في هذا الوقت العصيب الذي يمر على الوطن ويحتاج فيه اقلاما اعلامية تنتصر لهمومه وتقف له لا عليه , تطالعنا البعض من المواقع الاخبارية باقلام سامة تكتب كل ما من شأنه ان ينحدر بسمعة الوطن للاسفل ويجعل منه مكبا لنفايات من يتربص للشماتة فيه ووقوعه ليس بفعل ايدي عدو من الخارج وانما بفعل ايدي ممن يدعون انهم ابناؤه لكنهم نسوا انهم لكي يثبتوا صدق توجههم عليهم ان يكونوا له سدا منيعا يحفظونه من الدنس وتطاول الغرباء عليه .
فالامن والدرك وكل جهة عسكرية في هذا الوطن هي الواجهة الحقيقية له والتي تحميه وتحافظ عليه قويا ولكن البعض من اؤلئك الدخلاء على المهنة والذين افرزتهم لهم الديمقراطية والحرية التي كانت سُماً على الوطن لا نعمة عليه . فخرجوا ينتهزون كل فرصة يحيكون بها الاخبار التي تبتعد عن الحقيقة لكي تخدم بعض النفوس الجشعة التي اتخذت من هموم الوطن وقضاياه سبيلا لتحقيق شهرتها وسد جوعها .
فما حدث مؤخرا من احداث شغبا في الزعتري ادت الى اصابة عدد لا بأس به من افراد الامن والدرك كان الاولى بهؤلاء ان كانوا يتقنون المهنية ان يقفوا على جهود هذه الاجهزة في حماية السوري وتأمين الامان له والمحافظة عليه وان تقف لهم تدافع عنهم لانهم لا يألون جهدا ويرابطون الليل والنهار لاجل ان يظهروا هذا الوطن بأبهى صور الطيبة التي عُرفت عنه فكانت الصدمة انهم ركزوا على وفاة شخص ويتكرمون على الوطن بأن يدخلوا بين السطور خبر اصابة هؤلاء اثناء تلك الاحداث وكأنهم يتكبرون على تلك الاجهزة او انهم يخجلون من ذكرها وكانها ارتكبت فاحشة يترفع اؤلئك الاميون في عملهم عن نقل الصورة الحقيقية للاحداث فيخرجون بعناوين للخبر أدمت قلوبنا حزنا على الوطن المبتلى بابنائه قبل الغريب ونجد ان تلك الوفاة كان تعتبر شرفا لهم حين كتبوا الخبر وظنوا انهم انتصروا في عملهم ونسوا انهم خسروا حتى الوطن الذي ترفعوا عنه وتكبروا عليه فخسروا بذلك الايدي التي تصفق لهم في حال اثبتوا انهم منتمون لوطنهم وينتصرون للحقيقة لا اكثر ..
كثيرة هي العناوين التي نُشرت على مدار سنين الربيع العربي والتي صورت للقارئ ان هذه الاجهزة هي عدو لنا لا نصير لنا فجعلت البعض من ضعيفي الحس الوطني يؤمنون ايمانا قاطعا انهم بالفعل عدو لانهم يتربصون ايضا للنيل من الوطن بضرب كل ما من شأنه ان يخدمه , وتلك الاجهزة هي الاصدق في خدمة الوطن لان افرادها يرسمون حب الوطن على جباههم من حرارة الشمس التي تنعكس على وجوههم فتصور لنا اجمل صور الانتماء له .
فسحقا للاقلام المأجورة وسحقا للاقلام التي فقدت او انعدمت لدى اصحابها المهنية التي تفرض على الشخص ان يعمل بامانة لنقل الصورة الحقيقية للحدث لا الاكتفاء بالوقوف على الخبر المثير الذي يصب في تحقيق الانتصار لنفسه على حساب سمعة وطن باكمله فسحقا لها من ديمقراطية افرزت لنا اعداء من الداخل كانوا الاداة الاقوى لمعاونة من يتربص بالوطن من الخارج لانه لا وطن يسقط الا ان انتصر ابناؤه العاقون عليه لا انتصروا له ..