أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جولة تفاوض جديدة في الدوحة و"حماس" تجدد تحفظاتها. البيت الأبيض: بايدن قد يلتقي نتنياهو في واشنطن. اعلام عبري: نقص خطير جداً بتجهيزات الجيش بايدن: ما أزال قادرًا على هزيمة ترامب بوتين : إنهاء العملية العسكرية مرتبط بانسحاب أوكرانيا من أراضي لوغانسك ودونيتسك شهيدان وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مفتي الأردن: الأحد أول أيام العام الهجري الجديد إعلام إسرائيلي: المفاوضات قد تستغرق من 3 إلى 5 أسابيع إغلاق مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس الدفاع المدني ينقذ شخصين ضّلا طريقهما أثناء رحلة مغامرات في مادبا ابوزيد: تطور عمليات المقاومة قد يحدد المسار الدبلوماسي القوات الأميركية تكمل انسحابها بعد غد من قاعدة جوية بالنيجر 8 شهداء جراء قصف الاحتلال خانيونس والنصيرات مكتب نتنياهو: لا تزال هناك فجوات بين أطراف التفاوض وزير الخارجية البريطاني الجديد يدعم "وقفا فوريا لإطلاق النار" في غزة رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يتعهد بـ"إعادة بناء" البلاد ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان في أسبوع اعلام عبري: فريق التفاوض الإسرائيلي بطريقه إلى تل أبيب الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو الملك يهنئ ستارمر بتوليه رئاسة وزراء بريطانيا

شر الخلق و الخليقة

26-06-2014 05:07 PM

زاد الاردن الاخباري -

كان نشاطهم فى أخر عقدين خير مبرر لقيام الولايات المتحدة الامريكية بضرب أفغانستان و أحتلال العراق، و تمهيد لمرحلة دخول طريق طويل مفروش بدماء الابرياء و بنفطهم أيضا، فبعد أن أقلعت سفن الولايات المتحدة الحربية من قواعدها بالمحيط الاطلنطى و البحر المتوسط و بعد أعداد مقاتلاتها الجوية لبدء أستهداف البؤر الارهابية بجبال قندهار و تورا بورا بافغانستان، تم أستكمال الولايات المتحدة للطريق الذى عرف بعنوان الجيل الثالث من الحروب أو بأسم الحروب الاستباقية أو الحرب على الارهاب، و فى السنوات الاخيرة الماضية عادو الى مربع العمليات بمنطقة الشرق الاوسط مجددا، و تم نقل جميع نشاطهم و قيادتهم المركزية الى الدول العربية خاصة الدول التى هبت بها عواصف الخريف العربى، فلم يتأخرو عن تنفيذ مهامهم لاكمال مشاهد الربيع المزعوم، حتى بدئت السماء تمطر قطرات من الدماء فى أغلب أرجاء المنطقة ليزداد المشهد بالضبابية و الغيوم، بتأكيد أتحدث عن التنظيمات الاصولية و التكفيرية التى خرجت جميع أفكارها السامة من رحم التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمون .

فتنظيم القاعدة الان صارت كل أسلحته مصوبة نحو العرب و المسلمين من المحيط للخليج او بالاجدر نقول من غرب أفريقيا حتى أفغانستان بداية ببوكو حرام بنيجيريا مرورا " بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى " ثم جماعة " التوحيد و الجهاد " و جماعة " المرابطون " بشمال افريقيا مرورا بجماعة " أنصار الشريعة " و مشتقاتها بليبيا و جماعة " أنصار بيت المقدس " بسيناء وصولا الى تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق و الشام المعروف بأسم داعش .

و جمبع تلك التنظيمات الاصولية و الميليشيات المسلحة تتفق على الدم و لكن قد تختلف على طريقة القتل و الوقت الذى يتم فيه ذلك، بجانب أنشغالها بالهدف الدائم و هو أراقة دماء الابرياء و دائما و أبدا ما تكون الدماء المسالة هى دماء عربية، فمازال تنظيم القاعدة يمهد الطريق للولايات المتحدة و لكل حكومات الغرب و لحلف الاطلسى مبرر مشروع الحرب على الارهاب، بجانب خوضهم للعديد من الحروب بالوكالة عن الولايات المتحدة .

و أكثر ما لفت أنتباهى هى حالة التوافق العجيبة بين ألاهداف و العمليات التى تقوم بها تلك الجماعات التكفيرية المسلحة مع مصالح و أهداف الولايات المتحدة الاستراتيجية و العسكرية فى الاقليم، حتى أستشعرت لبعض الوقت أن قادة الجماعات الجهادية و التكفيرية على مشارف قبول عروض أحتراف على غرار لاعبى كرة القدم من فرق " بلاك ووتر " و فرق المشاه بالجيش الامريكى و حلف شمال الاطلسى، لما تقدمه تلك الجماعات من خدمات و مصالح، لو ظل الغرب مئة عام يعمل بكل مخططاته لتحقيقها لما تمت بتلك السرعة و بتلك الصورة الدموية البشعة .

داعش بعد خروجها من الحدود السورية و توجهها نحو العراق ثم نشر صورة دولتها المترامية الاطراف فى وسائل الاعلام، باتت كورقة جديدة على طاولة منطقة الشرق الاوسط تعمل على ارباك حساباتها السياسية قبل أستنزاف جهودها العسكرية، و الان تتجلى عبقرية قادة تنظيم القاعدة فى تقسيم المنطقة و ترسيم حدودها الجديدة خاصة بعد مبايعة " مختار بلمختار " زعيم حركة المرابطين لـ " ايمن الظواهري " زعيم القاعدة، فى الوقت الذى رفض فيه " عبد المالك درودكال " أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى مبايعة " ايمن الظواهري " و هو الامر الذى جعل كلا من " مختار بلمختار " و " أيمن الظواهري " يريدون الإطاحة بـ " عبد المالك درودكال " فزعيم تنظيم القاعدة " أيمن الظواهري " لا يعترف بالدولة الإسلامية في العراق و الشام، بينما بايع " عبد المالك درودكال " امير الدولة الإسلامية في العراق و الشام و فلسطين " ابو بكر البغدادي ". فلماذا تغير أسم تنظيم داعش الذى كان يقتصر على العراق و الشام فقط لكى يشمل بجانب العراق و الشام فلسطين أيضا، و لماذا تم ذلك فى هذا الوقت بالتحديد ؟ لماذا " ابو بكر البغدادي " و حليفه الاستراتيجى الجديد " عبد المالك درودكال " طرحو علينا داعش فرع فلسطين بشكل غير مباشر خاصة بعد نشر صورة أمبراطورية داعش التى تشمل كلا من فلسطين و سوريا و الاردن و العراق و الكويت ؟ و ماذا ينوى فى تحركاته بعد تلك التصريحات ؟ فهل هنا خطط مستقبلية للزحف نحو فلسطين ؟ و أذا كان ذلك هو المراد فأى فلسطين سيتم الجهاد بها هل فلسطين التى تحت أرادة السلطة الفلسطينية و شعبها الحر ؟ أم فلسطين المحتلة و فى تلك الحالة ستكون داعش فى مواجهه امام جيش الكيان الصهيونى لتسجل بذلك أول مواجهه بين الجهاديين و الجماعات التكفيرية ضد الدولة العبرية بعد عقود من المواجهات ضد العرب و المسلمين .

تحيرت بعض الشئ فى وصف تلك التنظيمات السرطانية، و لكن خير وصف لهولاء كان ذلك الحديث عنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي، أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي، قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَلاقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ "


فادى عيد
الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية
fady.world86@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع