ثلاث مدراس تابعة لوكالة غوث وتشغيل الفلسطينين في غزة قصفت من قبل الجيش الإسرائيلي وذهب ضحيتها عشرات الشهداء من الاجئين ، وهي مدارس تابعة لسيطرة الأمم المتحدة وتمثل مساحتها الجغرافية أراضي أممية ، وإسرائيل تقدم بذلك إعتراف رسميا منها بعدم شرعية هذه المنظمة ومن يمثلها في الأرض الفلسطينية ، وهي نفس المنظمة التي سارعت واعلنت مسؤولية المقاومة الفلسطنينة عن إنتهاك أخر هدنة تمت بإشراف أممي وأمريكي ، وتبين لاحقا أن تلك المنظمة قدمت تصريحها الصحفي دون أن تستند إلى تقارير محايدة .
وفي هذا السياق من الإرهاب الصهيوني نجد أنه يمارس لعبة ما يطلق عليه " القياس قبل الغوص "؛ أي دولة صهيون تقوم بتجارب عسكرية وتنتظر ردود الفعل سواء الفلسطنينة أو الدولية عليها وتتعمد أن تكون تجارب قاسية للجانب الفسلطيني، وعندها تعيد الكرة أكثر من مرة والمشهد الدموي في غزة يؤكد هذه الحقيقة وأصبحت مناظر الدماء واشلاء الأطفال والعجائز تمثل حالة طبيعية لكل من يرغب بمشاهدة الشمهد الفلسطيني الذي تديره دولة صهيون من خلال كاميرات قنوات فضائية عربية ظنت للحظة أنها تخدم قضية شعب ، وتحقق من وراء تلك التغطية إعادة الكرامة لمهنيتها التي فقدتها أثناء ثورات الربيع العربي .
وهنا علينا أن نبحث عن الأهداف القادمة التي تفكر دولة صهيون في تسليط الضوء عليها وتجلس تنتظر حجم الرد العربي والعالمي عليها ، وهي ستكون أهداف نتائجها أكثر دموية وقتلا من السابقة وفي نفس الوقت يؤكد بنيامين نتنياهو بأن معركة غزة قدمت لدولة صهيون علاقات عربية غير مسبوقة ، وهنا يبرز حجم الانتصار الصهيوني في هذه المعركة وختامها دموية الفكر العربي الصهيوني الذي أصبح متوافق بقوة مع الفكر الصهيوني في القرن الواحد والعشرين ؛ وهو فكر وجد له أرضية خصبة جدا تعطيه قدر على البقاء لعشرات السنين القادمة .