زاد الاردن الاخباري -
تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم، رسالة جوابية من رئيس اللجنة الملكية لتقييم العمل ومتابعة إنجاز الخطة التنفيذية لميثاق منظومة النزاهة الوطنية الدكتور رجائي المعشر، وأكد فيها أن تشكيل اللجنة يشكل خطوة نوعية في استكمال نهج وأدوات منظومة النزاهة الوطنية.
وقال الدكتور المعشر، في الرسالة، إن اللجنة ستعمل على وضع خطة متابعة دورية لعملها مع جميع السلطات والمؤسسات الوطنية، التي تتحمل مسؤولية التعاون والتنسيق المستمر فيما بينها، لتبني ميثاق النزاهة، كوثيقة مرجعية يلتزم بها الجميع.
وأشار إلى أن اللجنة ستقوم بترجمة خطة الميثاق التنفيذية على أرض الواقع، ووضعها موضع التنفيذ، ضمن إطار زمني محدد، بما يكفل الانتقال المؤسسي إلى تفعيل مبادئ النزاهة والشفافية والعدالة وحسن الأداء والمساءلة ومكافحة الفساد، وصون المال العام والحفاظ على المصالح العامة.
وأكد أن اللجنة ستواصل التشاور والتواصل والحوار مع جميع مؤسسات المجتمع المدني، بما فيها الأحزاب والنقابات والفعاليات والمواطنين، لاستقبال الرؤى والأفكار والمقترحات لتطبيق المبادئ الأساسية للنزاهة والمعايير الأخلاقية الناظمة للعمل في القطاعين العام والخاص.
وتاليا نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، فيسعدني أن أرفع إلى مقامكم السامي، أطيب تحيات الولاء الصادق، المقترن بالاعتزاز بقيادتكم، وتجديد العهد بالعمل الجاد الدؤوب الملتزم بتوجيهات جلالتكم في خدمة وطننا وشعبنا، وأما بعد، فإنه لمن دواعي الشرف أن أحظى، مرة أخرى، بثقة جلالتكم في متابعة العمل في موقع أعرف أنه يقع في صميم رؤيتكم لمستقبل الأردن الحبيب، وإنني إذ أشعر بالفخر لتكليفكم لي برئاسة اللجنة الملكية لتقييم العمل ومتابعة الإنجاز فيما يخص الخطة التنفيذية لميثاق منظومة النزاهة الوطنية، فإنني أتحسس عظم المسؤولية الملقاة على عاتقي وأعضاء اللجنة، ونعاهدكم بأن نكون أهلا لثقة جلالتكم، في الصدقية والمثابرة ودقة الإنجاز، معتبرين رسالتكم السامية إلى اللجنة، وثيقة لعملها وجزءا من ميثاقها.
لقد شهد بلدنا، يا مولاي، وعلى مدار العقد الماضي، نشاطا حثيثا من أجل تطوير المنظومة الأردنية للنزاهة الوطنية، باعتبارها ضرورة قيمية بحد ذاتها، كما باعتبارها واحدة من أهم ركائز العملية الإصلاحية. وكان الأردن من أوائل الدول التي صادقت على المعاهدة الدولية لمحاربة الفساد، ثم استضاف أول مؤتمر دولي للمشاركين فيها، وراجع قوانينه ذات الصلة، وأصدر قوانين مكملة لها، وأسس العديد من الهيئات المستقلة المعنية، ساعيا إلى الوصول إلى أفضل الممارسات في هذا المجال، البالغ الأهمية لحياة الدولة وحيويتها وازدهارها، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
وتأتي توجيهاتكم السامية، مولاي المعظم، بتشكيل اللجنة الملكية للتقييم والمتابعة، خطوة جديدة نوعية في تجاه استكمال نهج وأدوات منظومة النزاهة الوطنية، في سياق ما تهدفون إليه، سيدي، من إعلاء صرح دولة النهج الديمقراطي وقيم العدالة واحترام حقوق المواطنين وصون الحريات وترسيخ مبادئ النزاهة وسواها من ركائز الحاكمية الرشيدة.
وانطلاقا من تقاليد القيادة الهاشمية في البناء التراكمي للإنجازات، نؤكد، لمقامكم السامي، يا مولاي، أننا سنبني على الإنجاز الذي حققته اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية. وهي التي رسخت، بفضل توجهاتكم السامية نهجا أردنيا فريدا في التعامل مع التحديات، فكان ميثاق النزاهة الوطنية، ثمرة جهد وطني جماعي مميز، شاركت أطياف المجتمع الأردني في بلورته، بروح الفريق الواحد، وبحس المسؤولية الوطنية العالية.
أما في هذه المرحلة الجديدة، فلا بد أن ننتقل من التوافق إلى الالتزام والعمل. ولسوف نبادر إلى وضع خطة متابعة دورية لعمل اللجنة، مع جميع السلطات والمؤسسات الوطنية، التي تتحمل، منفردة ومجتمعة، مسؤولية التعاون الكامل والتنسيق المستمر فيما بينها، لتبني ميثاق النزاهة، كوثيقة مرجعية يلتزم بها الجميع، والقيام بترجمة خطة الميثاق التنفيذية على أرض الواقع، ووضعها، موضع التنفيذ، ضمن الإطار الزمني المحدد، بما يكفل الانتقال المؤسسي إلى تفعيل مبادئ النزاهة والشفافية والعدالة وحسن الأداء والمساءلة ومكافحة الفساد، وصون المال العام والحفاظ على المصالح العامة.
هذا، وسوف تواصل اللجنة نهج التشاور والتواصل والحوار مع جميع مؤسسات المجتمع المدني، بما فيها الأحزاب والنقابات والنوادي والروابط والفعاليات والمواطنين، لاستقبال الرؤى والأفكار والمقترحات لتطبيق المبادئ الأساسية للنزاهة والمعايير الأخلاقية الناظمة للعمل في القطاعين العام والخاص.
سيدي صاحب الجلالة، أكرر، باسمي وباسم أعضاء اللجنة، الاعتزاز بثقتكم الغالية، وأسأل الله، جلت قدرته، أن يحفظ وطننا آمنا مستقرا بقيادة جلالتكم الشجاعة، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم، ويلهمكم السداد والرشاد، لتحقيق ما فيه الخير لشعبنا ووطننا وأمتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
المخلص رجائي المعشر