قاربت مهلة الهدنة في قطاع غزة على الانتهاء وطرفي المعركة يؤكدان على النصر كما رغب كل منهم ويؤكدان في نفس الوقت على شروطهم ، وإن كان هناك تنازلات من قبلهم فهي تنازلات سطحية لاتؤدي إلى إنهاء حالة الحرب التي ترسخت في أسس العلاقة بين الطرفين وأصبحت محرك رئيسيا لكل منهم .
حماس جلست على طاولة مفاوضات يجلس عليها الصهيوني سواء بدمه ولحمه أو بمن يمثله من المفاوضين الغربيين أو العرب ، والحصيلة هنا أن كل من الطرفين يعترفان وإن كان ضمنيا بوجود الطرف الأخر ، وهذه هي بداية الإقرار الضمني المبني على قناعة الواقع الدموي لكل منهم بأن عدم الجلوس غبى طاولة المفاوضات يمثل إنتحار لهما .
والجانب الأخر في معركة غزة هو إقرار أنظمة عربية ودولية بأن حماس طرف مفاوض ولايمكن أن يمثله أحد رغم المنادات ببقاء منظمة التحرير ممثلة بالسلطة الفلسطينية هي طرف التفاوض الرئيسي على طاولة القاهرة ، وهي معادلة ستزداد صعوبة عندما تصل أول دفعات المال العربي والغربي لإعادة إعمار غز؛ة فمن سوف يقبض تلك الأموال أو من سوف يقوم بالإشراف على تنفيذها.
وطاولة التفاوض في القاهرة سوف لن تكون الأخيرة بين طرفي المعركة الأخيرة، وربما تنتقل للدوحة أو واشنطن وهناك سوف تكون نهاية البداية لما يسمى بالمقاومة الفلسطينية كما حدث في لبنان مع حزب الله ، وسيسمح لحماس بأن تلعب دورا رئيسيا في ساحات أخرى من معارك الربيع العربي غير غزة، لأنها وبقدرتها العسكرية الأخيرة سوف تصبح جزءا من معادلة إعادة ترتيب جغرافية المنطقة العربية .