تمنيتُ لو أني غزاوي للمشاركة بشرف الجهاد عن الأرض والعرض ونيل الشهادة في سبيل الله، فعندما عجز العالم عن تحطيم خرافة الجيش الذي لا يقهر أقلقتم أنتم أيها الأشاوس مضاجع بني صهيون وبأن صواريخكم وقنابلكم لم تكن مجرد العاب نارية، بل كان لها الأثر الكبير في كسر عنجهية الصهاينة حتى شللتم حركتهم الملاحية والاقتصادية وبلغ بهم الهوس لدرجة الخلل.
أما ما كنتُ لا أتمناه منكم أيها الأحرار البواسل بأن لا تكشفوا مصانعكم وعدتكم وعداتكم وتدريباتكم وأنفاقكم وتكتيكاتكم على قناة الجزيرة،ولم أكن أتمنى كذلك بأن يتم الحديث عن مفاجئتكم للعدوا، فقد علم الجميع عن فشل استخبارتهم التي ضللتهم بل ورطتهم في غزة هاشم ، إن ما حققتموه من نصر مبين في صورة لا أحلى ولا أروع في لم الشمل ووقوف جميع الفصائل الفلسطينية في قلب رجل واحد عندما تعانقت صواريخم في سماء غزة.
أيها الغر المحجلين الميامين إعلموا بأنكم المنصورين بعون الله في زمن تخاذل حكام العرب عن نجدتكم، فلم يجرؤ أي زعيم عربي عن التلويح بفتح باب الجهاد خوفاً منهم على عروشهم وصولجانهم.
اخوتي المجاهدين لن نصل إلى ما وصلتم إليه من رفعة ولم نستطيع حجز مقاعدنا في جنات الفردوس كما حجزتم لكم ولشفاعة سبعين من أهلكم وذويكم كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكنني أستشف من مأثركم بأن معالم الحضارة قد تغيرت وبأنكم تقودون وتعلمون الشعوب العربية دروساً في التضحية والإيثار والعزم والتصميم على صناعة المستحيل، في زمن فقدنا فيه الكثير من معاني الحكمة والمنطق في إدارة الأزمات وتحويليها لصالحنا ولصالح قدسنا ولم نستطيع تحويل أنظار العالم علينا ، لم نستطيع إلا الموافقة على خيانة حاكمينا بالصمت فقط، هذه الدروس ستعلمنا في القريب العاجل، بأن الأفعال أبلغ من الأقوال وبأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة ، نستشف منكم أيها الأحبة بأن الروح أرخص ما نملك في ظِل دول الخنوع والاستسلام لا السلام .
لم تتحرر الشعوب العربية في ظل الثورات العربية البائسة ، بل تحررت عند أقدامكم في غزة العز والشرف .
إن ثورتكم المجيدة تحاكت بها دول الغرب والشرق، وبينت الغث من السمين وعزلت الكيان الصهيوني المتغطرس عن العالم بل كبدته خسائر أخلاقية ومالية وروحيةحتى باتوا يعيشون في حالة من الذعر والهوس والاضراب النفسي المزمن، وشرعت الدول المتخاذلة مع الكيان في اعادت حسباتها.
أيها الأحرار من سماء الأردن التوأم الضفة الشرقية للغربية نبشركم بأن نصر الله قريب اصبروا ورابطوا وتكاتفوا فالنصر قادم بعز عزيز أو بذل ذليل يقول الحق سبحانه وتعالى (
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) (214)
ولكن احذروا أحبتي من تقديم أي تنازلات فأنتم الأعلون، وهذه بداية أنهيار الصهيونة العالمية، إنما هي صبر ساعة وسيتبدد الليل وينكسر القيد ويبلج الصباح صباح الحرية التي حرم منها الشعب الفلسطيني ردحاً من الزمن.
abosaif_68@yahoo.com