أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أردوغان: قيمة الضرر الذي لحق بسوريا خلال 13 عاما تتجاوز 500 مليار دولار كأس آسيا 2027 .. كم عدد الملاعب التي استضافت النسخ السابقة؟ ترمب يرسل مبعوثه إلى قطر قبل توليه الحكم بحث آليات تنفيذ برامج تدريبية للعاطلين عن العمل في الطفيلة 214 ألف طن من البضائع خرجت من "الحرة الأردنية السورية" باتجاه سوريا ولبنان العام الماضي الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد سرية من لواء ناحال ونائبه في غزة الصناعة والتجارة: 30% ارتفاع عدد شكاوى المستهلك العام الماضي بحث إمكانية إقامة سكة حديد بين المفرق وموقع أم الجمال إعلام إسرائيلي: الصفقة مع حماس ستنقل قرار الحرب للضفة عمان .. أربعيني يردي شقيقته قتيلة ب 16 طعنة في سويمة إتاحة خدمة الإقرار الضريبي على تطبيق سند مبعوث ترمب: حققنا تقدما كبيرا بمفاوضات صفقة التبادل الحكومة اللبنانية تقرّر تسليم عبد الرحمن القرضاوي العثور على جثة شاب توفي شنقاً في غابات ثغرة عصفور _ جرش 478 عاملا تم تسريحهم من فنادق البترا بسبب الحرب صندوق التنمية في إربد يمنح 3.9 مليون دينار قروضاً ويوفر 495 فرصة عمل عام 2024 سرعة بديهة ضابط دفاع مدني تنقذ حياة سائق تكسي دخل بغيبوبة طائرة الملكية تعيد شريان الحياة الجوي بين عمان ودمشق استشهاد 54 أسيرا بينهم 35 من غزة الصفدي يعلق على حديث العلاونة: "الحكومة طلعت بـ50 دونم بالموازنة"
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام كلٌّ ميسّرٌ لما خُلِق له

كلٌّ ميسّرٌ لما خُلِق له

30-04-2014 04:51 PM

بسبب تدخّل الأهل المباشر بل وضغطهم أحيانا ، وكذلك نتيجة لقوى الضغط المجتمعي ، والتي يكون تأثيرها عادة كبيرا ، فإنّ معظم الصّغار يترسّخ لديهم قناعة ، بأنّ مستقبلهم ــ بحول الله ــ يضمنه اختيارهم لتخصص ومهنة تضمن لهم عيشا كريما بل رغيداً .
ينسى الأهل والمجتمع أنّ لكلّ إنسان مواهب وإمكانات وقدُرات . وأنّه إنّ تمّ اكتشاف هذه المواهب مبكراً وأُتيح لها المجال لتنمو وتُصقل في أجواء طبيعية دون ضغط أو إكراه مع توفير الظروف والإمكانات ، فإننا سنحصل في المستقبل على مبدع في مجالٍ ما ، يفيد نفسه ومجتمعه والإنسانيّة .
كم من طفل كانت لديه بوادر موهبة الفك والتركيب والإصلاح ، فينهره الأهل ويأمروه بأن يُشغل وقته بما هو مفيد ، وكأنّ ما يقوم به مضيعة للوقت . بينما لو تمّ تشجيعه مع شيء من التوجيه لكان فنّيا أو مهندسا في هذا المجال يُتقن عمله ويحبه . ومثل ذلك الكثير من المواهب والتي يتم قمعها وكأنها منكر يجب الإستعاذه بالله منه أو عيبا ينبغي عدم الاقتراب منه .
إنّ حب ما تعمل يجعلك تتقنه وتتفوّق فيه وتحرص على قضاء أكبر وقت معه، ممّا يمكّن من التجويد ويساعد على الابتكار . فشتّان بين من يعتبر ما يقوم به مجرد عمل وظيفي يعتاش منه يؤديه دون رغبة ينظر إلى ساعته كل خمس دقائق متأفّفاً ، وبين من ينام ويصحو وهو يفكر بعمله ، يذهب إليه بشوق ولا يتركه إلاّ مضطرا على أمل العودة بكل رضى وسعادة ولهفة . كالحبيب يلتقيه بلهفة ويتركه بشوقٍ أشد . فهو بالنسبة له متعه إضافة لكونه عملا وظيفيّا ووسيلة لكسب الرزق ، فاجتمع الحسنيان .
ولا أدري لماذا تستهوينا عبارة ( سبع صنايع ) ، أو أن فلان ( بتاع كلّه ) ، علما أنّ الإنسان السوبرمان والذي يُتقن كل شيء والقادر على كل شيء لا يوجد إلاّ في الروايات والأفلام والخيال . فمن يدّعي أنّه أبو العرّيف هو في حقيقته لا يعلم إلاّ النزر اليسير من كلّ ما يدّعي العلم به . فهذا هو زمن التخصص بل والتخصص الدقيق والذي يتطلب دراسة وبحثا وتدريبا لفترات طويلة حتى يمكنه أن يقول بأنه وضع أول أقدامه في بحر هذا العلم الواسع .
قلّة من البشر من تمكّن الجمع بين أكثر من عمل أو تخصص وأبدع فيها جميعا ، وحتى هذا فإنّ المراقبين والنّقاد يقولون ليته ركّز في مجال واحد فقط . وبإمكاننا مراجعة جميع أسماء من عملوا أو اهتموا بأكثر من مجال وكيف كان أداءه فيها ، ولا بدّ أنّ أحدها قد أخذت من رصيد الأخرى . والجمع بين الأعمال والمواهب والتخصصات كالجمع بين الزوجات لا يخلو من ميلٍ أو زيادة اهتمام بواحد على الآخر ، أو على حساب الآخر . فمقولة كلّهم أولادي لا تصلح للقياس فضلاً على أنّ التّفاوت بين الأبناء حاصل أيضاً حسب عدة اعتبارات . وأغلب من حاول التقليد فجمع ، فشل فيها جميعاّ . فهناك من بدأ حياته كاتبا أو شاعرا مرموقا ثمّ استهوته السياسة ( مثلاً ) وظنّ أنها تُكسبه الشهرة والثروة ، فلم يصبح سياسيا ناجحا يُشار إليه بالبنان ، في حين أنّ الناس انفضّت عن كتاباته وشعره لأنها أصبحت ملوّنة وملوّثة بالسياسة بدهاليزها وتقلّباتها ودهاءها . وكذا المزج بين عالم الأعمال والتجارة والسياسة والحكم ، إلاّ إذا كانت أحداها تخدم الأخرى أو تفتح أمامها مجالات ومغاليق الأبواب والآفاق .
كلّ الذين برعوا في مجال من مجالات الحياة ، عكفوا عليه دراسة وبحثا وتطويرا وتدريبا ، واكتفوا به فأتقنوه وتفوّقوا فيه فخلّدهم التاريخ وشاع ذكرهم في العالم وأصبحوا فخرا وقدوة للأجيال ، يتقرّب منه ذوي الشأن ويطلبون رضاه ، فلكل مجتهد نصيب ، وكلٌّ ميسرٌ لما خُلِق له .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع