قصة كالفينو الغريبة

بدأت قصة هذا الطفل المذهلة قبل بضعة أشهر، وبحسب الوصف الذي ترويه والدته ماينت أنمام قائلة "عندما دخل ابني إلى الحمام ذات صباح رأى انعكاس وجهه في المرآة، فأصيب بحالة من الذعر بعد أن شاهد أن ما يخرج من عينيه لم يكن مجرد دموع بل سيل من الدم الأحمر القاني، جاء على إثرها إليّ شاحباً مرتعداً ليخبرني أنه رأى ما رأى وظن أنه سيموت من هول المشهد".

وتستمر والدته بسرد قصة ولدها وتضيف "على الفور, أخذت كالفينو إلى غرفة الطوارئ في مستشفى (Tennessee Medical Center) وبمجرد الوصول إلى هناك توقف نزول الدم من عينيه"، مؤكدة استغرب الطاقم الطبي مما شرحته عن حالة ابنها وما خرج من عينيه.

وبعد الفحص والمعاينة, قالت "رجعت إلى البيت والحيرة تتملكني فلا الفريق الطبي اقتنع بما تحدثت به ولا أنا بالمقابل وجدت جواباً شافياً لحالة كالفينو".

وبتعبير يملؤه القلق ذكرت أن "الرعب عبث بكل أنفاسي لا سيما بعد عودتي الأولى إلى المنزل ولم أجد تفسيراً طبياً منطقياً لحالة ابني". إذ تسائلت "هل كنتُ واهمة؟ أو ربما أن ابني كان واهماً معي أيضاً؟".

وتضيف والدته: وبعد مرور شهرين على الحادثة, ذهب كالفينو في مخيم مدرسي إلى (Hawkins County) وتكرر ذات الموضوع. لم أكن قريبة منه لأنه كان في مخيمه مع أصدقاءه, الجميع استغرب لما شاهدوا ما شاهدتهُ أنا من قبل, وعلى الفور نُقل إلى المستشفى.

الأطباء اعتبروه لغزاً محيراً

وقال الطبيب المعالج توماس هيثرن "خضع كالفينو حال وصوله إلى المستشفى للتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية، ولكن أياً من هذه التجارب لم تثمر عن أي نتائج قطعية.. فعلا إنه لغز محير".

وأضاف "لم نعرف حتى اللحظة كيف نضع حداً لهذة الحالة التي لم يسبق لفريقنا الطبي أن سمع بها من قبل!".

من جانبه, أوضح الطبيب باريت جي هايك، مدير جامعة ولاية تينيسي ومعهد هاملتون للعين "أن كالفينو البالغ من العمر 16 عاماً ربما يعانى من حالة نادرة تُعرف باسم (هيمولاكريا) وهو ما يعرف بـ(الدموع الدموية)، إذ يعاني من هذا المرض من أصيب بصدمة قوية أو بليغة في منطقة الرأس تحديداً, لكن الطفل _ بعد الفحص _ اتضح أنه لم يتعرض لأي من هذه الإصابات أو الكدمات".

وتوقع خبراء -نظراً لندرة الحالة- أن أنمان سيخضع لاختبارات متعددة على يد مجموعة من الأطباء المتخصصين في الدم وجراحة العين والأذن والأنف لتحديد ماهية هذا المرض.

ومن الجدير بالذكر أن الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية وصلوا إلى قناعة مليئة بالحيرة والإحباط تثبت عجزهم بشأن عدم توصلهم إلى تشخيص دقيق لحالة كالفينو، ولم يتمكنوا أيضاً -حتى الآن- من العثور على جوابٍ شافٍ".