في نهاية شهر تموز من عام 1914 أي قبل مئة عام قامت الحرب العالمية الأولى ، وأعقبتها الحرب العالمية الثانية عام 1939 ،بعد انتهاء الحربين التين حصدتا أرواح ملايين البشر قرأت أوروبا نتائج الحربين وكم كانت هذه النتائج مرعبة وموجعة فقد تركت أجيالاً من الشباب تعيش حالة التوهان ، والسلبية المطلقة ، وسيطر فقدان الثقة في كل ما هو حكومي عند العامة والخاصة لأن الحكومات وحدها تتحمل هذه النتائج ، وهذه الجرائم بحق الإنسانية ، فكان أن انعزل المواطن الأوروبي ، وظهرت الفردية واضحة في السلوك العام ز
وبعد أن فقدت القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية قيمتها وشرعيتها ودورها الإصلاحي قام علماء ومبدعون بدور المنقذ من هذه الحالة العبثية التي يعيشها المواطن ، في هذه الفترة ظهر مسرح العبث من خلال رائده الأول صموئيل بيكت بمسرحية " في انتظار غودو " عام 1948وقد كان لهذه المسرحية تأثير كبير في نفسية الشباب الأوروبي الذي لن ينتظر عودة غودو بل سيقوم هو نفسه بدوره في إنقاذ بلده .
هل نعيش حالة من العبثية الفكرية والدينية والأخلاقية ؟ وهل وصلنا إلى مرحلة فقدان الثقة بالحكام والمسؤولين ؟ وهل هم وحدهم بعبثية تفكيرهم ، وسوء إدارتهم وراء كل هذه الجرائم الإنسانية التي نعيشها ؟ وهل نحن حقيقة بحاجة إلى غودو صموئيل بيكت ؟ أم نحن بحاجة إلى وعي لما يدور حولنا .
ليس غريباً حرق طفل عربي فلسطيني ، وليس غريباً قتل الأبراياء في البلاد العربية على أيدي من يملك السلاح ، يا إلهي ماذا أصابنا ؟ ولماذا هذا الصمت العربي ؟ وهل سيدوم .
نقول بلغة سليمة لقد قتلوه بدم بارد ، وننسى أن نقول إننا تلقينا الخبر بدم بارد ، وقبله زعيتر ، وقبله محمد الدرة والسؤال الكبير من بعده ؟