ركض خائفاً، مرعوباً، قائلاً: “ خالي، فيه أثنين معهم رهينة أردنية، ويحملان سلاحاً، على رؤيا، وهما يهددان الحكومة " ركضت لأتباع " الخبر العاجل " قابضاً أنفاسي، شاهدت الاعلان المذيل بعبارة " كما ورد من المصدر يظهر فيه شابين، يحملان سلاح كلاشنكوف، ويخفيان وجهيهما “بشماغ أردني” يرتديان لباساً عسكرياً “مموهاً " وإلى الأسفل منهما، ثمة رجل أخر “يمثل” دور الرهينة أردني مغطى ومطئطى الرأس، تم الإمساك به، لتهديد الحكومة الأردنية. بعد ذلك، يقوم " الرهينة" بالكشف عن رأسة، وإذ به، أحد اعضاء برنامج “حكي جرايد” قائلاً “عدنا، وارجعنا”، وما المعروض إلا بروموشن للبرنامج، اعتمد سيناريو العصابات، والمنظمات الأهلية للاعلان عن عودته !
البرانمج المذكور تم إيقافه قبل أشهر نتيجة خروجة عن الأطار العام الأخلاقي للمجتمع الأردني، لفظاً، ومشاهداً، جراء استخفافه بعقول المتلقين، الرفضين تماماً لمثل هذه التصرفات، إلا أن القائمين على البرنامج لم يستفيدو من هذا المنع، والذي أعتبر بالنسبة " لبعضهم " بمثابة جواز سفر لإبداعهم، وقوتهم، كونه مناوئ للحكومة التي لم يرق لها سقفه وجراءته طرحه ! ما عمل على إيقافه، مع أن سبب المنع لا علاقة له بالحكومة لا من قريب ولا من بعيد، لاتصاله بالاخلاق العامة، حيث رفض جمهور القناة اسلوب "الشباب " السوقي في حوارهم، وهذا نتيجة سقوط الفعل الابداعي عن تلك الحلقة، التي رأت في مستنقع الإسفاف وسيلة مثلى لايصال ما اعتبروه فكرة نيرة. هذا أولاً
صورة نمطية
ثانياً، القائمون على البرنامج عملوا على تأكيد الصورة النمطية للغرب التي تنظر إلى العرب والمسلمين من زاوية احادية واحدة تنحصر فقط في الارهاب، ومنتجاته من دموية، ورهائن، وتهديد ووعيد !
ومع ان الغرب بمراكزه ومدارسه ومؤسساته، ومنها مدنه السينمائية يعملون يبنون هذه الصور وفق برامج مدروسة تخدم سياساتهم ومصالحهم، ومن الاستحالة بمكان أن تأتي بشكل غوغائي عبثي. فالعربي المسلم بالنسبة لهم ليس غلا قنبلة موقوتة، يمكن لها أن تنفجر في أي لحظة، شبق جنسياً، يتقن فنون الترهيب، وقطع الرؤوس، والبيانات الارهابية التي تهدد وتتوعد، تمثله القاعدة، وداعش، وجبهة النصرة، وحزب الله، وحماس، والفداائين، اضافة الى انه كريم مادياً على طاولات القمار، وفي الغرف الحمراء وسهراتها، وعميق جدا كما بئر نفط لا ينضب.
نوايا حسنة ومنتوج سيء
البعض في مسلسلاته وافلامه او برامجه من حيث يدري أو لا يدري، يروج لهذه الثقافة، قد يكون هؤلاء في توجهاتهم ذو نوايا حسنة، لكن طريقة إعدادهم السيئة، وعدم قراءتهم للواقع الحقيقي للمجتمع، ومدى تقبله لمثل هذه البرامج، اخرج منتوجاً سلبياً، يجيش المواطنين ويثيرهم.
اخيراً، يا ترى ما هي الرسالة الاعلامية، والاخبارية، الكوميدية التي يُريد إيصالها من خلال البرنامج للشعب الأردني، أم أن الإعلان بهذه الطريقة مجرد رسالة لقياس الرأي الشعبي، أم أن الدولة الأردنية فعلياً، ونتيجة قراراتها المجحفة بحق الشعب، معرضة لمثل هذه الاعمال، والبرنامج يسبق الحدث باسلوب يراه القائمون عليه ساخراً.
عذراً من الجميع، فالأردن، اهم من سخريتكم غير المدروسة.
خالد عياصرة