زاد الاردن الاخباري -
بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى العاصمة الأميركية واشنطن، سلسلة من اللقاءات مع قيادات وأعضاء الكونجرس الأميركي، ركزت على التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، وعلاقات التعاون الاستراتيجية الأردنية الأميركية وسبل تعزيزها، خصوصا ما يتصل بآفاق دعم الأردن في مواجهة مختلف التحديات، لا سيما الاقتصادية منها.
فقد التقى جلالة الملك رئيسة اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية في لجنة المخصصات في مجلس النواب الأميركي، كي جرانجر، وأعضاء اللجنة، إضافة إلى لقاء زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الاميركي، نانسي بيلوسي، وعدد من قيادات النواب الديمقراطيين.
وأكد جلالته، خلال اللقاءين المنفصلين، أهمية دور مجلس النواب الأميركي في دعم مساعي تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وفقا لحل الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وضمان الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى أساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وشدد جلالة الملك على أن المصالح الأردنية العليا تقع في مقدمة الأولويات عند الحديث عن قضايا الوضع النهائي.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، بحث جلالته مستجدات الأزمة وتأثيراتها على دول الجوار، خصوصا فيما يتصل بتدفق أعداد متزايدة من اللاجئين إلى هذه الدول، ومن بينها الأردن، الذي يستضيف العدد الأكبر على أراضيه، ويتحمل تبعات تفوق قدراته وتضغط على موارده المحدودة، ما يتطلب من المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لدعم المملكة.
كما بحث جلالته سبل مساعدة مجلس النواب الأميركي بمختلف قياداته ولجانه للأردن في التعامل مع التحديات الاقتصادية التي يواجهها، خصوصا تلك المرتبطة بتحديات الطاقة والتنمية، وبملف اللاجئين السوريين وتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية لهم، والضغط الكبير الذي يشكله هذا الأمر على المجتمعات المحلية المضيفة، وعلى قطاعات المياه والطاقة والنقل والتعليم والخدمات والبنية التحتية.
وأشار جلالته، خلال اللقاءين، إلى ما تحقق حتى الأن من إنجازات إصلاحية في مختلف مجالات الحياة الأردنية، والتي ساهمت في تعزيز النهج الديمقراطي وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار.
وأكد جلالة الملك حرص الأردن على المضي قدما في مسيرة الاصلاح الشامل ضمن مسار متدرج وثابت ومتوازن يضمن تحقيق تطلعات الأردنيين والأردنيات في مستقبل أفضل.
وجرى خلال اللقاءين تناول أوجه علاقات الصداقة المتميزة بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية، ودور مجلس النواب الأميركي في تعميقها والنهوض بها.
وعبر جلالته عن شكره لمجلس النواب الأميركي، بمختلف قياداته ولجانه، على دعمه لزيادة المساعدات الأميركية للأردن، والسياسات المساندة للمملكة وقضاياها في دوائر صنع القرار الأمريكي.
من جانبهم، أكدت قيادات وأعضاء مجلس النواب الأميركي، ممن التقاهم جلالة الملك، تقديرهم لدور الأردن الأساسي، بقيادة جلالته، في دعم جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وحرصهم على مساندة المملكة في مواجهة التحديات الاقتصادية، خصوصا تلك التي يفرضها التدفق المستمر للاجئين السوريين إلى أراضيها، وبما يمكنها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإغاثية الإنسانية لهم.
كما عبروا عن تفهمهم للصعوبات الاقتصادية التي تواجه الأردن، وسبل التخفيف منها بالتعاون مع مختلف دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة والعالم.
وأعربت القيادات أيضا عن تثمينهم لجهود الأردن في محاربة التطرف، مشيدين بالمؤتمرات التي عقدت في المملكة أخيرا لنبذ العنف الطائفي، وتعزيز قيم العيش المشترك والتآخي والتفاهم بين الأديان.
وأكدوا إعجابهم بالرؤية التي يتمتع بها جلالة الملك وتقيمه الدقيق للأوضاع في الشرق الأوسط، وحرصهم على إدامة التنسيق والتشاور مع جلالته والاستماع إلى أرائه حيال التطورات التي تشهدها المنطقة.
وحضر اللقاءين رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.
ويواصل جلالته اللقاءات غدا في الكونغرس الأميركي ولجانه، بشقيه النواب والشيوخ، لشرح الموقف الأردني حيال الوضع في الشرق الأوسط، والتحديات الاقتصادية التي يواجهها، ووضع المصالح الأردنية في أولويات صنع القرار الأميركي.
وقال عضو الكونغرس آدم شيف، الذي حضر اللقاءين، "ناقشنا مع جلالة الملك العلاقات الثنائية والتحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، واستضافة المملكة للاجئين السوريين، ونؤكد هنا أن الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يمكن للمساعدة في هذا المجال".
وأعرب، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عن تقديره للجهود التي يبذلها الأردن لاستقبال اللاجئين السوريين وتوفير المتطلبات الأساسية لهم، وقال "نشكر الشعب الأردني على هذه الاستضافة، ونتطلع إلى ما يمكن ان نسهم به لمساعدة المملكة في هذا الشأن، لاسيما وأن الأردن يواجه تحديات أخرى، أهمها ما يتصل بالوضع الاقتصادي".
وأكد شيف إدراك الكونجرس وتفهمه للضغوطات التي وضعها استقبال اللاجئين السوريين على الاقتصاد الأردني، مشددا على أهمية دعم الأردن لضمان الاستقرار الاقتصادي ومساعدته في تحمل أعباء اللاجئين السوريين.
ووصف السناتور الأميركي الأردن "بجزيرة أمن في منطقة مضطربة، مما يحتم علينا مواصلة دعمه اقتصاديا وبكل السبل لضمان المحافظة على هذا الاستقرار".
بترا