أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأريعاء .. طقس حار نسبيا "أنا فاهم ومؤدب أكثر منك" .. نقاش حاد بين الشوبكي وعقل (فيديو) حماس:المقاومة ستقطع أي يد للاحتلال تحاول العبث بمصير الشعب الفلسطيني ماذا يفعل 1000 مواطن نيجيري في عجلون لاتخافوا على “البلد” فهي في عهدة “عيالنا” وفي عروقهم يمشي الأردن الأرصاد تحذر من طقس الأربعاء في بعض مناطق الأردن "لا يمكن تدميرها" .. تواصل الاعترافات الإسرائيلية بـ"غباء" فكرة القضاء على حماس المساعدات الأردنية للضفة وغزة قبل الحرب وصلت 271 مليون دينار الرواشدة: التعرفة المرتبطة بالزمن لم تطبق حتى الآن على المنازل غانتس: نستطيع إظلام لبنان بأيام لكننا سندفع ثمنا باهظا مسؤول حكومي: مشكلة نقص الدجاج بدأت بالتلاشي إسرائيل تتوقع إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالانت قريبا إلزام شركات الخدمات المالية بالحفاظ على السرية لحسابات عملائها شبيلات مديرا للنقل .. واستقالة حداد من البحوث الزراعية .. ونظام جديد لترخيص السواقين عبيدات: 70% من أبحاث الجامعة الأردنية منشور بمجلات عالمية مرموقة جنود الاحتلال: لن نعود إلى غزة حتى لو دفعنا ثمن موقفنا الهلال الأحمر الفلسطيني يثمّن جهود الأردن الإغاثية في تخفيف معاناة غزة روسيا تطالب إسرائيل بالتخلي عن العملية العسكرية في رفح مصدر إيراني: إسرائيل ستتلقى هجمات من جميع الجهات إذا دخلت بحرب مع حزب الله أميركا تفرض عقوبات جـديدة مرتبطة بإيران

حكومة التوجيهي

22-02-2014 10:39 PM

يُخطىء من يظنُ ولو للحظة أنَّ الإشارة إلى بعض السلبيات التي تظهرُ في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية عمل انتقامي أو ابتزازي يقوم به الصحفي لتحقيق غايةٍ ما أو منفعة شخصية علماً أنني لا أنفي وجود هذا السلوك عند قلةٍ قليلة ممن يسمون أنفسهم صحفيين ويدّعونَ أنهم رجال فكر وإعلام.
والصحافة والفكر منهم براء لأنَّ الصحافة أمانة ومسؤولية ومن يستغل مهنته في الإساءة للآخرين أو الكسب غير المشروع منهم يخون الأمانة ويشهد المجتمع على جريمته باغتيال ضميره ودفنه في مزابل التاريخ,
والإنسان بلا ضمير شجرةًَ يابسة لا يُرتجى منها ثمرٌ يستفاد منه ولا فيءٌ يتفيأ به ولا خضرة تسر الناظر وتبهج الخاطر أما الذين ينزهون أنفسهم عن الخطأ ويكيلون التهم على كلِّ من يكشف مخالفة في دوائرهم أو ينبهُ إلى مظلمة وقعت أو سرقةٍ حصلت أو رشوة أخذت أو تقاعس بعض الموظفين عن أداء واجبهم ..أو ...أو لا يختلفون كثيراً عن هذا المدّعي الذي يسخّر قلمه وفكره للأذية ويبيع شرف مهنته بثمن بخس, وهم أشبه بالأشواك الضارة في أرض خصبة كبروا واشتد عودهم بسبب قلة الحراثة والإهمال أو النسيان في بعض الحالات وهي نادرة, والغريب أنهم ألبسوا أنفسهم ثوب القداسة والعصمة وصدّقوا أنهم معصومون ومقدسون, على مبدأ 'كذب كذبة وصدقها وراحوا يصنفون الناس بحسب تصديقهم أو تكذيبهم لهم متناسين أنهم بشر وأنهم خطاؤون وأن من لايخطىء هو من لا يعمل وأن المكرمة تكمن في تصحيح الخطأ والاعتراف به والتراجع عنه وأن الفخر ليس في عدم السقوط وإنما في النهوض بعد كل سقوط, وأنَّ للناس أعيناً وألسنة وآذاناً وأن الشمس لا تخفى بغربال وأنًّ حالة التستر والتكتم التي يعيشونها لا تحجب الحقيقة مهما طال الزمن واشتد الحرص وأنه خير لنا أن نشكر من يدلنا على مكامن الضعف ونقاط القوة في عملنا ويبصرنا بما لا نستطيع أن نراه ونحن قابعون وراء مكاتبنا أو منشغلون بمصالحنا التي يجب أن لا تتعارض مع المصلحة العامة بل على العكس ينبغي أن تكون في خدمتها ولأجلها.‏
بالامس خرج علينا دوله النسور يقول 'ان نتائج امتحان الثانوية العامة دقت نواقيس الخطر بوجود اختلالات يجب مواجهتها ' فمجرد ان لا ينجح احد في 13 مدرسة في الاغوار وفي 25 مدرسة في البوادي يدل على قصور يجب التصدي له لضمان الارتقاء بمستوى التعليم والتعليم العالي والمحافظة على السمعة والانجازات التي حققها الاردن على هذا الصعيد .
وقال ' يجب ان تكون نتائج الثانوية العامة ماثلة امامنا ونحن نناقش التحديات التي تواجه مسيرة التعليم العالي لنستلهم منها العبر' مضيفا لم نجد الاثر الذي توقعناه في وسائل الاعلام والصحافة وحتى احاديث الناس في مجالسهم وما كان ينبغي ان نسمعه من صيحة فزع على مستوى التربية والتعليم بشان هذه النتائج .
واعرب النسور عن الامل في ان تخرج هذه الندوة التي يشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين باستراتيجية قابلة للتطبيق ومن خلال التعمق بالأمور وليس البحث في ظواهرها .
احترم دولتكم صراحتكم ورايكم وكم كنت اتمنى ان تضيف سطرا تقول فيه اليوم اعترف اننا فشلنا بادارة الامتحان بتميز وانعلينا ان نعاقب لانتثيب وان نستجوب لانشيد بانجاز فالانجاز يلتصق بالتغيير في سياستنا التعليميه بمجملها مثلما نقدر ونشكر لدولته نقل الامتحان من السجون لقاعات الجامعات

لقد حظي امتحان شهادة الثانوية العامه بمتابعة إعلامية مكثفة، وقد تزامن ذلك مع وجود وزير غير مبال بما يقال ومايكتب معتقدا انه حقق ما وعد به الا وهو تنفيذ ماخطط له بفراشه السعيد والحفاظ على كرسيه لفترة اطول . وقد حمل لواء الحرب على الغش والحقيقة شنها على ابناء الوطن ومستقبلهم ورغباتهم وطموحهم ظانا انه شنها على الامتحانات،الثانوية غير ملتفت لتراكم السلبيات ولمشوار طويل نجا من نجا وووقع من وقع فأدخل الشرطة لاول مرة إلى الى قاعات الامتحان التي تحولت الى سجون والسجون كانت امن واسلم ، ومنع إدخال الهواتف المحمولة إلى مراكز الامتحانات,واتبع اساليب قمعيه وحول من حول للقضاء وسجن من سجن وحرم من حرم .
خرج الينا الفارس المغوار ليقول نجحت بضبط الامتحان وطبل له من طبل وزمر من زمر البعض شد على يديه لان الفرفور او الفرفوره ضبطوا حال ابنائهم ونجوا من المصايد ولابد من التذكير بالحكمة التحريضية «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان»
نعم اعلنها صريحه وزير التربية انه نجح في منع الغش والسيطرة على الامتحان والاجدر ان يعلن عن حرمان وطرد الالاف من الامتحان دون التفات للماسي التي خلفها هذا الوضع واذاع بانه نجح بالحد اومنع تسريب أسئلة الاختبارات
وكلنا يعرف ان من يُضبط في حالة غش لا يعتبر نفسه على خطأ، بل يلوم من ضبطه. يتوقع أن يخجل المراقب لا الغشاش. عادة يميز التلاميذ بين المراقب الطيب والمراقب الشرير...الذي يطبق القانون. يرونه «مسموماً» وحقوداً، وهو يعاقب بعنف لفظي أو جسدي. والنتيجة، بسبب خوفه على سلامته البدنية، يتظاهر المراقب أنه لايرى في كثير من القاعات التي سلم الممتحنين بها
وبفضل عادة الإفلات من العقاب، تزداد ثقة الغشاشين بحقهم، يرفعون شعار «من نقل انتقل، ومن اعتمد على نفسه بقي في القسم»،
ويعددون فوائد الغش، ومنها تقوية عضلتي العين والسمع، ونشر روح التعاون، وفي النهاية إسعاد الوالدين بالنجاح. واضح أن الوالدين تهمهما النتيجة بغض النظر عن الوسيلة.
بعد الامتحان،
وكان وزيرنا قد أعلن عن ضبط الالاف من حالة غش ٬ بل جرى اعتقال ممتحنين... فبعضهم هدد السلامة البدنية للأساتذة المراقبين. بعد أسبوع نسي الموضوع واحتلت مواضيع أخرى عناوين وظلت الحرقة بقلوب ابنائنا الطلبه مظلوم او مذنب وحده اعلم واسرهم .
الآن، وقد برد الكاس ، لنرى لماذا يكون حارا يلهب اليد ويحرق اللسان خلال أيام الامتحانات، ثم يبرد 362 يوم في السنة، متحررين من موسمية عناوين وسائل الإعلام، لطرح أسئلة غير موسمية من قبيل
: كيف نبت منطق الغش؟ كيف لمجتمع يفكر شبانه هكذا أن يحارب الفساد؟ ما هي ميكانيزمات إعادة إنتاج الفساد من قمة هرم السلطة حتى التلميذ في المدرسة؟
وتدعو له أمه «الله يرزقك من يقف معك». شركة إعلان استثمرت الفكرة: «هاتف سيقف معك»! من يتعود على هذا يجد صعوبة ليجتهد، خاصة أن تحصيل المعرفة والفهم يكلف الجهد والمال.
تحدث رئيس الوزراء عن الغش، وقد بثت التلفزة الرسمية تصريحاته واشاد بالوزير دون النظر للنتائج . التلفزة بثت فقط الفقرة الخاصة بحديثه عن غش التلاميذ الصغار، بينما حذفت حديثه عن غش الكبار. في البرلمان، ندد نواب المعارضة بالغش في الامتحانات، فنفى وزير التعليم بجدية أن يكون الغش قد ظهر في عهده، وأكد أن الغش قديم. كانت تلك رسالة، وتلميحا عميقا...ما العمل حين يصرّ الزناة على رجم الزانية؟ يمارسون السياسة «كفهلوة»، والفهلوة هي تجنب تطبيق القانون، وكلهم يرفعون شعار «لا للفساد». فمن الفاسد؟ الجواب: إما الجميع وإما لا أحد.
هذا الوضع ناتج عن ضمور الطاقة الأخلاقية التي تميز الشرفاء عن السماسرة، لذا تهيمن الميكيافيلية والنزعة السينيكية. نزعة الفلول الذين تعودوا الصيد في الماء العكر ويناضلون كي لا يصفو المشهد السياسي. لا يريدون السباحة في ماء نقي.
يقترحون الغاء الامتحان والبعض اعادة النظر النتائج والبعض د على يد الوزير واعتماد الاستحقاق، وكاميرات مراقبة أو تزويد مراكز الامتحانات بأجهزة تشويش على كل المكالمات والرسائل القصيرة، وإدخال الامن الى المدارس. يقترحون حلا بوليسيا يُرفض في مجالات أخرى. لكن أليس الحل في اعادة تقييم العمليه التعليميه بمجملها وحى الاليه بالامتحان و التمييز بين أسئلة الحفظ والفهم؟
فعندما يكون السؤال مختلفا يرتبك الغشاش: سؤال الفلسفة هذا العام كان «لمَ الدولة؟».
يراهن الغشاش على النسيان. فبعد الانتخابات، لا يُطرح سؤال من غش؟ يُسأل فقط من نجح؟ وهكذا، حين تكون المحاسبة موسمية، يشك الناس في العدالة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع