ليس بعيد عن السياسة وقريبا من علم الاجتماع جاء الحديث عن محاور كثيرة في نقاش شبابي حول ما يجب أن نكون عليه كمجتمع عربي وما نحن فيه واقعيا ، طرحت مجموعة من الأفكار الشبابية التي لخصت تلك الحالة من الضياع الفكري العربي في العلاقة ما بين الدولة والدين والدولة والمجتمع .
واول هذه المحاور" الدولة الدين " جاءت الخلاصة لهذا النقاش أن الربط ما بين القومية العربية كحلم موحد وبين تاريخ الدول العربية سياسي وبمفهوم دولة ذات كيان جغرافي وسلطة سياسية وافراد ؛أن تلك الدولة ما تزال تحبو في زمن انشاء الدول مقارنة ببقية دول العالم ، وبالتالي عليها كدول أولا أن تحقق شروط التاريخ في قيام الدول كي تتمكن من الخروج من متاهة أنها دول شيوخ عشائر أم دول قيادات سياسية تم انتخابها عبر صناديق إقتراع تم التلاعب بعقل جماهيرها لدرجة أنهم أصبحوا يؤمنون بقاعدة دينية تقول أنه لايجوز الخروج عن الحاكم مهما بلغ طغيانه ، وهذه القاعدة الفكرية تؤدي مباشرة الى ترسيخ مفهوم أن الحاكم قد أصبح ممثل الله في الأرض وعليه فإن بقاءه يمثل بقاء الدين مما يعطيه صفة ما كانت عليه العلاقة بين الدولة والدين في اروربا في العصور الوسطى ، وان ما يتم اليوم من ثورات عكست حقيقة ثورات دول اروربا وقلبت موازينها الطبيعية ما هو إلا ترسيخ لهذه الفكرة وعليه أن تبقى الأمور كما هي عليه أفضل من مجرد التفيكر بطرح التغيير .
والمحور الثاني " الدولة والمجتمع " تمثلت عليه كافة اشكال الرفض لهذه العلاقة لأن الله والدين يطالبان الحاكم أن يقدم للمجتمع من خير ارض الاسلام وان يحقق العدالة والمساواة ، وفي نفس الوقت ان تتم إدارة الدولة على ابسط قواعد الدين وهي قاعدة الأمانة وحجم التكليف الرباني لها ووضعها اساس لكافة العلاقات وعلى جميع المستويات دون إستثناء ، وبذلك وحسب حديث الشاب فإن عدم وجود هذه الأسس الدينية هو سبب رئيسي لما فيه تلك المجتمعات من عدم تطور وفشل في ان تحقق استقلال ذاتيا بعيدا عن حاجة الغرب ، والنتيجة لهذا المحور هي أن هؤلاء الحكام وعلى كافة مستويات أنظمة الحكم فيها صدقوا أنفسهمهم بأن أصحاب ولاية على تلك الشعوب وانهم ممثلوا الله في أرض شعوبهم مما أعطاءهم الحق في تقدير حاجات هذه المجتمعات والطريقة الأمثل لقيادتها ، وأنها مجتمعات تعيش في ظلال كبير وهم يمثلون انبياء الهداية لهم وهي مهمة تتطلب أن تورث لصعوبة تحقيق أي تقدم نحو صلاح هذه المجتمعات ، وختام الحديث قاموا جميعا لأداء صلاة المغرب ؟ تقبل الله .