الأساس في هذه القصة ، التي غدت طعاماً يواصل الإعلام مضْغه والتـَّسلي به منذ إنفجار « خوست « في أفغانستان وحتى هذه اللحظة ، هو أن الأردن ، وذراعه الضارب في هذه المهمة الجهادية هو جهاز المخابرات الذي إزدادت ثقة الأردنيين به وتعززت بعد هذه العملية الأخيرة ، في إشتباك مستمر مع هذه الفئة الضالة التي لا يؤيدها ولا يتعاطف معها إلاَّ ضالون يكرهون أمتهم وشعبهم ويعانون من عقد متعددة ويخالفون تعاليم الله وقيم رسوله .
في مثل هذا الإشتباك المتواصل لابد من أن يكون هناك شهداء من أبنائنا ومن بينهم البطل المقدام النقيب علي بن زيد فهذا النوع من القتال يشبه قتال المطاردات العسكرية في السماء حيث أن كل طائرة تتوقع وفي أي لحظة أن يصلها صاروخ طائش من الطائرة الأخرى التي تشتبك معها وهذا يعني أنه لا توجد أي ضمانة عندما تضطر أجهزتنا الأمنية للذهاب إلى « خوست « وإلى ما هو أبعد من « خوست « لمطاردة أولئك المجرمين الذين يستهدفون أطفالنا ونساءنا والذين جعلوا مهمتهم قتل الأفراح في صدور الأردنيين وجريمة الفنادق في العام 2005 أكبر شاهد على هذا .
يذهب أبطال المخابرات الأردنية إلى « خوست « وإلى أي مكان في الكرة الأرضية ويستشهد بعضهم ليس للإعتداء على أحد ولا للقيام بمهمة لحساب أيٍّ كان بل للدفاع عن الأردنيين وأطفالهم وأموالهم وأعراضهم ولمنع جريمة أخرى كجريمة الفنادق التي خسرنا فيها أعزاء وأحباء بينهم أطفال أبرياء ونساء طاهرات مزقت أجسادهن المتفجرات المتوحشة التي جاء بها إلى قلب عمان مجرمون من هذا التنظيم الإرهابي التي تتمركز قيادته في كهوف الحدود الأفغانية الباكستانية .
إن هناك في العلم العسكري علم إسمه « الدفاع الإيجابي « وهو أنه إذا أردت ألاَّ يأتي الوحش إلى بيتك ليفترس أطفالك فعليك أن تذهب إلى « مغارته « لتهاجمه هناك وهنا فإن حسابات الربح والخسارة يجب أن توضع جانباً وذلك لأن من إنتدب نفسه للقيام بمهمة مقدسة كهذه المهمة يجب أن يضع على رأس حساباته أن يصاب بجرح راعف مؤلم وحقيقة أن إستشهاد النقيب البطل علي بن زيد هو الجرح الراعف المـُؤْلم الذي أُصبنا به في هذه المعركة .
إنه على الأردنيين ومعهم كل شقيق وصديق يؤلمه ألمنا ويفرحه فرحنا أن يعرفوا أنه لولا عمليات « الدفاع الإيجابي « التي قام بها فرسان الحق في المخابرات الأردنية التي هي موضع إعتزاز وتقدير وثقة الشعب الأردني لتكررت جريمة الفنادق أكثر من مرة وإنه على الأردنيين أن يعرفوا ويعلموا أن النقيب الشريف علي بن زيد قد قام بهذه المهمة المقدسة التي قام بها فدفع عمره الذي لايزال في عمر الورود من أجل إحباط عملية تستهدف الأردن كانت قيد التنفيذ لو أنه جرى تنفيذها لترملت نساء كثيرات وليتم أطفال كثيرون .
لقد سمعنا كلاماً من الذين يشكلون طابوراً خامساً لحساب كل من يستهدف الأردن ويستهدف الأردنيين يجب أن يحاسبوا عليه لأننا الآن نخوض معركة وطنية مع الإرهاب الذي سفك دماء أطفالنا ونساءنا ساحتها الكرة الأرضية كلها ولأنه إذا لم يذهب أبطالنا إلى حيث الكهوف البعيدة التي تختبىء فيها هذه الضباع الكاسرة فإنها حتماً ستأتي إلينا .. إنه على هؤلاء الميتة ضمائرهم أن يصمتوا وأن يوقفوا حملات التشكيك ضد جنود أبطال نذروا أرواحهم ودماءهم من أجل ألاَّ تـُكْلم أردنية بزوجها أو بإبنها أو شقيقها إذا كانت إرتباطاتهم المشبوهة تمنعهم من أن يحيوا هؤلاء الأبطال وأن يشدوا على أيدهم .. إن المعركة مستمرة وإن كل الثقة بفرسان المخابرات الذين حموا بلدنا من أن يتعرض لمجزرة دامية كالمجزرة التي تعرض إليها في العام 2005 .