في المجتمع أُناس شُغلهم الشاغل الإنتقاد وتقييم الناس ، والناس تتطور وتتقدم مادياً ومعنوياً ووظائفياً وهؤلاء المنتقدون يبقون في مكانهم لا بل يرجعون للخلف .
لذلك هم بعيدون كل البعد عن الواقع ويعيشون في خيال خصب صنعوه هم ومجموعاتهم لأنفسهم ، فهؤلاء إن تم تعيين رئيس وزراء جديد ينتقدون هذا التعيين ويقيموه بأنه غير كفؤ أبداً ، وكذلك إن عُيين وزيراً أو مديراً ، فهم وحدهم المؤهلين والمبدعون و لديهم الحلول لكل المشاكل الإقتصادية والسياسية والإجتماعية .
في الحقيقة هؤلاء مشاكلهم الشخصية فوق رؤوسهم ، إن كانت الزوجية اومع أبنائهم أو جيرانهم إجتماعية كانت ام إقتصادية .
فمنهم من ينتقد إقتصاد الدولة ولديه حلول لعجز الموازنة ، وهو قرض بنكي له بــ 500 دينار يعجز عن ترتيب سداده ، ولديه حلول للمشاكل الإجتماعية وتمنعه زوجته من دخول البيت بالايام ، ولديه أيضاً حلولا سياسية للحكم في الأردن وهو في الحقيقة لا يستطيع ان يحكم أبنائه و زوجة .
هذا النوع من الأشخاص المنظرين أعطتهم وسائل الإعلام مساحة غير مسؤولة للتعبير عن آرائهم وانتقاد الآخرين ، فهذا الانتقاد يشعرهم أنهم موجودين بتعطيل المسيرة فقط.
فقد تجلس بالصدفة في مكان لم تختار الموجودين به أنت لأنه عرس أو مناسبة إجتماعية ، وتستمع لحديث بعضهم ينتقدون به الملك وطريقة إدارته للدولة وينتقدون رئيس الوزراء ومدير المخابرات ووزير الخارجية والداخلية على إدارتهم للدولة داخلياً وخارجياً .
ويبدأون بطرح الحلول لكافة مشاكل البلد فعندهم حل لكل المشاكل بساعة واحدة، إن هم استلموا المسؤولية بهذا البلد .
وبنهاية الحديث وعند وقت الغداء تكتشف أن هؤلاء المنظرون وأصحاب الحلول غير مدعوين أصلاً على المناسبة بل جاءوا لتناول الطعام ، ومنهم من يكون هو الطباخ أو الشراب أو سائق البكب الذي جاء بالكراسي والخيمة .
ما جعلني أكتب بهذا الموضوع الذي أصبح مستشري بالأردن هو تعيين السفيرة دينا قعوار مندوبة للأردن في الأمم المتحدة ، فقد تابعت بعض ما كتب حول هذا التعيين وكيف قيمها البعض بأنها ضعيفة ولا تستحق هذا المنصب ، طبعاً لو تم تعيين س أو ص أو خ أو تم تعيين أحدهم هم سينتقد الآخرين هذا التعيين .
فمن تابع آداء السفيرة قعوار الدبلوماسي منذ سنوات سيعرف بأنها من أفضل الدبلوماسيين والسفراء في وزارة الخارجية الأردنية ، وهذا مثبت في التقارير السرية الخاصة بوزارة الخارجية .
موضوعنا ليس السفيرة قعوار ولكن هؤلاء السوداويين المنظرين المشككين بكل إنجاز بهذا الوطن ، وبدلاً من أن يبنوا طوبة على إنجازات أبناء هذا الوطن هم يهدمون طوبة كلما أتيحت لهم الفرصة .
الى كل هؤلاء اقول من يريد أن يصلح الوطن فليصلح بيته أولاً ، فالوطن مجموعه من البيوت ، ومن لا تسمح له زوجته بالكلام بالبيت أو في أي جلسة لأن شخصيته ضعيفة ولا يفقه شيءً فلا يحق له الكلام عن الوطن ومبدعون هذا الوطن فالوطن له حرمة كما لمبدعيه حرمة لا يحق للبعض الاقتراب منها .