما يدور في سوريا هدفه الحفاظ على ديمومة الكيان الصهيوني وضرب المحور المقاوم الذي تقوده إيران فان مواقفها النبيلة إتجاه قضيانا لم يستطع الغرب الداعم لهذا الكيان الغاصب خلال ثلاثين عام بعد انتصار الثورة ان يغير شيئا من ثوابتهم فعندما اسقط نظام الشاه العميل ترك البلاد والعباد وبقي الإيرانيون في بلادهم كما هم على مذهبهم ولم تستورد الثورة بعد انتصارها شعبا من جزر الواق واق الفرق بين النظامين المخلوع تابع ومصطنع من قبل المستعمر والمنتصر يؤمن بحرية الشعوب في تقرير مصيرها ويساند كل حركات التحرر في العالم فمن اجل تلك الثوابت الثورية يدفعون ثمن مواقفهم وإلا فلماذا كل هذا العداء - لأنهم منذ انتصارهم وضعوا نصب أعينهم انه لا بقاء لإسرائيل في منطقتنا فمن هنا أصبحت صديقة الأمس عدوة اليوم .
حضر الجربة كممثل للمعارضة او(الائتلاف) المهم انه حضر بأوامر من يتبعهم وليس مهما ان كان يمثل فئة من الشعب السوري ام لا فقد استقال غالبية الائتلاف ولم يبقى من يمثلهم سوى عدد من الذين مازالت تدعمهم دول الخليج التي تقوم بالدور الأكبر في محاربة النظام السوري بالإنابة عن أعداء الأمة ولان المعارضة الحقيقية في سوريا لم تحمل السلاح ولم ترتمي في أحضان الداعمين فلن يستطع الجربة وغيره بان يفرض عليهم ما سيتفقون عليه ان حصل ذلك .
السوريون المعارضون ليسو بحاجة للمشاركة في جنيف فلديهم المتسع من القاعات والفنادق لحوارهم مع النظام وشعورهم وهم يتحاورون في قلب عاصمتهم التاريخية يجعلهم أكثر حرصا على مصالح بلادهم فعليهم سرعة الإعلان عن لجنة حوار وطني تضم كل أطياف المعارضة تزامنا مع أللقاء الذي يعقده النظام مع المتسول والحاقد والمتآمر والآمر
لك الله وشعبك اللذان لن يخذلانك سوريا