زاد الاردن الاخباري -
رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم الأربعاء، الاحتفال الذي أقامته المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء بيوم الوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت.
وخصص الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام تخليدا لبطولات وتضحيات الجيش العربي التي خاضها في حرب عام 1948 دفاعا عن القدس الشريف، واستذكارا لشهداء الجيش العربي الابرار الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين.
وبهذه المناسبة اوعز جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة، إلى رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن باتخاذ جميع الاجراءات القانونية لإعفاء كل من اقتربت احقيته للحصول على قرض الاسكان العسكري من الضباط وضباط الصف والافراد العاملين والمتقاعدين من شرط وجود عقار او ارض للرهن مقابل حصوله على القرض العسكري، حيث كان يتعذر على الكثير ممن يستحقونه توفير مثل هذا الشرط، ما سهل استكمال اجراءات الحصول على قرض الاسكان العسكري دون اية معيقات والاكتفاء بكفالة عدلية فقط.
كما اوعز جلالة الملك لرئيس الوزراء ورئيس هيئة الاركان المشتركة ومدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين للارتقاء بالخدمات المقدمة للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء والتوجه لإنشاء اندية خاصة بهم في مختلف المحافظات، لتكون ملتقى للحوار والانشطة الاجتماعية والثقافية المختلفة، تقديرا من جلالته لعطائهم المميز وتضحياتهم الجليلة، في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه الطهور.
واطلع جلالته على معرض لصور شهداء الجيش العربي في معركة 1948، وقادة الجيش، وصور جسدت بطولات وتضحيات الجيش العربي التي خاضها دفاعا عن ثرى الوطن والمقدسات في مدينة القدس الشريف، إضافة الى خرائط ووثائق بانوراما تظهر سير المعركة.
والقى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور كلمة خلال الحفل، الذي حضره سمو الأمير فيصل بن الحسين وسمو الأمير راشد بن الحسن وسمو الأمير رعد بن زيد كبير الامناء، قال فيها "نحتفل بيوم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، يوم الوفاء لهذه الكوكبة الرائعة من أبناء الوطن، نحتفل بهؤلاء الذين لا يغيبون، والذين يعيشون فينا رمزا للحياة والحرية والكرامة، رمزا للرجال العظام الذين ضحوا من أجل الوطن وحريته وعزته".
وتابع "انهم الرجال الذين ضحوا من أجلنا ومن أجل مستقبل أبنائنا، هؤلاء الذين يجسدون الصور الأجمل في تاريخ الوطن وحكاية حريته وكرامته وبناءه".
وأكد رئيس الوزراء أن الأردن غدا بتضحيات المتقاعدين والمحاربين القدامى نموذجا في الاستقرار والتقدم والازدهار، وقال إن الوطن ورفيقهم بالسلاح جلالة الملك" بادلهم حبا بحب ووفاء بوفاء، وهم الرديف الحقيقي للقوات المسلحة الأردنية الباسلة والأجهزة الامنية وهم في عيون القائد دوما".
ونوه بالمحاربين القدماء باعتبارهم "ركن من أركان الوطن، حاضرون دوما بتاريخهم المشرف وعطائهم العظيم، فقد بذلوا ويبذلون كل ما يستطيعون لخدمة وطنهم، وسيبقون القدوة التي نستنير بها ومن نبع خبرتها نستزيد، وها هو الوطن اليوم يحتفي بكم وبتضحياتكم في سبيله، وها أنتم كما عهدناكم نموذج للبذل والعطاء الذي يبعث الأمل في نفوسنا وأرواحنا بغد مشرق زاهر لوطننا الغالي".
وأكد رئيس الوزراء في كلمته أن جلالة الملك هو المدافع عن القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتا بهذا الصدد الى جولة جلالته الاخيرة التي شملت الولايات المتحدة الاميركية والمكسيك واجتماعاته التي عقدها مع قادة هذه الدول وشخصيات سياسية واقتصادية فيها.
وقال إن زيارة جلالة الملك الناجحة الأخيرة اعلى فيها جلالته صوت قضية فلسطين، وحمل جرح اهلها وشهدائها؛ فشهداء الأردن هم شهداء فلسطين.
وأضاف: "فأنت صوت الأمة في مشارق الأرض ومغاربها وفي شمالها وجنوبها في التعبير عن أمالها وآلامها."
وقال لقد أمرني جلالة الملك أن أتحدث باسمه وأحييكم "الحاضرين منكم والغائبين، ولأقول للأجيال التي ستأتي من بعد ستظلون حدقة العين ونورها ونبض القلب فبكم وبسببكم نحن هنا اعزة كرام كبار واقوياء في هذا البلد، بلد الاستقرار والهدوء والنماء والديمقراطية والاصلاح النموذج العربي الذي نعتز به".
من جانبه، قال مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين، اللواء الطيار المتقاعد محمود إرديسات، إن هذا اليوم يعتبر يوما وطنيا من كل عام، يكرم فيه ثلة من أبناء الوطن، التي أعطت وضحت ودافعت عن ترابه ضد الطامعين، وساهمت مع أبناء الأردن في مختلف مواقعهم في حماية مكتسباته وإنجازات، وما زالت وستبقى على العهد مواصلة العطاء لإعلاء صرح الوطن والحفاظ على استقراره وأمنه ومنجزاته.
وأضاف أن الجيش، الذي بناه الملك عبدالله المؤسس "حمل راية النهضة العربية الكبرى، وأبى إلا أن يكون شعاره الجيش العربي، مستذكرا يوم لبى نداء الاستغاثة من فلسطين، توأم أردننا جغرافيا وتاريخيا ونسبا، لتتوافد كتائبه عام 48 للدفاع عنها أرضا وشعبا، كما تسابق منتسبوه للدفاع عن درة فلسطين وقدسه خارج الأسوار وداخلها".
وأشار إرديسات إلى أن حفل هذا العام، وإن ركز على الشهداء والمصابين والمحاربين في حرب عام 48، إلا أن الاحتفال هو لكل المتقاعدين والمحاربين على امتداد الجيش العربي المديد ومعاركه المجيدة، فهم الذين دفعوا الغالي والنفيس للدفاع عن الوطن وكرامته.
وثمن دعم جلالة الملك المتواصل لمؤسسة المتقاعدين العسكريين، التي أرادها جلالته بيتا أردنيا لكل المتقاعدين العسكريين من أجل تقديم أفضل الخدمات لهم، كما ثمن المؤسسات الرسمية والشعبية على احتفالهم بيوم الوفاء الوطني في كل محافظات المملكة، تكريما لإخوانهم وأخواتهم.
وكان جلالة الملك وجه الحكومة في رسالة عام 2011 لإعلان الخامس عشر من شباط من كل عام يوما وطنيا للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدماء والمتقاعدين العسكريين.
والقى المقدم المتقاعد محمد السرحان قصيدة شعرية تغنى فيها ببطولات الجيش العربي في الدفاع عن ثرى الوطن وفلسطين، ومواقف الهاشميين تجاه القدس والمقدسات.
واشتمل الاحتفال على أوبريت تضمن عددا من اللوحات الاستعراضية، وفيلما وثق بطولات الجيش العربي وتضحياته على مدى العقود الماضية، خصوصا في حرب عام 1948، والتي دافع فيها عن حمى الوطن ومدينة القدس الشريف.
وتسلم جلالته هدية رمزية قدمها مدير عام المؤسسة باسم المتقاعدين عبارة عن مجسم لمدفع 25 رطلا الذي استخدم في حرب 1948، قبل ان يتشرف الحضور بالسلام على جلالة الملك.
وحضر الاحتفال: رئيس مجلس الاعيان، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من مستشاري جلالته، وعدد من الوزراء، والاعيان والنواب، ورئيس هيئة الاركان المشتركة، ومدراء الاجهزة الامنية، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.
يذكر ان المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، التي أنشئت عام 1974، تعنى برعاية شؤون المتقاعدين العسكريين وتوفير فرص عمل مناسبة لهم ولأبنائهم وبناتهم وبالتنسيق مع الجهات المعنية.
وبتوجيهات ملكية سامية، كرم الديوان الملكي الهاشمي ذوي شهداء حرب عام 1948 بحضور مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين، الذين اعربوا بدورهم عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الكريمة، وحرص جلالة الملك على التواصل الدائم معهم في مختلف المناسبات الوطنية.
بترا